خبراء عسكريون لـ “المسيرة”: العمليات اليمنية تُحدِثُ شرخًا كبيرًا في المنظومة الاقتصادية لكيان العدو
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
24 مايو 2025مـ – 26 ذي القعدوة 1446هـ
تقريــر|| محمد ناصر حتروش
يعاني مطارُ اللُّد المُسمَّى إسرائيليًّا [بن غوريون] من أزمة حقيقية؛ نتيجةَ الهروب المتواصل لشركات الطيران وامتناعِها عن السفر مِن وإلى المطار، على خلفية الحصار اليمني المفروض عليه، وهو ما يكبّد كيانَ العدوّ خسائرَ اقتصادية باهظة.
وتتعمّق مأساةُ العدوّ، مع مضاعفة اليمن للحصار المفروض على الكيان، ليدخل ميناء حيفا ضمن دائرة الحظر البحري؛ الأمر الذي أربك حكومةَ العدوّ، وجعلها عاجزةً عن كيفية التعامل مع التحدّي اليمني.
وفي هذا السياق يؤكّـد الخبير في الشؤون العسكرية العميد عابد الثور أن “التكنولوجيا اليمنية تمثّل تحديًا كَبيرًا للتكنولوجيا الأمريكية والإسرائيلية على حَــدٍّ سواء”، لافتًا إلى أن “تصاعد العمليات العسكرية اليمنية أربك العدوّ الإسرائيلي وأفشل مخطّطاته الرامية إلى القضاء الكلي على المقاومة والسيطرة على قطاع غزة”، موضحًا أن “العمليات اليمنية المساندة لغزة تعزّز الموقفَ التفاوضي للمقاومة الإسلامية في غزة، وتسهم بشكل قوي وفاعل في تعزيز صمود الغزاويين وثباتهم عسكريًّا في مواجهة جيش العدوّ الإسرائيلي”.
ويرى العميد الثور أن “للعمليات العسكرية اليمنية المسنودة بمظاهرات شعبيّة أسبوعية دورًا فاعلًا في إحباط المؤامرات الأمريكية والصهيونية المتمثلة في التهجير؛ إذ إن أهالي القطاع يواجهون مخطّطَ التهجير وهم مسنودون بالموقف اليمني القوي.
وتمثّل العمليات العسكرية اليمنية هاجسًا كَبيرًا لدى كيان العدوّ الإسرائيلي، لا سِـيَّـما وأن حليفه الاستراتيجي الأمريكي قد فشل في ردع العمليات العسكرية أَو في الأدنى الحد منها”.
ووفق الخبير العسكري عابد الثور، فَــإنَّ “الأسلحة اليمنية أحدثت فجوة كبرى في الأسلحة الإسرائيلية والأمريكية”، مُشيرًا إلى أنه “كان من المتوقع في الداخل الصهيوني أن الأمريكيين سينجحون في ردع القوات اليمنية والتغلب عليها، غير أن معركة البحر الأحمر في جولتَيها الأولى والثانية أحدثت خلافًا ذلك”، مُشيرًا إلى أن “القوات اليمنية في معركة [الفتح الموعود والجهاد المقدَّس] أحدثت تغييرًا ملموسًا في موازين القوى على مستوى المنطقة، وَأن اليمن أصبح لاعبًا إقليميًّا يصعب تجاوزه”.
وفي الوقت الذي يسعى العدوّ الإسرائيلي فيه ودولُ التطبيع وعملاؤهم للتغطية على هزيمة كيان العدوّ وعجزه التام في التصدي للصواريخ والطائرات اليمنية، تظهر تصريحات عدةٌ لمسؤولين وقادة أمريكيين عن تنامي القدرات اليمنية ووجود مصانعَ محلية لتصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة، آخرها إقرارُ ترامب بأن القوات اليمنية تصنِّعُ أسلحتها بنفسها؛ ما كشف زيف الدعايات التضليلية التي يمارسُها كيان العدوّ وعملاؤه.
وفي هذه الجزئية يقول الثور: “محاولة الترويج أن الصواريخ والطائرات اليمنية إيرانية هي أسطوانة مشروخة لم تعد تجدي نفعًا، لا سِـيَّـما أن العدوّ الأمريكي أقر بنفسه أن اليمن يصنعون أسلحتهم بأنفسهم، والهدف من هذا الهروب من الهزيمة”.
الإرادَةُ اليمنية أثّرت على كيان العدو:
واستنادًا إلى الموقف اليمني الفاعل في مناصرة غزة والتأثير على كيان العدوّ الإسرائيلي رغم ظروفه الاقتصادية الصعبة بفعل العدوان والحصار المفروض عليه على مدى عقد من الزمن، يتضح للجميع أن بمقدور الأنظمة العربية والإسلامية الانتصار لمظلومية غزة وإيقاف الإجرام الصهيوني المتوحش عليها.
ويرى الخبير في الشؤون العسكرية العميد علي أبي رعد أن “الأنظمة العربية والإسلامية بمقدورها تحريرُ الأراضي الفلسطينية وإنهاء الاحتلال، وليس فقط وقف العدوان الصهيوني الجائر على قطاع غزة”.
وفي تصريح خاص لقناة “المسيرة”، يؤكّـد أبو رعد أن “الإرادَة اليمنية مثَّلت عاملًا قويًّا في استمرارية وثبات الموقف المناصر لغزة”، موضحًا أن “غياب الإرادَة في الأنظمة العربية والإسلامية يمثل عائقًا أمام تلك الأنظمة في مناصَرة القضية الفلسطينية”.
ويشير إلى أن “تصاعد العمليات العسكرية في العمق الإسرائيلي شكّل صدمةً للعدو الأمريكي قبل الإسرائيلي”، لافتًا إلى أن “القوات اليمنية هزمت أمريكا في أهم أصولها العسكرية المتمثلة في حاملات الطائرات الأمريكية والطائرات “إم كيو 9″ وغيرها من الأسلحة الاستراتيجية الأمريكية”.
ويصف أبو رعد العملياتِ العسكرية اليمنية بالفاعلة والمؤثِّرة والموجعة لكيان العدوّ الإسرائيلي، منوِّهًا بأن “العملياتِ العسكرية كسرت القاعدة العسكرية لكيان العدوّ الإسرائيلي المتمثلة في نقل المعركة إلى عمق أراضي العدوّ؛ فأصبحت العمليات العسكرية اليمنية في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلّة”.
وعن تصاعد العمليات العسكرية اليمنية ضد كيان العدوّ وإعلان الحظر الجوي والبحري، يوضح أبو رعد أن “العمليات العسكرية اليمنية أحدثت شرخًا كَبيرًا في المنظومة الاقتصادية لدى العدوّ الإسرائيلي”، مؤكّـدًا أن “كُـلّ الأراضي الفلسطينية المحتلّة باتت مكشوفة أمام الطائرات والصواريخ اليمنية”.