الخبر وما وراء الخبر

باحث لبناني : محور المقاومة يعيد رسم قواعد الاشتباك.. وحزب الله جاهز لمفاجآت استراتيجية

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

9 يوليو 2025مـ 14 محرم 1447هـ

أوضح الباحث والكاتب اللبناني حسان عليان، أن محور المقاومة يعيد ترتيب أوراقه، وسط مؤشرات على اقتراب مرحلة مواجهة أكثر حسماً وشمولاً في المنطقة.

وفي حديثه لقناة “المسيرة”، حذر عليان من مخاطر استمرار الانتهاك الصهيوني للسيادة اللبنانية، ومؤكداً أن هذه الاعتداءات لن تمر دون رد، خصوصاً مع نفاد صبر المقاومة التي حذّر منها الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.

وفي قراءته لتصريحات الشيخ قاسم، أكّد عليان أن حزب الله يرفض رفضًا قاطعًا أي حديث عن نزع سلاح المقاومة، معتبراً أن ما يطرحه الأمريكيون في زياراتهم إلى بيروت ليس سوى محاولة فاشلة لفرض إملاءات تتعلق بسيادة لبنان وتوازن الردع مع العدوّ الصهيوني.

بحسب عليان، أوصل حزب الله رسائل مزدوجة: داخلية بضرورة الحفاظ على المقاومة كجزء من معادلة الأمن الوطني، وخارجية للكيان الصهيوني ومن خلفه واشنطن بأن المقاومة ليست ورقة تفاوض بل أساس المعادلة.

وأضاف أن الضغط على حزب الله سيؤدي إلى التصعيد لا التراجع، خاصة في ظل الاستفزازات الميدانية على الحدود وفي الأجواء اللبنانية.

وشدّد على أن التطورات في اليمن، وتواصل القوات اليمنية تنفيذ عمليات بحرية ضد السفن المرتبطة بالعدو، تمثل تحوّلاً استراتيجياً يُصعّب من خيارات العدوّ الصهيوني.

واعتبر أن اليمن بات اليوم رأس حربة في المواجهة الإقليمية، مقدماً نموذجًا فريدًا في الصمود والضغط الاستراتيجي، في حين تستنزف غزة الاحتلال سياسياً وعسكرياً، ويعيد العراق ترتيب أولوياته في خط دعم المقاومة.

وأشار إلى أن إيران، رغم الضغوط الدولية، تواصل تعزيز موقعها كمحور داعم للمقاومة بلا إملاءات، ما يجعل التنسيق بين أطراف المحور أكثر اتساقاً وتكاملاً من أي وقت مضى.

كما حذّر من أن المرحلة القادمة ستشهد تسخين التدريجي، مع تصعيد في الرسائل العسكرية من قبل العدوّ عبر الطيران المسيّر، والرد المتوقع من حزب الله في حال استمرار الاستفزازات.

ورأى أن كيان العدوّ لم يعد قادراً على تحمل حرب مفتوحة، لكنه سيحاول تنفيذ ضربات مركزة في محاولة لكسر تماسك جبهات المقاومة، خصوصاً في لبنان وسوريا والعراق.

وأكّد أن الولايات المتحدة تمارس سياسة “الابتزاز الناعم” على الدولة اللبنانية عبر زيارات متكررة لمبعوثيها، تحاول من خلالها تمرير ورقة شروط تتعلق بسلاح المقاومة والسيادة. غير أن الرد اللبناني، بدعم من موقف المقاومة، جاء واضحًا وحاسمًا برفض هذه الإملاءات.

في ختام تحليله، شدّد الباحث اللبناني حسان عليان على أن ما نشهده اليوم ليس بداية تسوية إقليمية، بل إعادة ضبط لقواعد الاشتباك وميزان الردع، فحزب الله، واليمن، وغزة، وكل أطراف محور المقاومة، يتحركون من موقع المبادرة، وليس كرد فعل فقط، معتبراً أن أي تهاون من جانب العدوّ الصهيوني سيواجه بردّات فعل مفاجئة، وأي تصعيد سيقابله تصعيد أكبر.

وأكّد أن المنطقة دخلت طوراً جديداً من المواجهة المركبة سياسياً وعسكرياً وأمنياً، وأن الأسابيع القادمة قد تكون حاسمة في تحديد ملامح المعركة القادمة، لا سيَّما في لبنان، حيث تتقاطع ملفات المقاومة، الضغوط الغربية، والواقع الاقتصادي الهش.