محلّل فلسطيني يقدّم أربع قراءات في زيارة ويتكوف إلى قطاع غزة
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
2 أغسطس 2025مـ – 8 صفر 1447هـ
اعتبر الكاتبُ والمحلل الفلسطيني ثابت العمور أن “زيارةَ المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى غزة يمكن تفسيرُها من خلال أربع قراءات رئيسية، تُقدِّم رؤيةً أعمقَ حول الدوافع وراء هذه الزيارة والتداعيات المحتملة على الوضع في غزة”.
وأشَارَ العمور في حديثه لقناة “المسيرة” إلى أن “الولاياتِ المتحدة الأمريكية قد لا تثقُ في الرواية الإسرائيلية حول ما يحدُثُ في غزة، خَاصَّةً بعد استمرارِ الأزمة لعامَينِ دونَ حلول جذرية”، معتقدًا أن الإدارة الأمريكية ترغبُ في الحصول على صورة أوضحَ لما يحدُثُ على الأرض من خلال إرسال مبعوثها الخاص؛ مِمَّـا يعكسُ الشكوكَ المتزايدة في واشنطن حول مصداقية الرواية الإسرائيلية.
وأوضح العمور في القراءة الثانية من تحليله لزيارة ويتكوف إلى غزة، أن الزيارةَ تأتي في إطار جهود الولايات المتحدة لترميم صورة العدوّ الإسرائيلي التي تضررت بشدة؛ بسَببِ استمرار الأزمة الإنسانية في غزة، حَيثُ تشعر الولايات المتحدة الأمريكية بأن الكَيانَ يغرق، وأن هناك حالةً من تصاعُدِ العداء العالمي ضد كَيانِ الاحتلال؛ وتسعى واشنطن إلى تخفيف حدة التوترات، وقد تكون هذه الزيارة جزءًا من استراتيجية أوسعَ لتقديم صورة إيجابية مغايرة للوضع الحقيقي في غزة.
وقدم قراءة ثالثة، مفادها أن الزيارة قد تكون محاولة من الولايات المتحدة و”إسرائيل” لمنع المنظمات الدولية، خَاصَّة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من تولّي دور رئيسي في توزيع المساعدات في غزة، وأنه من خلال الإشراف المباشر على توزيع المساعدات، تسعى الولايات المتحدة إلى فرض سيطرتها على العملية وضمان تنفيذ رؤيتها في التعامل مع الأزمة الإنسانية في القطاع.
وأشَارَ إلى أن القراءة الرابعة تعكس الاعتراف الأمريكي – الإسرائيلي، من خلال تكرار الحديث عن وجود المقاومة في قطاع غزة وقدرتها على التأثير في الوضع الأمني، مستدلًا بالحراسات المشدّدة، والدرع الواقي من الرصاص، والخوذة التي ارتداها ويتكوف خلال الزيارة إلى غزة، والتي تعكس المخاوف الأمنية، وتؤكّـد أن المقاومة ما زالت قوة فاعلة في القطاع؛ مِمَّـا قد يؤثر على استراتيجية التعامل مع الأزمة.
وكشف أنه بمُجَـرّد مغادرة المبعوث الأمريكي “ويتكوف” معسكرَ توزيع المساعدات، ارتقى هناك شهداء، وأُصيب أطفالٌ ونساء، ضمن ما يعرفُه العالم اليوم بـ “مصائد الموت” و”المحارق” التي تحدث في قطاع غزة كُـلّ يوم.
وأكّـد الكاتب الفلسطيني أن “الوضعَ على الأرض لم يتغيَّر بشكل كبير، حَيثُ لا تزالُ المساعداتُ تصل بشكل محدود وغير كافٍ لتلبية الاحتياجات الأَسَاسية لسكان القطاع”، لافتًا إلى أن هناك حاجةً إلى 500 إلى 600 شاحنة يوميًّا، بينما لا يتم السماح بدخول سوى عدد محدود جِـدًّا من الشاحنات، يتراوح بين 70 و120 في الحد الأعلى، مؤكّـدًا أن هناك تعطيلًا متعمَّدًا لأكثرَ من 150 شاحنة مساعدات لم تدخل، وبالتالي هناك عجزٌ يفاقمُ الأزمةَ الإنسانية، ويشير إلى غيابِ حلولٍ جذرية وفعّالة لضمان وصول المساعدات بشكل كافٍ ومستدام إلى قطاع غزة.
ولفت إلى أن ما يسمى بالمساعدات التي يتم توزيعها، رغم ارتباطِها بالتعرض للقتل، فَــإنَّها تظل مساعدات مذلّة جِـدًّا، ولا تحترم أَو تراعي آدميّةَ الشعب الفلسطيني، مُضيفًا أن “من يريد الحصول على المساعدات عليه أن يصبح بلطجيًّا، وأن يقطعَ سبعة كيلومترات ذهابًا، ومثلها إيابًا، ليحصلَ على 25 أَو 50 كيلوجرامًا من الدقيق”.
وختم حديثه بالتأكيد أن ما يتم إدخَالُه حتى اللحظة إلى القطاع، الذي يعاني مجاعةً إنسانية، يقتصر على مواد غذائية أَسَاسية فقط، كالبقوليات والدقيق، وأن اللحوم المجمّدة، والألبان، والبيض، وبعض المواد الغذائية البسيطة التي يحتاج إليها المواطنون، ممنوعة من الدخول، بما في ذلك الوقود والغاز، اللذَين يمنع الاحتلال دخولهما إلى قطاع غزة منذ أكثر من أربعة أشهر تقريبًا.