اعتراف وتوجّس أمريكي جديد: نحتاج لراحة طويلة بعد مواجهة اليمن ولا ندري ما يخبّئ المستقبل
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
10 يونيو 2025مـ – 14 ذي الحجة 1446هـ
ما تزالُ أصداءُ العمليات اليمنية تتردّد في صفوف مسؤولي وزارة الحرب الأمريكية “البنتاجون”؛ ما يؤكّـد أن انسحاب الولايات المتحدة من معركة إسناد العدوّ الصهيوني، بُنِيَ على معطيات ميدانية خارجَ قدرات واشنطن في مواجهة المَدّ اليمني.
ومجدّدًا يقرّ مسؤولون عسكريون أمريكيون، بصعوبة مواجهة العمليات اليمنية التي أنهكت القوات البحرية الأمريكية طيلةَ 19 شهرًا، حَيثُ أكّـد قائدُ الطراد الأمريكي الموجَّه “غيتيسبيرغ” أن “المهمة في البحر الأحمر كانت صعبةً”.
وقال في تصريحات له: إن “مهمة البحر الأحمر كانت مدهشة من نواحٍ كثيرة، تعلّمنا الكثير ولدينا الكثير لنشاركَه مع الأسطول”، فيما تعزز هذه التصريحات حقيقةَ إجبار اليمن للعدو الأمريكي على إعادة هيكلة قواته بما يتوافق مع متطلبات مواجهة الردع اليمني الذي فرض معادلات من خارج قواميس الحروب التي خاضتها واشنطن منذ الحرب العالمية الثانية.
كما تؤكّـد هذه التصريحات أَيْـضًا أن العمليات اليمنية قدّمت اختباراتٍ جديدة للقوات الأمريكية، ففشلت الولايات المتحدة في حلّها؛ ولذا اضطر رئيسها لإعلان الاستسلام والانسحاب، قبل أن يؤكّـد نائبَه أن معركة البحر الأحمر أثبتت أفول شمس الهيمنة الأمريكية وأن على بلاده إعادة بناء القدرات بما يوازي التكتيكات اليمنية.
وحاول المسؤولُ الأمريكي تشتيتَ الأنظار عن التكتيكات اليمنية الفاعلة التي أربكت حاملاتِ الطائرات الأمريكية، بجمعها وظائفَ الهجوم والدفاع معًا؛ مما كان يسبِّب إعاقة للاعتداءات الأمريكية على بلادنا، ويعرّض قواتِ واشنطن لخطر الاستهداف، حَيثُ قال إن: “التحقيقات في حادثة إسقاط مقاتلةFA-18 سوبر هورنت فوق البحر الأحمر لا تزال جارية”. لكن وفي ذات تؤكّـد هذه التصريحات أن الأمريكيين حتى اللحظة لم يستوعبوا الصدمةَ ومفاجآت الردع اليمني.
وفي ختام تصريحاته قال المسؤول الأمريكي: “نحن غير متأكّـدين مما يخبئه المستقبل، ونحن بحاجة إلى قسطٍ من الراحة يشبهُ نوم الشتاء الطويل في منتصف الصيف”، في إشارة إلى توجُّسه من عدم معرفة بلاده بمدى التطوّرات اليمنية المُستمرّة في القدرات.
يُشار إلى أن هذه الاعترافاتِ تضافُ إلى جُملة من التصريحات الأمريكية التي اعترفت بانصياعها للمتغيرات التي فرضتها اليمن والعمل على ضوئها، بعد تقاريرَ دولية أُخرى أكّـدت أن قوىً كبرى كالصين وروسيا استفادت من التجربة اليمنية وباتت تطبِّقها.