أبي رعد: العمليات اليمنية تخلق مشاكل مركّبة لأمريكا والكيان اقتصادياً وعسكرياً وجيوسياسياً
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
6 أغسطس 2025مـ 12 صفر 1447هـ
أكد خبير عسكري لبناني أن الصواريخ اليمنية باتت متمرسة على اختراق المنظومات الدفاعية الأمريكية والصهيونية، وتمثّل عامل استنزاف كبير لا يقدر عليه العدو “الإسرائيلي”، ولن تستطيع الولايات المتحدة تغطيته.
وفي مداخلة على قناة المسيرة، ذكر الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد علي أبي رعد أن “دقة الصواريخ اليمنية تطورت بشكل لافت، وهناك خبير عسكري صهيوني من شركة رافا أكد قبل البارحة أن الصواريخ اليمنية أصبحت أكثر دقة مما مضى”.
وقال: إن الأمر الآخر هو حالة الاستنزاف التي بات عليها العدو، حيث إن الصواريخ الفرط صوتية اليمنية تستنزف صواريخ الدفاع الجوي لدى العدو، وبالتالي الأمر ينعكس على الولايات المتحدة التي تعاني في هذا الموضوع.
وأضاف أن تقارير تشير إلى أن “منظومة ثاد استهلكت ثلث المخزون الاستراتيجي الأمريكي، وهذه مشكلة كبيرة عندما يحتاج العدو إلى إطلاق أكثر من صاروخ لاعتراض الصواريخ والمسيرات اليمنية، وهذا يشكل خسائر فادحة”.
وأكد أن العدو يضطر لإطلاق كميات كبيرة من الصواريخ الاعتراضية بتكلفة عالية جداً؛ لأن العمليات اليمنية تطال مراكز حيوية واستراتيجية لجيش الاحتلال، سواء قواعد عسكرية أو مرافئ أو مطارات، سيما مطار اللد الذي يعتبر الشريان الوحيد بين العالم وكيان العدو الصهيوني.
ونوّه إلى أن “أمريكا لا تستطيع إنتاج أكثر من 60 صاروخاً لمنظومة ثاد سنوياً بسبب التكلفة الكبيرة”.
وعرّج العميد على أبي رعد على حالة الفشل الأمريكي الصهيوني الكبير في التصدي للصواريخ اليمنية، مؤكداً أن هروب الملايين من الغاصبين في كل عملية يكشف عن وجود قناعة لدى الأمريكيين والإسرائيليين بأن منظومات الاعتراض لا تجدي نفعاً.
وذكر في حديثه أن موضوع رصد الصواريخ اليمنية يتم عبر رادارات في الإمارات والسعودية وفي القاعدة البحرية العسكرية الموجودة في جيبوتي.
وقال إن أمريكا نصبت منظمات ثاد في السعودية والإمارات ولكن لم تقم بأي دور، وهذا يضعنا أمام تأكيد بأنها لا تجدي نفعاً في التصدي.
ولفت إلى أن “رصد الصاروخ الباليستي الفرط صوتي وزمن الوصول، يضع الجيش الصهيوني أمام وقت ضيق جداً للاعتراض، وحتى صواريخ العدو الاعتراضية لا تحمل السرعة الكافية لإسقاط الصاروخ الفرط صوتي”، مستبعداً قدرة العدو على التصدي؛ نظراً للإرباك الكبير الذي يطال الداخل الصهيوني مع كل عملية.
وأشار إلى أن “العمليات اليمنية لم تعد مقيدة بأي توقيت، حيث تتناوب العمليات ليلاً ونهاراً وصباحاً ومساءً، وهو ما جعل الصهاينة في حالة استنفار وخوف دائم”.
وبيّن أنه “في العملية الأخيرة على مطار اللد كانت هناك أكثر من 11 طائرة تتجه للهبوط في المطار، وهو ما جعلها تدور في الأجواء الفلسطينية والمجاورة لمدة تتجاوز 40 دقيقة، وهذا يحدث إرباكاً كبيراً في حركة الطيران ويزيد من خسائر العدو الاقتصادية”.
وفي سياق حديثه، أكد العميد علي أبي رعد أن “العمليات اليمنية مستمرة وتصاعدية ولم تتوقف طيلة عامين تقريباً، وهذا يدل على ثبات ديني وإنساني وأخلاقي يتحلى به اليمن وقواته وشعبه أمام ما يحصل في غزة”، مؤكداً أن “الجبهات اليمنية والفلسطينية واللبنانية عقدة لا يمكن حلها بالنسبة للعدو الصهيوني رغم الدعم الأمريكي والأوروبي”.
ولفت إلى أن العدو بات يواجه عدة أمور تشكل عوائق أمام المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة، وهو التغيير الجيوسياسي المراد صنعه، والجبهة اليمنية وجبهة غزة، مشيراً إلى أنه لم يخطر ببال العدو أن يأتي اليمن من بعيد ويقوم بهذا الدور الكبير.
واختتم الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد علي أبي رعد حديثه بالقول: “في الأيام القادمة سنشهد تحولات كبيرة لصالح المقاومة رغم ما يحصل من جرائم في غزة ورغم التحركات والمؤامرات في لبنان ورغم التحركات الأمريكية والغربية لإحداث طعنة في ظهر القوات المسلحة اليمنية عبر تحريك الأدوات في الداخل”.