مراسلة المسيرة برغيف خبز واحد تصارع الجوع لتروي حكاية شعبها للعالم
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
23 يوليو 2025مـ 28 محرم 1447هـ
من وسط الركام والمجازر اليومية، ومن عمق المعاناة التي يعيشها أبناء قطاع غزة، تواصل مراسلتنا دعاء روقة تغطيتها للواقع المأساوي، ناقلةً صورة الجوع، والموت، والدمار الذي يتعرض له أكثر من مليوني فلسطيني، في ظل عدوان صهيوني أمريكي مشترك تجاوز كل حدود القانون والإنسانية.
ومنذ السابع والعشرين من مايو الماضي وحتى اليوم، يواصل كيان العدو الصهيوني فرض إغلاق مشدد على كافة معابر قطاع غزة، مانعًا دخول المساعدات الإنسانية بالشكل المطلوب، ومسلمًا السيطرة على توزيعها لشركات أمنية أمريكية عبر مراكز أنشئت خصيصًا لهذا الغرض.
لكن هذه المراكز تحوّلت إلى مصائد موت جماعي، حيث يُقتل المواطنون العُزَّل يوميًا أثناء محاولاتهم الحصول على القليل من الطرود الغذائية أو أكياس الدقيق.
وتقول مراسلتنا دعاء روقة: “يرتقي يوميًا شهداء من أجل لقمة العيش. لا يملكون شيئًا سوى أكياس فارغة وأمل مهدور… ومع ذلك، يُقابلون بوابل من الرصاص والقذائف.”
توثّق عدسات الصحفيين بشكل يومي المجازر التي يرتكبها العدو بحق المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ.
وفي الساعات الماضية، استهدف الاحتلال شقة سكنية لعائلة الشاعر في حي تل الهوى، ما أدى إلى استشهاد سبعة مدنيين، بينهم جنين داخل رحم أمه.
وتوضح دعاء: “هذه ليست استثناءات… هذه يوميات دامية. لا نكاد ننهي تغطية مجزرة حتى تبدأ أخرى.”
في لحظة شخصية مؤثرة، كشفت دعاء روقة أنها لم تتناول سوى رغيف خبز واحد خلال 24 ساعة، مشيرةً إلى أنها تعاني من الدوار والإرهاق، لكنها تواصل التغطية لأنها “لا تملك خيارًا آخر”.
وتقول في بث مباشر: “يجب أن نستمر في نقل معاناة شعبنا… الصورة يجب أن تبقى حيّة، والصوت لا يجب أن ينكسر أمام المجازر.
في ظل هذه الكارثة، تواجه مستشفيات غزة انهيارًا تامًا في قدرتها على تقديم الخدمات الطبية. فالطواقم الطبية تعاني من الجوع، مثل سائر السكان، وتعمل بأجساد هزيلة مرهقة، لا تجد حتى وجبة غذاء يومية متكاملة.
وتضيف دعاء: “حتى الأطباء أصبحوا مثلنا، لا يأكلون إلا وجبة واحدة بالكاد، ومع ذلك يواصلون عملهم لإنقاذ الأرواح.”
في تطور خطير على الأرض، شن العدو الصهيوني حملة قصف مكثف على مدينة دير البلح، تبعها توغل بري للدبابات في الأحياء الجنوبية والشرقية من المدينة.
الهدف، وفق شهادات الأهالي، هو التهجير القسري والاستعداد لاحتلال بري مباشر.
المدينة، التي استقبلت آلاف النازحين منذ أكثر من 21 شهرًا، تعيش الآن كابوسًا مزدوجًا: الخوف من الموت، والخوف من الرحيل مرة أخرى.
بين أصوات القصف، وصراخ الأطفال، وعطش الأمهات، ودموع الصحفيين، تبقى رسالة واحدة من غزة للعالم: “نحن لا نطلب شيئًا سوى الحياة.”