الخبر وما وراء الخبر

نيويورك تايمز: نتنياهو يفقد ثقة حلفائه ويقود كيان العدوّ إلى العزلة

4

ذمــار نـيـوز || ترجمات ||
28 مايو 2025مـ – 1 ذي الحجة 1446هـ

كتب باترك كينغسلي مقالًا نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، اليوم الأربعاء، تناول فيه، تناميَ الضغط العالمي والذي يقود كيان العدوّ نحو العزلة، على مستوى المواقف الدولية فيما يخص العدوان على غزة، وإصرار مجرم الحرب نتنياهو على المضي في تدمير وإبادة سكان القطاع المحاصر منذ عشرين شهرًا.

وفيما يلي ترجمة للمقال إلى العربية بتصرُّف:

على مدى عشرين شهرًا من العدوان على غزة، واجه كيان العدوّ الإسرائيلي، انتقادات شديدة من القادة الأجانب ومنظمات الإغاثة، لكنه نادرًا ما واجه استنكارًا علنيًّا مُستمرًّا، ناهيك عن عواقب ملموسة، من حلفائه المقربين، حتى الآن.

في الأسابيع الأخيرة، أصبح شركاء نتنياهو مثل أمريكا، بريطانيا، وفرنسا أكثر استعدادًا لممارسة ضغوط علنية على “كيان العدو”، وبلغت الضغوط مستوى أعلى بدعوة الرئيس الأمريكي ترامب، الأحد، إلى تهدئة الحرب على غزة.

في نيوجيرسي، قال ترامب للصحافيين، قبل صعوده إلى طائرة الرئاسة: “(إسرائيل)، لقد تحدثنا معهم، ونريد أن نرى إذَا ما كنا قادرين على وقف هذا الوضع برمته في أسرع وقت ممكن”.

في الواقع أن هذه التعليقات تتناقَضُ مع الموقف العلني الذي اتخذه ترامب عند تولِّيه منصبَه في كانون الثاني/يناير، حين ألقى باللوم على حركة حماس بدلًا عن “الكَيانِ الإسرائيلي” في استمرار الحرب، ووقتها حرص على إظهار جبهة موحَّدةٍ مع رئيس وزراء العدوّ الإسرائيلي نتنياهو.

لقد جاء تدخل ترامب الأخير قبل ساعات من تعبير الحكومة الألمانية، الداعمة لكيان العدوّ عادةً، عن انتقادها الشديد وغير المعتاد لهجمات “كيان العدو” الموسعة على غزة.

قال فريدريش ميرز، المستشار الألماني الجديد، خلال مقابلة بُثت على التلفزيون يوم الإثنين: “إن ما يفعله جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة لا يمكن استيعابه، بصراحة لا أفهم ما هو الهدف من التسبب في مثل هذه المعاناة للسكان المدنيين”.

هذا التحول الألماني أتى بعد أَيَّـام من موقفٍ مشابه للحكومة الإيطالية اليمينية، وهي حليف آخر لـ “إسرائيل” تجنب سابقًا مثل هذه الإدانة الشديدة لـ “العدوّ الإسرائيلي”.

وقال أنطونيو تاجاني، وزير الخارجية الإيطالي، في مقابلة نُشرت على موقع وزارته الإلكتروني: “على نتنياهو وقف الغارات على غزة”.

هذه التعليقات والمواقف جاءت عقب جهد منسق بين كُـلٍّ من بريطانيا وكندا وفرنسا لانتقاد قرار “إسرائيل” توسيع عملياتها في غزة.

وفي بيان مشترك، الأسبوع الماضي، قالت الدول الثلاث: “إنّ التوسع “غير متناسب إطلاقًا”، محذرة من عواقبَ وخيمة إذَا لم تغيِّر “إسرائيل” مسارها.

ومنذ ذلك الوقت، علّقت بريطانيا مفاوضاتها التجارية مع “العدوّ الإسرائيلي”، وفرضت عقوبات على متطرِّفِين إسرائيليين يقودون جهودًا لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم في الضفة الغربية المحتلّة، وهي إحدى أهم خطوات بريطانيا ضد مصالح “العدوّ الإسرائيلي”، منذ أن تخلت عن معارضتها العام الماضي لمذكرة التوقيف الصادرة بحق نتنياهو.

وبشكل منفصل، تنظم فرنسا مؤتمرًا، سيُعقَدُ في يونيو القادم، بالشراكة مع السعوديّة، لمناقشة إنشاء دولة فلسطينية، وهي النتيجة التي تعهَّد نتنياهو بمعارضتها.

ومع ذلك، ما زالت هذه الدول -التي أدانت حماس بعد طوفان الأقصى في السابع من أُكتوبر 2023م- تدعم كيان العدوّ الإسرائيلي بطرق عملية عديدة، عبر الشراكات العسكرية والاقتصادية والاستخبارية، فيما تواصل الولايات المتحدة تزويد “الاحتلال الإسرائيلي ” بمليارات الدولارات من المساعدات العسكرية؛ ما يعزز استمرار العمليات العسكرية في غزة.

لكن التحول في نبرة رسائلهم، إلى جانب بعض القيود العملية البسيطة على المصالح الإسرائيلية، يشير إلى أنّ أقوى شركاء “إسرائيل” بدأوا يفقدون صبرهم تجاه نتنياهو.

فحتى الآن، يبدو أنّ “العدوّ الإسرائيلي” لم يظهر أي رد فعل تجاه هذه المواقف الأُورُوبية. مقابل هذه المواقف والتهديدات الأُورُوبية، صرّح جدعون ساعر، وزير خارجية العدوّ، بأن “إسرائيل” ستتخذ “إجراءات أحادية الجانب” إذَا اتُخذت خطوات أُخرى من قبل تلك الدول.

لقد ظلّ نتنياهو مُتحدّيًا، بريطانيا وكندا وفرنسا متهمًا إياها بـ “تشجيع حماس”، ففي خطابٍ ألقاه الأسبوع الماضي، خاطب قادتَها مُباشرةً، قائلًا: “أنتم على الجانب الخطأ من الإنسانية، وعلى الجانب الخطأ من التاريخ”.

داخل “الكيان المحتلّ”، اعتُبرت هذه الإجراءات خُطوةً نحو عُزلة دبلوماسية للكيان.