اليمن وقائده يفتتحان عامَهما الهجري بنداء الجهاد وميراث الأنصار
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
26 يونيو 2025مـ – 1 محرم 1447هـ
تقريــر ||عبدالقوي السباعي
في مشهدٍ يربط الحاضرَ المشرِّفَ بالماضي المجيد، وجّه السيدُ القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، خطابًا جامِعًا في مستهل العام الهجري الجديد 1447هـ؛ أطلق فيه نداءً روحانيًّا وميدانيًّا متجدِّدًا، يوقظُ في الأُمَّــة شعورَها بالانتماء إلى مشروع الرسالة الإلهية.
تحت شعار “كلمة الله هي العليا” استحضر السيدُ القائد عَبَقَ التاريخ الإيماني لليمن، وربط جذور الجهاد اليماني بجذور الرسالة الإلهية، منذ أن حملتها قبائل “جُرْهُم” اليمنية مع نبي الله إسماعيل -عليه السلام-، مُرورًا بدور الأَوس والخزرج مع رسول الله محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-.
وليس انتهاء بأحفاد الأنصار الذين يرفعون اليوم راية الجهاد من صنعاء إلى غزة؛ ففي هذا السياق قال السيد القائد: “يا يمن الإيمان، يا أحفاد الأنصار، يا حمَلة الرايات…”، مستنهضًا ذاكرة العزة والانتماء والهُوية الإيمانية اليمانية الأصيلة.
خطابٌ تحوّل إلى محطةٍ استراتيجيةٍ لإعادة تموضع الأُمَّــة، وتجديد العهد مع المشروع الإلهي الذي حاربته قوى الجاهلية قديمًا، وتحاربُه اليوم قوى الهيمنة بقيادة أمريكا و”إسرائيل”.
الإسلام -كما أكّـد السيد القائد- وُلد في بيئة ظلامية وعدائية، لكنه غلبها، وسيغلِب من جديد؛ لأَنَّه مشروع الله في الأرض؛ ولأن وعد الله حقٌّ لا يُخلف.
في تذكيرٍ واضحٍ بقول النبيُّ صلى الله عليه وآله: “بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء”، استحضر السيد القائد مفردات الغربة الأولى؛ ليؤكّـد أن الغربة الثانية ستكون بداية الانتصار الكبير الثاني، وأن المؤمنين الصادقين في زمن الفتن هم امتداد لأُولئك الغرباء الذين نصَروا النبي واحتضنوا الإسلام في بداياته الأولى.
ربطٌ قوي بين الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة المنورة، والواقع اليمني المجاهد، لم يكن مُجَـرّد إسقاط رمزي؛ بل إعلان عن طبيعة المرحلة الجديدة التي يخوضُها اليمن –قيادةً وشعبًا وجيشًا–؛ باعتبَاره في طليعة الأُمَّــة نصرةً للإسلام والمستضعفين.
كما في فلسطين المحتلّة، حَيثُ وصف السيد القائد الموقف من القضية الفلسطينية بأنه “وفاء لرسول الله، وجهاد في سبيل الله، وموقف ضد العدوّ الإسرائيلي، وموقف ضد أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء الإسلام والمسلمين وأعداء الإنسانية”.
وفي دعوة جماهيرية تعبويّة استثنائية، دعا السيد القائد إلى الخروج المليوني الحاشد يوم غد في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات، مؤكّـدًا أن هذا الخروج ليس مُجَـرّد احتفال ببداية عام هجري جديد؛ بل “افتتاحٌ عظيم لنصرة فلسطين، وتحية لانتصار إيران، وتجديد للعهد مع الله ورسوله، وموقف ثابت في الجهاد”.
لحظةُ توحُّدٍ بين الإيمان والعمل.. العقيدة والميدان، التاريخ والواقع؛ لحظة يعاد فيها تفعيل نهج الأنصار الذين نصروا رسول الله يوم أن خذله قومه، ويقف فيها اليمنيون على خط الهجرة النبوية، مؤكّـدين أنهم حمَلة لواء هذا الدين إلى أن يُظهِرَه الله على الدين كله ولو كره الكافرون.
إنها اليمن..، لا تزال كلمة الله هي العليا، والإيمان لا يزال يمانيًّا، والرايات مرفوعة في وجه كُـلّ طاغوت مستكبر وعدوٍّ محتلّ.