الاقتصاد اليمني بين استقرار الماضي وانهيار الحاضر: أثر الفساد والعدوان
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
13 أغسطس 2025مـ – 19 صفر 1447هـ
بقلم // فيصل أحمد الهطفي
شهد الاقتصاد اليمني فترات استقرار وازدهار حقيقية خلال عهد الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي رحمة الله تغشاه، ذلك العهد الذهبي الذي حمل الأمل وبذر بذور النهضة الاقتصادية، حيث سعى لبناء اقتصاد وطني قوي، متوازن، ومستقر، مع حفاظه على ثبات العملة الوطنية والاهتمام بالبنية التحتية والتنمية الإنتاجية. كان ذلك العصر نقطة مضيئة في تاريخ اليمن، وصرخة حية في وجه الظلام الاقتصادي والسياسي.
لكن بعد رحيل الشهيد الحمدي، بدأ نظام عفاش حكمه الأسود الذي امتد ثلاثة وثلاثين عامًا، حاملاً معه فسادًا ممنهجًا ونهبًا ممنهجًا لمقدرات الشعب، حتى حوّل الاقتصاد الوطني إلى ساحة صراع ضيقة بين مصالح فاسدة، وأصبح الوطن مزرعة خاصة للنهب والتخريب. شهدت تلك السنوات انحدارًا كارثيًا في التنمية والاستقرار الاقتصادي، وانهارت ثقة الشعب بمؤسساته، مما تسبب في انهيار العملة وغلاء المعيشة الذي أصاب كل بيت.
ومع اندلاع العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في 2015، تفاقمت الأزمة إلى حد غير مسبوق؛ أُغلقت الموانئ والمطارات، ونهب النفط والغاز، واستُهدف الإنتاج الوطني بكل وحشية، وطُبعت الأموال بلا غطاء، لينهار الريال وتشتد وطأة الغلاء بشكل مدمر. هذه الحرب الاقتصادية الهمجية لم تكن سوى محاولة لإرغام الشعب اليمني على الاستسلام، لكنها اصطدمت بإرادة لا تلين، وعزيمة صلبة تتحدى كل المحن.
وفي وسط هذه العواصف العاتية، يبقى اليمن صامدًا، متمسكًا بدوره الإنساني والوطني في دعم غزة الصمود والجهاد والتضحية. فمعركة اليمن ليست مجرد صراع على أرضه، بل هي امتداد لقضية الأمة الكبرى في مواجهة العدوان والاحتلال، معركة تضامن تتجاوز الحدود الجغرافية لتصنع أفقًا أوسع للوحدة والتلاحم. ولن يترك الشعب اليمني مساندته لفلسطين وغزة مهما كان الثمن ومهما بلغت التضحيات.
اليوم، وفي وجه تحديات مركبة من إرث فساد داخلي وعدوان خارجي، يقف اليمن شامخًا، عصيًا على الانحناء، حاملًا مشروع الشهيد الرئيس صالح علي الصماد رحمة الله تغشاه، مشروع البطولة والصمود، يدًا تبني ويدًا تحمي، وشعبًا لا يعرف الاستسلام.