سرور للمسيرة : الشركات الأجنبية داخل الكيان بدأت فعلياً بالتعامل مع تهديدات الرئيس المشاط
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
4 يونيو 2025مـ – 8 ذي الحجة 1446هـ
قال الخبير الاقتصادي اللبناني، الدكتور حسن سرور، إن العمليات العسكرية اليمنية الأخيرة جاءت للتأكيد على تهديدات الرئيس مهدي المشاط -القائد الأعلى للقوات المسلحة- رئيس المجلس السياسي الأعلى، التي هدد فيها الشركات المستثمرة داخل الكيان الإسرائيلي، داعياً إياها بأن تأخذ هذه التحذيرات على محمل الجد، وأن من سيبقى داخل الكيان من هذه الشركات فعليه أن يتحمل التبعات والخسائر التي قد يلحق بها جراء هذه التأثيرات الاستراتيجية الاقتصادية.
ولفت الدكتور سرور في تصريح لقناة “المسيرة” اليوم الأربعاء، ضمن برنامج التاسعة صباحاً، إلى أن الكيان الصهيوني يعتمد بشكل كبير على الاستثمارات الخارجية، وعندما تبدأ هذه الشركات الأجنبية بالانسحاب الواحدة تلو الأخرى، فهذا يكبد العدوّ الإسرائيلي خسائر فادحة.
وأوضح أن الغرب عندما صنع هذا الكيان في منطقتنا العربية، كان يعتبره قاعدة عسكرية متقدمة يقوم بدوره خلال ربع قرن تقريبًا وينتهي بعد أن يقوم بتفكيك العالم العربي والإسلامي، لكن بكل أسف رأى الغرب بأن هذا الكيان يمكن أن يستمر ويمكن الاستثمار به والتعويل عليه لفترة زمنية طويلة، وبالتالي بدأ بناءه اقتصادياً منذ سبعينيات القرن الماضي بعد أن كان لا يوجد به حياة اقتصادية جيدة ولا حياة اجتماعية، كان مثله مثل بقية الدول العربية، حيثُ قامت شركات أمريكية بالتعاون البحثي ما بين الجامعات الغربية وجامعات الكيان بحيث أنها أدت إلى تطوير العديد من الأمور في مجالات علمية عديدة، بالإضافة إلى الاستثمارات الاقتصادية الضخمة.
وأفاد الخبير الاقتصادي اللبناني، بأن هذه الأمور بدأت في النصف الثاني من عقد السبعينيات وخلال العقود التي أدت إلى النمو الاقتصادي الكبير الذي أعطى هذا الكيان النهضة الحقيقية وبدأ النمو الاقتصادي، لافتاً إلى أنه وبعد مرحلة المجرم شارون لغاية العام 2000 كان الاحتلال يعاني من الفساد والمشاكل والمديونية والتضخم، وهو ما دفع الغرب إلى ضخ المزيد من الاستثمارات لتحقيق الازدهار الاقتصادي من أجل استمرارية الاحتلال.
وأكّد أن المغتصبين الصهاينة يهدفون إلى حياة أفضل من الحياة التي كانوا يعيشونها في روسيا أو في أمريكا أو في غيرها من الدول، وعلى مستوى الأمان لاحظنا إلى أنه وعلى الرغم من توقف الحرب في الجبهة الشمالية مع لبنان منذ حوالي ستة أشهر، إلا أن الماكينة الإنتاجية للصناعات التي كانت موجودة في الشمال لم تعد تعمل كما كانت سابقًا ولا تزال متوقفة وتعاني من مشاكل عديدة.
وأكّد الدكتور سرور أن الشركات الأجنبية في الكيان الصهيوني بدأت فعلياً التعامل مع تهديدات الرئيس اليمني مهدي المشاط، وبالتالي أصحبت تبحث اليوم عن نقل أنشطتها الاستثمارية والتجارية إلى أماكن أخرى حيث الاستقرار والأمان وفي أماكن لا يوجد فيها الحد الأدنى من المخاطرة، مضيفاً: “نلاحظ أن كلفة التأمينات على تلك الاستثمارات ارتفعت بشكل كبير جداً بسبب المخاوف.
ونوه إلى أن الشركات الأجنبية داخل الأراضي المحتلة تأخذ التحذيرات اليمنية على محمل الجد، وبالتالي نجحت صنعاء في عزل الكيان الصهيوني عن العالم، بعد فرض حظر جوي وبحري خانق وتوقف الملاحة في مطار اللّد وتعليق الشركات الدولية رحلاتها الجوية إلى “إسرائيل”، مبيناً أن مطار اللّد “بن غوريون” هو الجهة الوحيدة للخروج والعودة والتواصل مع العالم، وبالتالي أدى ذلك إلى ضربة كبيرة على مستوى النقل للعدو، مؤكداً أن خسائر الكيان بسبب العمليات اليمنية لن يقتصر فقط على قطاع النقل، بل إنه سيشمل بقية الاستثمارات، ناهيك عن مغادرة وهروب مئات الآلاف من المغتصبين الصهاينة من داخل الأراضي المحتلة من غير رجعة.