الخبر وما وراء الخبر

حين يتحول الوثائقي إلى سلاح فتنة!

4

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
27 يوليو 2025مـ – 2 صفر 1447هـ

بقلم / سعاد الشامي

في زمن باتت فيه الكاميرا قادرة على إطلاق ما يعجز عنه الرصاص، يُنتج البعض أفلامًا وثائقية لا بهدف التوثيق، بل بغرض التحريض وإثارة الفتن.

ومؤخرًا، وفي الوقت الذي يخوض فيه شعبنا معركة الوعي والصمود لبناء وطنٍ حرٍّ  كريم متحرر من الوصاية الخارجية ، ومسطرًا أعظم البطولات لنصرة اخوتنا في غزة، تطل علينا أدوات النظام الخائن بمحاولات يائسة لإعادة إنتاج أنفسهم عبر فيلم وثائقي مليء بالتزييف والتضليل من إنتاج قناة العربية، يتناول مقتل عفاش الخائن ، حيث قُدموه للمشاهد كـ”ضحية وطنية” في محاولة خبيثة لتزييف الوعي الشعبي وتلميع صورة من كان يومًا سببًا في خراب الوطن وانتهاك سيادته ونهب ثرواته وارتهانه للخارج.

إن توقيت الفيلم، ولغته العاطفية، ومضامينه الموجهة، كشفت عن نية استغلال بغرض تشويه الحاضر ، وتحريض فئة ضد أخرى، وزرع الشك في نضال الشعب وخياراته، وإعادة فتح ملفات الماضي، وزعزعة الاستقرار السياسي والاجتماعي، وتهييج الشارع ليكون وقودا لاتخدم إلا أعداء الوطن .

هو ليس فلمًا بل مدفعًا موجهًا صوب وعي الشعب ، وليس توثيقًا بل تعبئة ومشروع تفكيك.

والواجب الوطني اليوم، هو أن يكون الجميع على وعي تام وأن نقف أمام مثل هذه الحملات المسمومة، لا بمنعها، بل بفضح مقاصدها، وكشف أدواتها، وتحذير الناس من هذه التحركات الإعلامية المشبوهة وتوضيح خطورة الانجرار خلف موجات الخيانة التي تراعي مصلحة الأعداء ولاتراعي مصلحة الوطن، ولا تحفظ له وحدةً ولا أمنًا.

فالوطن أكبر من فرد وأعظم من تاريخ مشوه، وأغلى من أن يكون مسرحًا للعملاء من جديد.