الغارديان البريطانية: مخطّط العدوّ الإسرائيلي بنقل الفلسطينيين إلى مخيم في رفح جريمة ضد الإنسانية
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
14 يوليو 2025مـ – 19 محرم 1447هـ
سلّطت صحيفة “الغارديان” البريطانية اليومَ الضوءَ على خطة وزير الحرب الإسرائيلي “كاتس” التي تقضي بإجبار الفلسطينيين في قطاع غزة على الانتقال القسري إلى مخيم يقام في أنقاض مدينة رفح، مشيرة إلى أن المخيم -كما يصفه حقوقيون صهاينة بارزون- لا يختلف في طبيعته عن معسكر اعتقال.
وأشَارَت الصحيفة إلى أن المخيم سيمنع سكانه من المغادرة، وسيصبحون محاصَرين قسرًا ضمن ظروف غير إنسانية، وهو ما يعد تطبيقًا عمليًّا لجريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن ناشط حقوقي صهيوني تأكيده بأنها: “خطة تنفيذية لجريمة ضد الإنسانية؛ إذ تحوَّلت هذه الخطط إلى واقع دموي أودى بحياة المئات وأصاب الآلاف بجروح أثناء محاولتهم الحصول على أبسط مقومات الحياة، كالغذاء والماء، وسط حصار خانق يمنع وصول المساعدات”.
وأوضح أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يمضي على مدار الواحد والعشرين شهرًا الماضية، في حرب إبادة جماعية ضَـدَّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حَيثُ تلاشت كُـلّ القيم والقوانين الدولية أمام آلة القتل والسياسات الإجرامية التي تنتهجُها سلطات العدوّ بكل وقاحة وعلنية، مبينة أن الكيان المؤقت لم يعد يخفي نواياه العدوانية ولا يتورَّع عن الإعلان عن ممارسات تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وسط صمت عالمي مخزٍ وتواطؤ غربي مُستمرّ.
وأكّـدت الغارديان أن هذه السياسةَ للعدو الإسرائيلي المتعمدة تكرِّسُ جريمة التجويع كأُسلُـوب حرب، وهي جريمة معترَفٌ بها في القانون الدولي، موضحًا أن العدوان الإسرائيلي على غزة منذ السابع من أُكتوبر 2023 يستمر في الإهانة ضد الفلسطينيين وسرقة أرضهم، وتدمير حياتهم بلا هوادة.
وأشَارَت إلى أنه في الضفة الغربية أَيْـضًا، تستمرُّ سياسةُ العدوّ الإسرائيلي في تغيير ديموغرافيا المنطقة بالقوة، من خلال الاستيطان المكثّـف والاحتلال العسكري الذي يعزل المدن والبلدات الفلسطينية، ويحول مناطق كاملة إلى معازلَ محروسة بمنع فلسطينيين من التنقل بحرية.
ولفتت إلى أن البلدةَ القديمةَ في الخليل تقدم نموذجًا صارخًا لهذه السياسة الإجرامية، حَيثُ باتت محاصَرةً بمجموعة صغيرة من المستوطنين المتطرفين يحظَون بحماية عسكرية مكثّـفة على حساب آلاف الفلسطينيين الذين يُحرَمون من حقهم في العيش في مدينتهم بحرية وأمان.
ورأت أن المجتمعَ الدولي، الذي فشل حتى الآن في محاسَبة كيان العدوّ الإسرائيلي أَو فرض وقف فوري لهذه الجرائم، يمكن أن يحدث فرقًا حقيقيًّا إذَا ما أصرَّ على فتح المعابر ورفع الحصار والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، كما يمكن أن يضغطَ على (إسرائيل) لإيقاف أعمال التدمير وإعادة البناء في غزة.
ونوّهت إلى أن غزة، بتاريخها الممتد لأكثر من أربعة آلاف عام، لن تقبَلَ محاولاتِ الاحتلال لإيقاف الحياة فيها، ولن ينتهي وجود شعبها رغم الحصار والقصف والمعاناة، فالفلسطينيون سيجدون دائمًا طريقَهم للبقاء، بالصمود والكرامة، سواء بمساعدة العالم أَو بدونه.
وختمت الغارديان بأن إدانةَ هذه الجرائم والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني هو واجب إنساني وأخلاقي على كُـلّ من يؤمن بالعدالة والحرية، ويجب أن تكونَ هناك خطواتٌ عملية وعاجلة لوقف الإبادة التي يمارسها كيان العدوّ الإسرائيلي في حق أبرياء غزة.