الخبر وما وراء الخبر

محلّل سياسي مقيم في موسكو: روسيا تنتهجُ التكتيكات اليمنية في المواجهة الأخيرة مع أوكرانيا

3

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
24 مايو 2025مـ – 26 ذي القعدوة 1446هـ

فرضت القواتُ المسلحة اليمنية قواعدَ اشتباك جديدة، حيّدت تفوُّقَ أمريكا التكنولوجي والاقتصادي والعسكري بشكل عام، حتى أُجبرت الولاياتِ المتحدة على إعلان الانسحاب، قبل أن يعلنَ نائبُ رئيسها رسميًّا الخسارةَ المدوية أمام اليمن.

التكتيكُ الذي انتهجته القواتُ المسلحة اليمنية في مواجهة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، مثّل نموذجًا في مواجهةِ انعدام التوازنات، حتى جعل الجيشَ الأحمر الروسي ينتهجُ هذا التكتيكَ في مواجهة الناتو بأوكرانيا، حَيثُ يؤكّـد المحلّل السياسي المقيم في موسكو، سمير أيوب، أن “وسائلَ الإعلام الروسية سلَّطت الضوءَ بقوة على مجريات المعركة في البحر الأحمر التي خاضتها اليمنُ ضد ثلاثي الشر”.

ويلفت أيوب في حديث خاص لقناة “المسيرة”، إلى أن “روسيا استفادت كَثيرًا من التجارِبِ اليمنية في البحر الأحمر، وفي استهداف الكيان الصهيوني، حَيثُ إن استخدامَ الطائرات المُسيَّرة قليلة التكلفة في استنزاف واستهداف العدوّ يضاعفُ خسائرَه ويربك كُـلَّ حساباته وتقديراته”.

ويوضح أن “القوات الروسية -وبعد التدقيق في التجربة اليمنية- غيَّرت قواعدَ اشتباكها ضد حلف الناتو، وباشرت في استخدام الطائرات المُسيَّرة قليلةِ التكلفة التي تستوردُها من إيران، وهو ما حقّق نتائجَ مؤثرة وقوية”.

ويقول: إن “روسيا ترى أن نجاحَ هذه الأساليب في التأثير على أمريكا وحلفائها وسيلةٌ للتغلب على الكَثَافة العسكرية التي يوليها الناتو في أوكرانيا؛ فموسكو تعزِّزُ استخدامَ هذه التجربة؛ ولهذا رأينا تغيُّرًا كَبيرًا في أُسلُـوب عملياتها، حَيثُ باتت القوات الروسية تستخدمُ المُسيَّرات قليلة التكلفة بكثافة عالية؛ لأَنَّها تؤدِّي إلى إضعافِ قدرات العدوّ عسكريًّا واقتصاديًّا، وتشكِّلُ تهديدات مضاعَفةً وغيرَ متوقعة، وفي الجانب الآخر لا تكلِّفُ الميزانيةَ الروسية سوى مبالغَ تعتبر قليلةً مقارنةً بالصواريخ النوعية والغارات الجوية للطيران الحربي”.

ويؤكّـد أن “الخبراءَ الروس معجَبون بالطريقة التي تتعامل بها القوات اليمنية، سواء في الهجوم أَو في الدفاع”، لافتًا إلى أن “قواعد الاشتباك اليمنية كلّفت البوارج الأمريكية وحاملات الطائرات ذخائرَ بمبالغَ كبيرة، ومع كُـلّ ذلك فشلت في إعاقة العمليات التي تستهدفُ الكيانَ الصهيوني، أَو السفن والقِطَعَ الحربية المعادية”.

وينوّه أيوب إلى أن التجربةَ اليمنيةَ تؤكّـد أن “مَن يمتلك القوةَ الاقتصادية، لا يعني أنه قادرٌ على فرض كُـلّ شيء بالقوة؛ فالأساليب التي استخدمتها اليمن أثبتت أن القدرةَ الاقتصاديةَ والتكنولوجية لم تعد حكرًا على القوى الكبرى”.

ويوضح أن “ترامب انسحب من اليمن؛ كي يتجنَّبَ الخسائرَ الاقتصادية، وَأَيْـضًا لتجنب الخسائر البشرية والمادية والعسكرية التي كانت تؤول إليها العملياتُ اليمنية”.

ويلفت إلى تصريحات نائب الرئيس الأمريكي “جيه دي فانس” التي أقر فيها بخسارة بلاده أمام اليمن وأفول زمن الهيمنة الأمريكية في المنطقة.

ويقُول في ختام تصريحاته لـ “المسيرة”: إن “أمريكا تعرَّضت لانتكاسات كبيرة مؤخّرًا في أفغانستان والعراق، ثم في اليمن فشلت في تحقيق أيِّ هدف من أهدافها رغم تواجُدِ الأساطيل وحاملات الطائرات وكل أركان القوة”، مُشيرًا إلى أن “اليمن جعل من الطائرات المُسيَّرة قليلةَ التكلفة سلاحًا فعالًا أخرَجَ قوةَ أمريكا العسكرية والتكنولوجية والاقتصادية عن الخدمة؛ ما أجبرَها على الانسحاب”.