الخبر وما وراء الخبر

بعد إعلان “ريان إير” إلغاء رحلاتها للكيان.. العزلة تشتد والاقتصاد يتداعى

3

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
29 مايو 2025مـ – 2 ذي الحجة 1446هـ

تقرير|| إبراهيم الديلمي

دخلت أزمة الطيران في الكيان الصهيوني مع استمرار الحظر الجوي اليمني المفروض على الكيان من قبل القوات المسلحة اليمنية، منعطفًا خطيرًا خاصة بعد إعلان شركة “ريان إير” (Ryanair) إلغاء رحلاتها إلى كيان العدو حتى 31 يوليو 2025، والذي يحمل في طياته دلالاتٍ متعددةٍ على المستويين الأمني والاقتصادي، ويعكس تصاعد المخاوف الإسرائيلية والدولية بشأن استقرار الوضع في المنطقة، وذلك في أعقاب اشتداد الحظر الجوي اليمني الخانق على كيان العدو الإسرائيلي.

ويأتي انضمام شركة “ريان إير” إلى قائمة الحظر الجوي على كيان العدو، بعدما علّقت شركات طيران أخرى مثل “بريتيش إيرويز” و”لوفتهانزا” و”إيبيريا” و”إير كندا” رحلاتها إلى الكيان لأسباب أمنية مماثلة.

هذا الإعلان زاد من حدة القلق والخوف الإسرائيلي تجاه مستقبل كبريات شركات الطيران العاملة في كيان العدو، ويُعدُ دلالة واضحة على اتساع رقعة الحظر الجوي أكثر فأكثر؛ كلما نفذت القوات المسلحة اليمنية عملية باتجاه مطار اللُد، فمن هي شركة “ريان إير” (Ryanair) وماهي أهميتهما بالنسبة للكيان؟ وما تداعيات إعلانها إلغاء رحلاتها إلى الكيان، على اقتصاد كيان العدو.

من هي شركة “ريان إير” (Ryanair)؟

تأسست شركة “رايان إير” عام 1984 في إيرلندا، ونمت بسرعة لتصبح نموذجًا عالميًا في الطيران منخفض التكلفة، حيث تقدم خدمات جوية بدون كماليات، وتركّز على تقليل التكاليف التشغيلية، مما يسمح بأسعار تذاكر منخفضة جدًا مقارنة بالشركات التقليدية.

وتُعد “رايان إير” (Ryanair) واحدة من أكبر شركات الطيران الاقتصادي في أوروبا والعالم، إذ تُسيّر مئات الرحلات اليومية بأسعار منخفضة تُناسب شريحة واسعة من المسافرين. ومنذ بدء رحلاتها باتجاه كيان العدو الإسرائيلي، شكّلت ركيزة حيوية في ربط كيان العدو بالمدن الأوروبية، خاصة على مستوى السياحة منخفضة التكلفة، كما مثلت وسيلة التواصل مع الجاليات اليهودية المنتشرة في أوروبا.

دخول “رايان إير” إلى سوق كيان العدو الإسرائيلي

في عام 2015، بدأت “رايان إير” في تسيير رحلات إلى مطار اللُد “بن غوريون” في يافا المحتلة “تل أبيب”، ولاحقًا إلى مطار “رامون” جنوب البلاد، وذلك بعدما شكلت دخول الشركة إلى سوق كيان العدو الإسرائيلي نقلةً نوعيةً من حيث زيادة عدد الرحلات القادمة إلى الكيان، ومن حيث تخفيض تكلفة السفر إلى أوروبا للمغتصبين الصهاينة، وكذا تنشيط الاقتصاد في المدن السياحية مثل أم الرشراش “إيلات” ويافا “تل أبيب” بالإضافة إلى أنها ساهمت في توسيع خيارات السفر أمام الشباب والطلاب والعائلات ذات الدخل المحدود.

وأما عن الأهمية الاقتصادية للشركة بالنسبة لكيان العدو الإسرائيلي فتتمثل في العديد من الأمور منها:

• أنها رافعة للسياحة الدولية: حيث يسهم تدفق السياح الأوروبيين عبر “رايان إير” في إنعاش قطاعات الضيافة والمطاعم والخدمات.

• تساهم في زيادة القدرة التنافسية للمطارات الإسرائيلية: خصوصًا بعد تشغيل مطار رامون جنوبًا، الذي استقطب شركات طيران منخفضة التكاليف.

• تعزيز العلاقات التجارية والثقافية مع أوروبا، عبر تسهيل الحركة الجوية منخفضة التكلفة.

الأسباب المعلنة لإعلان الشركة إلغاء رحلاتها

أفادت شركة “ريان إير” في إعلان قرار إلغاء رحلاتها، بأنه جاء نتيجة “ظروف خارجة عن إرادتنا”، وذلك في إشارة إلى التهديدات الأمنية المستمرة على مطار اللُد “بن غوريون” خاصة بعد الهجوم الصاروخي الذي نفذته القوات المسلحة اليمنية في الـ4 من مايو 2025، والذي أصاب محيط المطار وتسبب في إصابة عدد من الأشخاص وتعطيل حركة الطيران، هذا ناهيك عن تصاعد وتيرة الهجمات الصاروخية اليمنية المتكررة باتجاه مطار اللٌد “بن غوريون”.

الرئيس التنفيذي للشركة، مايكل أوليري، بحسب موقع غلوبس الصهيوني، أعرب عن استيائه من تكرار الاضطرابات الأمنية، مشيرًا إلى أن الشركة “بدأت تفقد صبرها” وقد تفكر في إعادة تخصيص طائراتها إلى وجهات أخرى أكثر استقرارًا في أوروبا.

ايضًا من ضمن الأسباب المعلنة التي أفصحت عنها الشركة في إعلانها:

o استمرار موجة التحذيرات الأمنية الأوروبية من السفر إلى المنطقة.

o تخوف الشركات من تأمين طائراتها وركّابها في أجواء غير مستقرة.

التأثيرات المترتبة على الإعلان ودلالاتها

لا شك بأن إلغاء “رايان إير” تسيير رحلاتها إلى الكيان يُعدُ ضربة قاصمة لقطاع سياحة الكيان، سيما في موسم الذروة، ما يعني أنه سيؤثر تأثيرًا سلبيًا على الاقتصاد الإسرائيلي حيث سيؤدي إلى:

• أزمة في حركة الطيران وارتفاع أسعار التذاكر بسبب قلة العرض وزيادة الطلب، يقول موقع غلوبس الصهيوني: إنه “مع تمديد إلغاء شركات طيران عالمية إلى مطار “بن غوريون” نحن في الطريق إلى الأزمة في ذروة موسم الصيف والعطلات.”

فيما ذكرت صحيفة معاريف العبرية إنه “مع غياب شركة “رايان إير” من المتوقع أن ترتفع أسعار الرحلات الجوية إلى أوروبا بشكل كبير،”مضيفةً أن “على الإسرائيليين الاستعداد لأسعار أعلى وخيارات أقل على الرحلات الجوية إلى أوروبا.”

• أن كيان العدو سيجد نفسه أمام تحدٍ مزدوج: أمني واقتصادي، فإلغاء حوالي 200,000 تذكرة، سيوقعه في كارثة اقتصادية حقيقة، وذلك في ظل مساعٍ بائسة باتت تتضاءل يومًا بعد يوم، للحفاظ على جاذبية كيانه كمركز سياحي واقتصادي في منطقة تتسم بالتقلبات والاضطرابات.

أما عن الدلالات الأوسع للتأثيرات المترتبة على هذا الإعلان، فيمكن القول إن القرار سيعكس تصاعد القلق الدولي بشأن الأوضاع الأمنية في كيان العدو، وسيكون مؤشرًا على ما يلي:

 أن التهديدات لم تعد مقتصرة على المناطق الحدودية، بل وصلت إلى قلب البنية التحتية الحيوية للعدو مثل المطارات والموانئ.

 أن القوات المسلحة اليمنية باتت تمتلك القدرة على التأثير في حركة الملاحة الجوية الدولية، مما يفرض تحديات جديدة على الأمن الإقليمي والدولي.

 أننا باستمرار هذه التهديدات، قد نشهد مزيدًا من الانسحابات لشركات الطيران، ما سيزيد من عزلة كيان العدو الإسرائيلي الجوية ويؤثر سلبًا على اقتصاده وسياحته.