اليمن انتقل من مرحلة تثبيت الردع إلى ترسيخ التفوق الاستراتيجي
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
10 يوليو 2025مـ 15 محرم 1447هـ
في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة وتزايد الحديث عن هدنة قريبة، تشهد القوات المسلحة اليمنية تطورًا نوعيًّا في قدراتها وتحركاتها العسكرية، حيث لم تعد تكتفي بتثبيت معادلات الردع، بل أصبحت تعزز مكانة اليمن كقوة إقليمية مؤثرة في محور المقاومة. ومع كل عملية جديدة، تظهر هشاشة الكيان الصهيوني أمام القدرات اليمنية المتطورة التي أصبحت جزءًا مهمًا من معادلة المواجهة الشاملة.
وأوضح الباحث محمد هزيمة أن اليمن انتقل إلى مرحلة ترسيخ التفوق الإقليمي بفضل قدراته العسكرية المدارة بعقلانية وشجاعة.
وأكد أن الكيان الصهيوني أصبح مكشوفًا أمام القدرات اليمنية المتطورة التي لم يسبق له التعامل معها، سواء من حيث نوعية الأسلحة أو الاحترافية في العمليات، مشيراً إلى أن اليمن يتمتع بتفوق في إدارة العمليات واستخدام الأسلحة الدقيقة، ما أربك حسابات العدو وأفقده المبادرة.
وأفاد بأن الضربات اليمنية تحمل أبعادًا عسكرية وسياسية واستخباراتية، وتكشف ضعف الدفاعات الصهيونية. كما أرسى اليمن معادلة جديدة في الصراع، حيث أصبحت جبهته الأكثر ضغطًا على العدو، وتسببت صواريخه في شلل اقتصادي وعسكري وضغط نفسي على المستوطنين.
وأضاف أن كيان العدو الصهيوني بات مكشوفًا أمام القدرات اليمنية، التي لم يتعامل معها مسبقًا من حيث النوع والكم والاحترافية؛ إذ إن التفوق في الإدارة العملياتية، واستخدام الأسلحة الدقيقة، والتحكم في مسرح العمليات البرية والبحرية، أربك حسابات العدو وأفقده زمام المبادرة، وأكّد أن اليمن تحول إلى عمود فقري في معركة محور المقاومة.
وتابع قائلاً: إن “القرار اليمني بتحويل البحر إلى ساحة مواجهة، ومنع السفن المرتبطة بالعدو من الملاحة، وإسقاط الطائرات التجسسية المتطورة، يشكل نقطة تحول في تاريخ المواجهة مع المشروع الاستعماري الصهيوني”.
كما رأى أن التفوق التقني اليمني في مجال الدفاعات الجوية والرصد الراداري المتقدم، يمثل إضافة نوعية للمعركة ويؤسس لمرحلة جديدة من الردع الشامل.
المشهد اليوم لم يعد كما كان قبل عامين. فاليمن، بحسب المحللين، لم يعد رقماً هامشيًا في معركة تحرير فلسطين، بل أصبح فاعلاً محورياً يصوغ معادلات الردع ويرسم حدود المواجهة. ومع استمرار التصعيد اليمني النوعي، تبدو المنطقة أمام معادلة جديدة: كيان العدو الصهيوني لم يعد قادراً على خوض معركة طويلة أو السيطرة على مجريات الصراع. اليمن، من موقعه الجغرافي البعيد، يقصف قلب العدو ويقلب موازين القوة لصالح مشروع المقاومة.
ومع غياب الإرادة الدولية، وعدم قدرة واشنطن على حماية حليفها الصهيوني، يبدو أن اليمن سيظل، بقراره السيادي، يمتلك زمام المبادرة ويقود واحدة من أكثر الجبهات تأثيرًا في مسار المواجهة في المنطقة، حتى يتوقف العدوان ويُرفع الحصار عن غزة، وتُحقق العدالة للشعب الفلسطيني المظلوم.