الخبر وما وراء الخبر

خبير سياسي للمسيرة: لماذا لا يُحاصر كيان العدو كما تُحاصر غزة؟ وأين اتفاقية الدفاع العربي المشترك؟

2

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
25 يوليو 2025مـ – 30 محرم 1447هـ

تساءل رئيس الجمعية العربية للعلوم السياسية، الدكتور جمال زهران، عن سبب عدم فرض حصار اقتصادي وسياسي على كيان العدو الصهيوني، أسوةً بما يتعرض له قطاع غزة من خنق وتجويع ممنهج، مشددًا على أن الأنظمة العربية تملك أوراق ضغط فعالة، مثل إغلاق الممرات البحرية ووقف التبادل التجاري، لكنها لم تُستخدم حتى الآن.

وفي حديثه لقناة “المسيرة”، أمس الخميس، أضاف زهران  ” أن اتفاقية الدفاع العربي المشترك، الموقعة عام 1951، كان من الممكن تفعيلها للرد على عدوان العدو، لكنها أُهملت تمامًا، في ظل تقاعس عربي رسمي مخزٍ عن نصرة الشعب الفلسطيني.

وقال إن العديد من الأنظمة العربية والإسلامية لم تكتفِ بالصمت تجاه المجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، بل ذهبت إلى ما هو أبعد، عبر تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع كيان العدو الصهيوني، في وقتٍ يتعرض فيه القطاع لحصار خانق ومجاعة جماعية.

وأشار الدكتور زهران إلى أن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي_ يحفظه الله_ سلط الضوء على هذه المفارقة الخطيرة في خطابه الأخير، موضحًا أن السفن المحمّلة بالمواد الغذائية والبضائع ما زالت تتجه من موانئ دول عربية وإسلامية نحو موانئ كيان العدو، دون أي اعتبار للأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها سكان غزة.

وأشار إلى أن دولًا مثل تركيا ومصر، التي تمتلك نفوذًا بحريًا واسعًا، تُعدّ من أبرز الدول التي استمرّت في إرسال سفنها نحو الموانئ التابعة لكيان العدو، بمتوسط يصل إلى 8 سفن يوميًا، بحسب تقديرات وتقارير متداولة.

 كما انتقد زهران تجاهل الأنظمة العربية للمواقف الشعبية المناهضة للتطبيع والداعمة لغزة، مشيرًا إلى أن التحركات الشعبية، رغم محدوديتها في بعض البلدان، تظل صوتًا نقيًا يعكس وجدان الأمة الحقيقي. لكنه أشار إلى أن حتى الحد الأدنى من الإجراءات، مثل قطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، لم يُتخذ من قِبل الدول المطبعة.

وأضاف: “العدو الصهيوني لا يتحمل الضربات المباشرة، كما رأينا في ردود أفعال سابقة على عمليات المقاومة، وهو ما يفسر استماتته في حشد الدعم الاقتصادي والسياسي من حلفائه، ومنهم للأسف أنظمة عربية وإسلامية”.

واعتبر الدكتور زهران أن ما يحدث الآن هو مشهد مأساوي ومخزٍ، حيث يُخذل الشعب الفلسطيني في واحدة من أكثر مراحل نضاله دموية وقسوة، بينما تستمر بعض الأنظمة في تقديم الدعم غير المباشر – وأحيانًا المباشر – للعدو الصهيوني.

وقال “التاريخ لن يرحم أولئك الذين تواطؤوا مع العدو، في وقتٍ كان من الممكن فيه استخدام أوراق القوة المتاحة، مثل إغلاق قناة السويس أو وقف التبادل التجاري، على الأقل كحد أدنى من الموقف السياسي والأخلاقي.