العمور لـ “المسيرة”: الهُدنة الإنسانية التي يروّج لها الاحتلال الإسرائيلي غيرُ حقيقية
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
27 يوليو 2025مـ – 2 صفر 1447هـ
سخر الكاتبُ والباحث السياسي ثابت العمور من الإنزال الجوي للمساعدات على قطاع غزة، مؤكّـدًا أن ادِّعاءات الهدنة الإنسانية مُجَـرّد “خدعة”، وأنه لم تدخل القطاع سوى مساعدات هزيلة، في حين تستمر حرب الإبادة الصهيونية على الشعب الفلسطيني في غزة.
وتساءل العمور في حديثه لقناة “المسيرة”: “لماذا يتقدم الغرب في الضغط لإدخَال المساعدات بينما يتخلف العرب؟”، لافتًا إلى أن الحكومات العربية لا تحترم شعوبها، في حين أن شعوبها تتحَرّك بـ”استحياء”، ومُشيرًا إلى أن معبر كرم أبو سالم لم يشهد دخول أية شاحنة حتى الآن.
وأكّـد العمور أن “الهُدنة الإنسانية التي يروّج لها الاحتلال الإسرائيلي غير حقيقية؛ حَيثُ لم يتم تسجيل أية حالات دخول للمساعدات أَو إخلاء للضحايا، وأن عدد الشهداء الذين ارتقوا منذ بداية اليوم بلغ خمسة وأربعين شهيدًا، رغم الإعلان المسبق عن دخول هُدنة إنسانية، والتي تعتبرُ في الواقع مُجَـرّد اتّفاق بين الأمم المتحدة والعدوّ الإسرائيلي لتسهيل مرور القوافل والشاحنات”.
وأوضح أن “هناك تلاعبًا إعلاميًّا وعمليات تصوير لعرض المساعدات، رغم أن الواقع يشير إلى أن هناك مساعدات كانت مخطّطًا لها منذ أربعة أشهر؛ استنادًا إلى قرار من محكمة العدل الدولية بضرورة إدخَال المساعدات إلى غزة، وأن هناك استمرارًا في عمليات القتل والتجويع، مع ارتفاع عدد الضحايا من الأطفال والنساء وكبار السن نتيجة للحصار والتجويع المُستمرّ”.
وأشَارَ إلى أن “العالَمَ قد منح كَيانَ العدوّ الإسرائيلي الضوءَ الأخضرَ لارتكاب المزيد من الجرائم، وأن أكثر من 650 يومًا قد مرت على هذا الوضع، حَيثُ استُخدم ذلك ذريعةً لارتكاب المجازر والتدمير”. وَأَضَـافَ أن “هناك قلقًا من استشعار بعض الأنظمة العربية لخطر سقوطها أَو حدوث ثورات، خَاصَّة مع وجود حراك في دول مثل تونس والمغرب، وحتى في بعض الدول المطبّعة مع الاحتلال؛ مِمَّا يعزز احتمالية انفجار الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة، ويهدّد استقرار الأنظمة الحليفة للولايات المتحدة”.
وأكّـد أن “الحل الأمثل يكمن في إدخَال المساعدات بشكل عاجل وفعال إلى قطاع غزة، رغم كُـلّ العراقيل؛ لضمان إنقاذ الأرواح ووقف المجازر، مع التشديد على ضرورة عدم الانخداع بالمظاهر الإعلامية والادِّعاءات الزائفة التي تروج لها الأطراف المعنية”.
وقال العمور: إن “هناك مفارقةً بحاجة إلى دراسة أسبابها حول تلاشي دور الرأي العام العربي والإسلامي في صنع الضغط وتغيير المواقف نصرةً للأُمَّـة”، منوِّهًا بالدور النشط للرأي العام الغربي في الضغط على حكومات الغرب لاتِّخاذ مواقف إيجابية لصالح غزة.
واستدل بمواقف فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وهي دول وقفت بقوة مع كيان العدوّ منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة، بل وأمدته بالسلاح والتأييد السياسي، حَيثُ صدرت عنها مؤخّرًا مطالبات قوية بضرورة إدخَال المساعدات إلى قطاع غزة.
وأوضح أن “بعضَ الدول العربية، بما في ذلك المؤسّسات الدينية التي يُنظر إليها باحترام، كانت غائبة عن المشهد الأكثر تأثيرًا اليوم في مستقبل العرب والمسلمين”، مستشهدًا بـ”الأزهر الشريف” الذي كان قد أصدر بيانًا حول غزة وما تتعرض له من إبادة وتجويع، ثم سرعان ما سُحب البيان، وبرّر الأزهر هذا الأمر بإتاحة فرصة لما سمّاه “إنجاح المفاوضات” بين حركات المقاومة الفلسطينية والعدوّ الإسرائيلي بمعية أمريكا.
وأشَارَ العمور إلى أن “الرأي العام العربي لم يكن حاضرًا في المشهد الفلسطيني، باستثناء بعض المظاهرات التي خرجت على استحياء، أَو تلك التي تخرجُ بالتنسيق مع وزارة الداخلية والنظام والحكومة، وربما تكون الحكومة هي من أخرجت هذه المظاهرة في دولةٍ عربيةٍ ما”.
وتساءل عن أسباب تراجع هذا الدور وتلاشيه، مقابل الدور والحضور اليمني الذي بدا مختلفًا تمامًا عن الدور العربي الإسلامي الماثل للعيان.
وقال: إن “الوضع في اليمن يظهر توافقًا بين الشارع والحكومة في دعم القضية الفلسطينية؛ حَيثُ إن السيد القائد عبد الملك الحوثي هو الذي يطالب الجماهير بالخروج المليوني، والتي بدورها تستجيب لنداءاته على مدار حرب الإبادة على غزة، حَيثُ هناك إسناد وعمل عسكري وبحري وبري وجوي يمني متواصل”.
وأوضح أن “المسيرات المليونية التي تخرج في اليمن كُـلّ جمعة وفي كُـلّ مناسبة، تعبّر عن حالة توافق بين الشارع الجماهيري والنظام السياسي في اليمن”، معلقًا: “هذا الأمر لا نجدُه في أية دولة أُخرى على الإطلاق”.
وختم حديثه قائلًا: “أتمنى أن يتحوَّلَ الضغطُ العالمي الحالي من ضغطٍ لإدخَال المساعدات إلى ضغط؛ مِن أجلِ وقف التجويع ووقف الإبادة في قطاع غزة”.