أنعم: معركة الوعي المقاوم حجر الزاوية في المواجهة الحقيقية للمشروع المعادي
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
21 يوليو 2025مـ 26 محرم 1447هـ
أوضح الدكتور محمد طاهر أنعم، مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى، أن معركة الوعي هي “الفريضة الغائبة” في المجتمعات العربية والإسلامية، وتمثل حجر الزاوية في المواجهة الحقيقية للمشروع المعادي.
وشدد أنعم، في حديثه لقناة المسيرة، اليوم الاثنين، على أن مشاهدة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من عدوان مستمر، يكشف حجم الخطر الذي يمثله المشروع الأمريكي-الصهيوني على الأمة الإسلامية بأسرها، مؤكداً أن هذا المشروع لا يهدد منطقة واحدة، بل يستهدف جميع الشعوب الإسلامية بأدوات مباشرة وغير مباشرة، تشمل الحرب الناعمة والتضليل الإعلامي، إلى جانب العدوان العسكري والاقتصادي.
وبين أن التحرك الشعبي والعسكري في اليمن اليوم يأتي ضمن مسار قرآني أصيل في سبيل الله تعالى، ضد الهيمنة الأمريكية والصهيونية، وأن التوجيه القرآني الواضح هو ما يمنح هذا التحرك بعده الجهادي الحقيقي، الذي يستمد شرعيته من سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ومن نهج عترته الأطهار.
وأضاف أن الانبهار بالحضارة الغربية لدى بعض النخب التي تسلمت السلطة في العديد من الدول العربية والإسلامية، بترتيب استعماري، كان أحد أسباب تخلف الأمة. فقد سعت تلك النخب إلى تقليد الغرب على حساب الدين والقيم الإسلامية، مما فاقم حالة الضعف والجهل والتبعية.
وحذر أمن أن الصراعات الطائفية والمذهبية والفكرية التي عصفت بالأمة عبر العقود كانت تُغذى من قوى الاستعمار بهدف تمزيق الصف الإسلامي وإشغال المسلمين ببعضهم البعض، مؤكدًا أن العدو يستثمر في هذه الخلافات لتمرير مشاريعه.
وأوضح أن الاحتلال الأجنبي الغربي، البريطاني والفرنسي وغيرهما، عمل على صناعة نخب عميلة مبهورة بالغرب، تتبنى رؤى معادية للدين وتحكم الشعوب بالحديد والنار، هذه النخب سلّمت مفاتيح الأوطان للغزاة، وساهمت في تغييب الوعي الجمعي، ومحاربة روح المقاومة، والترويج لفكرة أن الإسلام هو سبب التخلف، بينما الواقع يُثبت أن الإسلام هو من صنع الحضارة التي أنارت العالم لقرون.
وأشار أنعم إلى أن الأمة الإسلامية كانت، في ظل الوعي الرسالي، قادرة على مواجهة أعتى الإمبراطوريات، وأن التخلف والانحطاط الحاليين نتجا عن تغييب ذلك الوعي.
وأضاف: “اليوم نحن أمام مرحلة جديدة من إحياء الوعي لدى جماهير الأمة، وهو الأساس في إعادة بناء القوة الإسلامية من جديد.”
وشدد على أن الفتن الطائفية والفكرية والمذهبية التي مزقت الأمة الإسلامية، كانت وما زالت مشروعًا ممنهجًا تديره أجهزة الاستخبارات الغربية، لتشتيت الأمة ومنعها من التوحد ضد العدو الحقيقي.
وأضاف: “زرعوا الحقد بين السني والشيعي، وبين العربي والكردي، وبين الحنفي والشافعي، كي لا يرتفع صوت واحد في وجه الصهيوني والأمريكي.”
وفي السياق ذاته، شدد أنعم على أن ما تقوم به القوات اليمنية من عمليات بحرية تهدف لقطع شريان الاقتصاد الصهيوني في البحر الأحمر، هو جزء لا يتجزأ من معركة الأمة الواحدة. مؤكدًا أن اليمن كان وسيبقى في طليعة الدول التي تقف موقفًا عمليًا واضحًا لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم.
وخلص بالتأكيد على أن “الوعي اليوم هو رأس المعركة، وما لم تمتلك الأمة وعيًا حقيقيًا بعدوها ومشروعه، ستظل تدور في حلقة مفرغة من التبعية والهزيمة، قائلاً “معركتنا اليوم ليست فقط بالسلاح، بل بوعي شعبي مقاوم، يستند إلى القرآن الكريم، وإلى نهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته، لمواجهة الطغيان الأمريكي والصهيوني في كل أشكاله.”