سيناريو احتلال غزة.. انتحار جديد وهروب إلى فشل أكبر
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
9 أغسطس 2025مـ – 15 صفر 1447هـ
تقريــر || زين العابدين عثمان
وصل جيش الاحتلال الإسرائيلي المدعوم أمريكياً إلى مرحلة عجز كبير في تحقيق أهدافه في قطاع غزة، رغم استخدامه لأسلحة فتاكة وممارسة متواصلة للإبادة الجماعية ضد السكان، وعلى الرغم من ذلك، يسعى كيان العدو، بتأييد من الإدارة الأمريكية، إلى تنفيذ مخطط جديد يهدف إلى توسيع العدوان واحتلال قطاع غزة وتهجير سكانه.
الوقائع الميدانية طيلة العدوان الصهيوني من بعد السابع من أكتوبر وطوفان الأقصى أثبتت أن آلة عدوانه لم تصل إلى نتيجة، رغم استخدام أعلى مستويات القوة وأفظع وسائل الإجرام والقتل الجماعي وسلاح التجويع بحق سكان قطاع غزة.
خروج هذا العدوان بفشل استراتيجي ساحق وبخسائر باهظة عصفت بكيان العدو على مستوياته العسكرية والأمنية والاقتصادية، وأثبتت هذه المرحلة، وبشواهد قاطعة، أن غزة عصيّة على الانكسار وما زالت صامدة رغم جور العدوان الإسرائيلي والأمريكي والغربي الهائل، وسياسات الإبادة والتدمير الشامل لكل أشكال الحياة.
لذا، فقراءة تصريحات مجرمي الحرب في حكومة كيان العدو عن تحضيرهم لتوسيع مسارات العدوان بهدف احتلال غزة وتهجير السكان هي تصريحات مأزومة نفسياً وعسكرياً، وهي انعكاس لمحاولة هؤلاء المجرمين، في مقدمتهم المدعو نتنياهو، على تغطية الحقيقة الثابتة لفشلهم العسكري والاستراتيجي في عدوانهم على قطاع غزة ومحاولة إخضاع الشعب الفلسطيني للاستسلام والتهجير.
ويحاول هؤلاء المجرمون الهروب من الواقع بتصعيد العدوان وما يسمونه احتلال غزة، خصوصاً وأن الداخل الإسرائيلي بدأ في الغليان والانقسام والسخط على أداء حكومة المجرم نتنياهو.
ومثالاً على ذلك، المظاهرات التي يخرج فيها الآلاف من المغتصبين الصهاينة الذين يريدون إسقاط الحكومة، وتصريحات المسؤولين الصهاينة والأحزاب المعارضة التي تؤكد حقيقة فشل العدوان على غزة بشكل كامل، وغرق الكيان في مستنقع من الخسائر والهزائم الاستراتيجية التي لم يعد لها حل سوى بإيقاف العدوان وإنهاء الحرب.
احتلال غزة غرق في المستحيل
إن قياس مسألة السيناريو الذي يحضره كيان العدو لاحتلال غزة هو بالمعنى العسكري لا يشكل قيمة فعلية أو تغييرًا على الأرض بقدر ما هو محاولة لتدوير فشل بفشل استراتيجي أعظم.
فالعدو الإسرائيلي في عدوانه منذ عامين لم يكن في مرحلة أولية، فقد استخدم كل طاقته الكامنة واستخدم معها كل المجهود والدعم العسكري المفتوح المقدم من أمريكا ودول الغرب، فرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها.
ودمر قطاع غزة بشكل كامل ومارس عمليات قصف تصل إلى 150 ألف غارة، ووصل به الحال إلى استخدام الإبادة الجماعية وسلاح التجويع الذي يعتبر أخطر مستويات الإجرام التي لا يمارسها سوى المهزوم والفاشل عسكريًا في الحرب.
لذا، فـعنوان احتلال غزة هو مخطط حكومة نتنياهو التي تحاول الهرب من غضب الشارع الصهيوني ومن المحاكمة التي تنتظر مجرم الحرب نتنياهو شخصيًّا. أما على المستوى العسكري، فاحتلال غزة محاولة فاشلة سلفًا بالمعطيات والأرقام وحكم التجارب السابقة، لذا لن تأتي بأية نتائج أو تغييرات ميدانية جديدة سوى المزيد من فشل العدو الإسرائيلي والمزيد من الإبادة والإجرام الفظيع بحق مليون فلسطيني في قطاع غزة.
هذا السيناريو الذي يحضر له كيان العدو لا يعني بالضرورة أن خسائره ستكون في غزة فقط، فجبهات الإسناد، وخصوصًا جبهة اليمن، لن تقف عند حدود إسناد معينة، فمقابل كل تصعيد للعدو سيكون هناك تصعيد يمني مقابل بمستوى أشد قوة وصرامة، حيث بدأت قواتنا المسلحة اليمنية في هذه الفترة تطبيق مسارات المرحلة الرابعة، والتي ستتضمن تكثيف الضربات في العمق الفلسطيني المحتل وفرض حصار بحري استراتيجي على موانئ كيان العدو، وذلك عبر استهداف جميع الشركات الأجنبية التي ما تزال تشحن البضائع إليه.
كيان العدو يتوهم أنه بوسعه احتلال غزة خلال عملية محدودة، متجاهلًا أن ما ينتظره هو حرب شوارع طويلة المدى، وتصعيد إقليمي واسع النطاق، وتآكل لمكانته العسكرية والسياسية دوليًّا.
وكل طلقة سيطلقها في غزة ستُقابل بعملية في البحر، وكل خطوة برية ستقابلها صواريخ في العمق، وكل تصعيد سيعني اقتراب النهاية.
أي سيناريو لاحتلال غزة هو انتحار صريح، ليس على مستوى المعركة الميدانية فقط، بل على مستوى بقاء كيان العدو نفسه.
غزة لن تُحتل، والمقاومة لن تُهزم، والجبهات لن تبقى صامتة، والمحصلة النهائية ستكون واحدة: تفكك المنظومة الصهيونية عسكريًا، واندثار مشروع الاحتلال سياسيًا، وانتصار المقاومة وإرادة الشعب الفلسطيني الصامد.