الخبر وما وراء الخبر

تعقيد المشهد السوري مخطط صهيوني– أمريكي لضرب استقرار المنطقة

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

12 يوليو 2025مـ 17 محرم 1447هـ

أكد الباحث السياسي حسان عليان والمحلل فراس فرحات لقناة “المسيرة” أن الوضع في سوريا يزداد تعقيد، مع تصاعد تحركات العدو الإسرائيلي، بدعم أمريكي مباشر.

ويهدف هذا التصعيد إلى فرض أجندة أمنية وعسكرية تمهّد لتوسيع النفوذ الإسرائيلي في جنوب سوريا وصولاً إلى لبنان، ويأتي ضمن خطة طويلة الأمد لتفكيك بنية الدولة السورية واستغلال الأزمات المتكررة التي تمر بها البلاد.

استهداف منهجي للبنية الوطنية السورية

أوضح الباحث السياسي حسان عليان، أن سوريا لا تواجه فقط اعتداءات عسكرية متقطعة، بل مخططًا ممنهجًا يستهدف كيان الدولة نفسها، سواء من حيث المرتكزات الاقتصادية والعسكرية، أو من خلال زعزعة الأمن الداخلي في الجنوب.

وقال عليان: إن البنية المجتمعية السورية تتعرض لهجمة ممنهجة منذ سنوات، تتزامن مع تحركات سياسية لرفع أسماء جماعات إرهابية –مثل جبهة النصرة وتنظيم التركستاني– من لوائح الإرهاب، وهي خطوة قال إنها تحمل دلالات سياسية خطيرة تتجاوز الجغرافيا.

وأضاف أن محاولات فرض اتفاقات أمنية من قبل أطراف إقليمية كالإمارات، بما في ذلك التلميح بالتخلي عن الجولان المحتل، تُقابل برفض شعبي سوري واسع، مؤكدًا أن أي محاولة لتقويض سيادة سوريا عبر أدوات محلية أو إقليمية ستُواجَه برفض شعبي ورسمي.

وأشار إلى أن الوضع الأمني في محافظات الجنوب السوري –السويداء، درعا، القنيطرة– لا يزال هشًّا، في ظل تحركات مشبوهة لبعض الجماعات المدعومة خارجيًّا، وهو ما يجعل المشهد مقبلًا على تصعيد محتمل، مفروضًا من الخارج.

أجندة توسعية في سوريا ولبنان

من جهته، أكّد المحلل السياسي فراس فرحات، أن كيان العدوّ الصهيوني يسعى لتنفيذ مشروع توسعي عابر للحدود، من خلال تمركزه العسكري في سوريا، مستفيدًا من الدعم الأمريكي الكامل، ومحاولًا فرض ما يُعرف بـ “اتفاقات التطبيع” على دمشق ضمن سيناريو إقليمي موجه.

وقال فرحات: إن الولايات المتحدة باتت تتحرك في المنطقة من خلال أدوات اقتصادية وأمنية، تستهدف إضعاف الجيوش والمجتمعات العربية، تمهيدًا لما وصفه بـ “المايسترو الأمريكي الذي يدير اللعبة في المنطقة.

وحذر من أن المخطط لا يقتصر على سوريا، بل يتعداها إلى لبنان، حيث تُرصد تحركات لأدوات إرهابية يُخشى أن تُستخدم لإشعال الفوضى الأمنية في الداخل اللبناني، ضمن محاولة لصرف الانتباه عن قضايا الأمة الأساسية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

أوضح المتحدثان أن الهجمة المركبة على سوريا تشمل الأبعاد السياسية والعسكرية والاقتصادية معًا؛ بهدف انتزاع موقف سوري متخاذل من قضية الجولان المحتل، ودفع دمشق نحو القبول بإملاءات اتفاقيات التطبيع مع كيان العدوّ الصهيوني.

وأشارا إلى أن الأطراف المتورطة في هذا المشروع –من واشنطن و(تل أبيب) إلى بعض العواصم العربية– تعوّل على تركيع سوريا سياسيًّا، وإخضاعها عسكريًّا وأمنياً، وأن ما يجري اليوم من محاولات زعزعة أمن الجنوب السوري هو جزء من هذه الاستراتيجية.

ويواجه الشعب السوري تحديات غير مسبوقة تُهدد استقراره ووحدته، وسيادته، ضمن مشروع أمريكي –صهيوني – يستهدف الأمة وشعوبها، وبدأ التوسع الصهيوني في سوريا وما يسمى باتفاق “إبرهام”.