باحث لبناني يكشف عن مخطّط أمريكي لتقسيم لبنان وضرب الدولة من الداخل
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
13 يوليو 2025مـ – 18 محرم 1447هـ
حذّر الكاتب والباحث السياسي اللبناني حسن الزين من أن لبنان يواجه في المرحلة الراهنة مخاطرَ وجودية حقيقية، في ظل تحَرّكات أمريكية “وإسرائيلية” متزامنة تهدف إلى تفكيك الدولة اللبنانية وإعادة رسم خريطتها السياسية والجغرافية، انطلاقًا من اعتبار سلاح المقاومة التهديدَ الأكبر لمصالح واشنطن والكيان في المنطقة.
وفي حديثه لـ “المسيرة” أوضح الزين أن “الخطاب الأمريكي في الآونة الأخيرة، لا سِـيَّـما ما ورد على لسان مبعوثين ومسؤولين، بات يكرّر المصطلحات ذاتها التي استُخدمت سابقًا في سياقات تفكيك الدول، كالعراق وسوريا، ويجري الآن توظيفها في سياق معركة وجود جديدة في لبنان”.
وأفَاد بأن “ما يطرحُ إعلاميًّا عن تقسيم لبنانَ إلى ولاياتٍ أَو مقاطعاتٍ، بَدءًا من الشمال وربطه جغرافيًّا بسوريا مقابل مكاسبَ صهيونية في الجولان، هو إحياءٌ غير مباشر لمشروع ما يسمى “الشرق الأوسط الجديد”، حَيثُ تخضع الجغرافيا للمصالح الاستراتيجية، وتمنح المساحات بناء على الولاءات والتحالفات”.
واعتبر الزين أن “العداء لسلاح المقاومة هو القاسم المشترك بين مختلف أدوات المشروع الأمريكي – الإسرائيلي”، مُشيرًا إلى أن هذا السلاح “ما يزال العقبة الحقيقية أمام مشروع الكيان الصهيوني المتمثل بما يسمى “إسرائيل الكبرى” ويشكّل قوة ردع فاعلة على الحدود وفي الداخل”.
وأضاف: “من المؤسف أن بعض الأصوات اللبنانية ذات الأصول أَو التوجّـهات الغربية تشارك في هذا الخطاب، وتتبنى مواقف تضر بالأمن القومي اللبناني، وتساهم عن قصد أَو غير قصد في إضعاف الدولة ومقومات سيادتها”.
وفي سياق متصل، لفت الزين إلى أن “الثروات اللبنانية، خُصُوصًا الغاز والنفط في الشمال والساحل، تدخل في صُلب اللعُّبة الجيوسياسية، حَيثُ يشكّل هذا العامل الاقتصادي دافعًا إضافيًّا لمحاولة إعادة ترسيم الحدود، وإثارة الفوضى لخلق بيئة مواتية للهيمنة”.
وانتقد الزين ما وصفه بـ”الازدواجية الوقحة” في التعامل الغربي مع ما يسمى بالجماعات الإرهابية قائلًا: “أحمد الشرع المطلوبُ بعشرة ملايين دولار، أصبح فجأةً مرفوعًا عنه الحظر ومسموحًا له بالتحَرّك، في وقتٍ تُحاصَر فيه قوى المقاومة الفعلية، حتى الأُورُوبيون الذين كانوا أكثر تحفظًا، باتوا اليوم أقل اكتراثًا، إن لم نقل متواطئين”.
وخلص الزين إلى أن “ما يجري هي هندسةٌ جديدة للمنطقة، والولايات المتحدة تبعث برسائلَ متضاربة، لكن جوهرها يصب في اتّجاه واحد هو ضرب المقاومة، وإعادة إنتاج لبنان هش ومجزَّأ، يسهل التحكم بمفاصله”، داعيًا إلى الوحدة الوطنية، وتعزيز مناعة الداخل اللبناني في مواجهة هذا المشروع.