الخبر وما وراء الخبر

إيران توجه ضربة حيدرية واسعة للعدو الصهيوني وترحيب رسمي وشعبي من محور المقاومة

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

19 يونيو 2025مـ 23 ذي الحجة 1446هـ

نفّذت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، اليوم الخميس، موجات متتالية من الضربات الصاروخية والمسيرات الهجومية على مواقع حساسة واستراتيجية داخل عمق كيان العدوّ الصهيوني، شملت مقار استخباراتية وأمنية وعسكرية، وأدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، وسط تعتيم إعلامي فرضته الرقابة العسكرية الصهيونية.

بحسب تقارير ميدانية وإفادات خبراء عسكريين على شاشة “المسيرة”، فإن الموجة الرابعة عشرة من الهجمات استهدفت بنجاح مواقع تُعد من الأعمدة المركزية للقيادة العسكرية للعدو، من بينها مقر قيادة قرب مستشفى “سوروكا” ومراكز استخباراتية تشمل وحدات 8200 و9904 المختصة بالعمليات السيبرانية والتجسس الإلكتروني.

الخبير العسكري العميد نضال الزهيري، أوضح في مداخلته أن الضربات الإيرانية جاءت بعد عملية أمنية نوعية أدت إلى كشف بنك أهداف دقيق داخل كيان العدوّ، ما تسبب في إرباك عسكري وتأجيل عمليات عدوانية كان يجري الإعداد لها ضد طهران. وأضاف أن بعض الصواريخ تجاوزت منظومات القبة الحديدية، ما يؤكد على التراجع الواضح في قدرة الردع الصهيونية.

في السياق ذاته، أكّد الكاتب والمحلل السياسي وسام عزيز، أن بيان المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف ممثلة بسماحة السيد علي السيستاني، عبّر عن موقف حازم ضد أي تهديد يمس القيادة الإيرانية أو الشعب الإيراني، محذرًا من “عواقب وخيمة ستحرق المنطقة بأكملها إذا استمر التصعيد”.

وأشار وسام إلى أن هناك تضامنًا شعبيًّا ورسميًّا عراقيًّا واسعًا مع إيران، يتجلى في مواقف فصائل المقاومة والحشد الشعبي، الذين أعلنوا استعدادهم للدفاع عن إيران باعتبار ذلك واجبًا شرعيًّا وأخلاقيًّا.

بالتوازي، كشفت القناة الثانية عشرة الصهيونية عن بدء دول غربية، وعلى رأسها أستراليا، بإجلاء رعاياها من كيان العدو عبر معابر برية، مع طلبات متزايدة للمغادرة من قبل مئات الأجانب. كما أظهرت تقارير اقتصادية أولية أن كيان العدو خسر أكثر من 36 مليار دولار خلال أيام قليلة نتيجة الضربات، في ظل حالة هلع ونزوح داخلي كبير.

التحليلات العسكرية تشير إلى أن هذه العملية تمثل بداية لتحول استراتيجي في قواعد الاشتباك، حيث باتت المنشآت الحيوية الصهيونية مكشوفة أمام قدرات الجمهورية الإسلامية والمقاومة في اليمن ولبنان وغزة والعراق.

من الواضح أن المعركة دخلت مرحلة جديدة من حيث الشكل والمضمون. إيران ومعها فصائل المقاومة لم تعد في موقع الدفاع، بل باتت في قلب المواجهة، تصيب العمق الاستراتيجي للعدو الصهيوني بدقة وفعالية. وفي المقابل، يبدو أن كيان العدو يعيش واحدة من أسوأ أزماته الأمنية والنفسية، في ظل هشاشة الداخل وتآكل الثقة بين القيادة السياسية والعسكرية من جهة، والمستوطنين من جهة أخرى.

تؤكد المرجعيات الدينية والعسكرية في محور المقاومة أن الرد على أي عدوان قادم سيكون أشد وأوسع، وأن زمن الحصانة الصهيونية قد انتهى.