الخبر وما وراء الخبر

باحث فلسطيني: اليمن يبدد مخطط “الشرق الأوسط الجديد” ويمهّد لجيل عربي يحمل روح المقاومة

6

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

28 مايو 2025مـ 1 ذي الحجة 1446هـ

أكد باحث وأكاديمي فلسطيني متخصص في شؤون العدو الصهيوني، أن اليمن بمواقفه المشرفة، يتجه للقضاء على مخططات أمريكا وكيان الاحتلال بشأن ما يسمونه “الشرق الأوسط الجديد”، مشيراً إلى أن الجبهة اليمنية تعيد هندسة الوعي العربي وتشكيل جيل جديد يحمل الولاء لفلسطين.

وفي تصريحات خاصة للمسيرة، قال الدكتور نزار نزال المقيم في الضفة الغربية: إن “اليمن استطاع أن يهندس الوعي العربي رغم الخنوع الكبير للأنظمة في مواجهة العدو (الإسرائيلي)”.

وأضاف أن “اليمن استطاع أن يغيّر في هذه العقليات، وهناك خشية صهيونية من أن يكون اليمن قادراً على خلق جيل في المنطقة العربية والإسلامية، وهذا الجيل لا يتناغم مع طرح أمريكا والغرب و(إسرائيل) وسيكون ندّاً لهم”.

وأكد أن ما يقدمه الشعب اليمني وقواته المسلحة تحت قيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي “يشكّل محطة مفصلية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي”.

ونوّه إلى أن “اليمن عبارة عن الجبهة التي منعت الكيان الصهيوني وأمريكا من المضي في تشكيل ما يسمونه (الشرق الأوسط الجديد)”، موضحاً أن “من يقود المقاومة اليوم هي صنعاء، بعد أن انتقلت الراية من بيروت”.

وعن تأثير العمليات اليمنية، لفت الدكتور نزار نزال إلى أن “الصواريخ اليمنية في عمق فلسطين المحتلة جعلت كيان العدو مكشوفاً أمنياً وأحرجت حكومة العدو سياسياً وعسكرياً بعد أن كانت تتبجح باستهداف ميناء الحديدة والأعيان المدنية في اليمن وتزعم إضعاف القدرات اليمنية”.

وأشار إلى حالة القلق والرعب الكبيرة التي تنتاب الغاصبين من هول العمليات اليمنية، لافتاً إلى ما يتناقله الإعلام الصهيوني بشأن اليمن الذي لم يسبق لأحد أن احتله أو هزمه في أي معركة.

وأكد أن “العمليات اليمنية المكثفة خلال الساعات الماضية شكلت إرباكاً كبيراً للعدو”.

وتابع حديثه بالقول: إن “اليمن استطاعت أن تحاكي ما يحتاجه العدو، حيث إن الكيان الصهيوني الذي كان يعتمد على النار والقوة لفرض مخططاته قد اصطدم بالجبهة اليمنية التي استطاعت أن تواجه القوة بالقوة والنار بالنار”.

وتطرق إلى عجز العدوين الأمريكي والصهيوني عن تفكيك الجبهة اليمنية أو اختراقها بزرع الجواسيس والوسائل الأخرى، مضيفاً أن “التحصين اليمني يخلق صداعاً كبيراً للأعداء”.

وتوقع الأكاديمي الفلسطيني أن اليمن “سيكون هو الجبهة التي ستغير طبيعة الخريطة في المنطقة، ليس لصالح العدو كما كان يخطط بصحبة الأمريكي، بل لصالح الأمة العربية والإسلامية”، مؤكداً أن “الجبهة اليمنية صعبة للغاية وجعلت العدو وإعلامه يدخلون في حالات هذيان مستمرة”.

وَعَلَق على توقيت العمليات الأخيرة قائلاً: إن اليمن استطاع أن ينغص احتفالات الصهاينة باحتلال القدس في ما تُسمى (مسيرة الأعلام) وأجبر الغاصبين على التزام الملاجئ”.

ولفت إلى أن هناك سخطاً وقلقاً داخليين في عمق الاحتلال، مشيراً إلى أن الحالة السائدة لدى الغاصبين هي أنه لا يوجد حل للجبهة اليمنية غير وقف العدوان على غزة.

وقال في هذا السياق: إن مفتاح الحل للعدو هو في غزة وليس في صنعاء، مضيفاً: “مادامت الحرب على غزة مستعرة، فإن الجبهة اليمنية ستستمر وتتصاعد، والعدو الصهيوني وقطعانه يعرفون أن الحل العسكري لا يجدي نفعاً بالنسبة لليمن”.

ولفت إلى أن الرعب والهلع باتا حالة ملازمة لقطعان الصهاينة، مشيراً إلى حالة الشلل الاقتصادي والحيوي الكبير الذي تحدثه العمليات اليمنية عندما يفر ملايين الغاصبين إلى الملاجئ، مؤكداً أن “هناك حالة من عدم اليقين لدى (الشارع الصهيوني) وخشية من المستقبل”.

وتابع حديثه بالقول: “هناك حالة من الملل والضجر لدى (المستوطنين)، فإطلاق الصواريخ على المدن المحتلة في أوقات الفجر وبعد منتصف الليل يُشعل صافرات الإنذار، ويهرع الملايين للملاجئ، وتضطرب الحياة بأكملها داخل المدن المحتلة”.

وفي ختام تصريحاته للمسيرة، أكد الباحث والأكاديمي الفلسطيني نزار نزال أن “الجبهة اليمنية وازنة وثقيلة وتشكل صداعاً للأمريكي والصهيوني والبريطاني ولفيف الغاصبين، وقد شكلت قناعةً لـ(الدولة العميقة) أن اليمن لا يمكن ردعه”.