الخبر وما وراء الخبر

خبير عسكري للمسيرة: اليمن يفرض معادلة ردع تضع العدو الصهيوني وحلفائه في مأزق استراتيجي خانق

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

26 يوليو 2025مـ 1 صفر 1447هـ

أوضح الخبير العسكري الاستراتيجي العميد علي أبي رعد، أن اليمن نجح في إعادة صياغة مفهوم الردع الإقليمي، من خلال ضربات متعددة الوسائط استهدفت عمق كيان العدوّ الصهيوني، وفرضت عليه واقعًا استراتيجياً جديدًا من الحصار والعجز الميداني.

وفي حديثه لقناة “المسيرة” اليوم السبت، أكّد أن الكيان الغاصب، رغم الدعم الأمريكي والبريطاني اللامحدود، عاجز عن استعادة زمام المبادرة، مشددًا على أن الرسالة اليمنية واضحة، “لا أمن ولا استقرار للعدو طالما استمر عدوانه على غزة”.

وقال: إن القوات المسلحة اليمنية نجحت في فرض معادلة ردع جديدة على كيان العدو الصهيوني، من خلال تنفيذها عمليات نوعية استهدفت مواقع استراتيجية في بئر السبع، عسقلان، الخضيرة وأم الرشراش، في ظل تصاعد التهديدات الإقليمية الداعمة للقضية الفلسطينية.

واعتبر أن هذه العمليات التي جاءت بتوجيه مباشر من السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- تأتي ضمن إطار الرد الاستراتيجي اليمني على العدوان المستمر على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن اليمن تجاوز حاجز 1700 عملية منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، شملت صواريخ باليستية، طائرات مسيّرة، وزوارق هجومية.

وأشار إلى أن كيان العدوّ الصهيوني بات عاجزًا أمام تنامي القدرات اليمنية، وأن “العمليات الصاروخية والمسيّرات والضربات البحرية باتت تشكل حصارًا فعليًّا عليه من اتجاه البحر الأحمر، وتضرب عمقه الاستراتيجي”.

وأضاف “إذا كان العدوّ يزعم أنه قادر على فعل ما فعله في إيران خلال 12 يومًا في اليمن خلال 12 دقيقة، فلماذا لم يفعل؟ الحقيقة أن اليمن فرضت واقعًا جديدًا ومؤلمًا على العدوّ الصهيوني”.

وذكر أن هناك تحولاً ملحوظًا في الخطاب السياسي والعسكري لكيان العدوّ تجاه اليمن، في إشارة إلى اعترافه بتأثير العمليات اليمنية على الأمن البحري والاستقرار الاستراتيجي للكيان.

وأشار العميد أبي رعد إلى أن القوات المسلحة اليمنية ما زالت تحتفظ بخيارات تصعيدية نوعية، منها الصواريخ الفرط صوتية المعدّلة القادرة على إصابة أهداف دقيقة بمعدل هامش خطأ لا يتجاوز قطر 30 إلى 50 مترًا، وفقًا للمعايير العسكرية.

وأكّد أن “الخيارات اليمنية القادمة ستستهدف مراكز حيوية حساسة للعدو، من بينها منشآت القيادة العسكرية، ومراكز السيادة الاستراتيجية”، موضحًا أن الضربات المستقبلية ستركّز على أماكن توجع العدوّ وتحطّم معنوياته.

وفي السياق ذاته، وصف العدوان على غزة بأنه “حرب أمريكية بامتياز”، مدعومة من الغرب بأكمله، مشيرًا إلى أن هناك تكالبًا دوليًّا منذ انطلاق “طوفان الأقصى” للدفاع عن كيان العدوّ الصهيوني.

وتابع: “الولايات المتحدة وبريطانيا هما رأس الحربة في دعم العدوان، لكن الأخطر هو التورط البريطاني التاريخي، الذي أسس لهذا الكيان الغاصب، ويستمر في رعايته سياسيًّا وعسكريًّا حتى اليوم، رغم وجود مطالبات برلمانية بوقف الاعتداءات على غزة”.

وحذر العميد أبي رعد من محاولات كيان العدوّ الصهيوني لإعادة دفع الولايات المتحدة إلى التدخل العسكري المباشر في البحر الأحمر، بعد فشلها في تحقيق أي نتائج خلال الفترة الماضية. وأشار إلى أن “الولايات المتحدة انسحبت بعدما أيقنت أنها عاجزة عن مواجهة اليمن، بينما العدوّ الصهيوني يسعى الآن إلى إعادة جرّها إلى المعركة”.