الخبر وما وراء الخبر

حظر صنعاء الجوي يعمّق عزلة “إسرائيل”.. السياحة تنهار والوجهة تفقد جاذبيتها

3

ذمــار نـيـوز || تحليل||
18 مايو 2025مـ – 20 ذي القعدوة 1446هـ

تحليل// عبدالكريم مطهر مفضل

يعيش قطاع السياحة في كيان الاحتلال الإسرائيلي واحدة من أسوأ أزماته على الإطلاق، مع تراجع حادّ تجاوز 90% في أعداد الزوّار الأجانب، وفقاً لبيانات وزارة السياحة في كيان الاحتلال.

لكن الأزمة التي بدأت بفعل العدوان على غزة، تعمّقت لاحقاً مع دخول متغيرات إقليمية نوعية، أبرزها الحظر الجوي الذي فرضته قوات صنعاء على مطار اللد “بن غوريون”، مما ساهم في تضييق الخناق على “إسرائيل” وعزلها جويًا عن محيطها والعالم.

ورغم أن “إسرائيل” لطالما سوّقت نفسها كوجهة سياحية آمنة ومزدهرة، إلا أن الواقع الراهن بات مختلفاً تماماً.. فحسب ما أوردته قناة “كان” العبرية، فإن الخسائر المباشرة وغير المباشرة لقطاع السياحة تجاوزت 12 مليار شيكل، أي ما يعادل 3.5 مليارات دولار تقريباً، وسط شلل شبه تام لحركة الطيران وغياب شبه كلي للزوار الأجانب.

الحظر اليمني يضع الكيان في زاوية ضيقة

لا تقتصر أسباب الانهيار على العدوان وحده، بل تتداخل فيها أيضاً الأبعاد العسكرية والإستراتيجية الجديدة في الإقليم.. فقد أدى دخول قوات صنعاء على خط المواجهة عبر فرض حظر جوي على مطار اللد “بن غوريون” – أهم بوابات “إسرائيل” الدولية – إلى تصعيد غير مسبوق في العزلة الجوية المفروضة على كيان الاحتلال.

الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية طويلة المدى القادمة من اليمن لم تستهدف المطار بشكل مباشر فحسب، بل أجبرت شركات طيران دولية على تعليق أو إلغاء رحلاتها إلى يافا المحتلة “تل أبيب”، وزادت من حالة الذعر لدى شركات التأمين والسياح المحتملين، ما عمّق تداعيات الأزمة.

فنادق مغلقة وثقة مفقودة

جمعية الفنادق في كيان الاحتلال تحدثت عن نسب إشغال هزيلة لا تتجاوز 10% في بعض المناطق، مقابل أكثر من 80% في المواسم المماثلة من الأعوام السابقة.

كثير من الفنادق أغلقت أبوابها مؤقتًا، أو سرّحت موظفيها، وسط عجز واضح عن تغطية النفقات التشغيلية في ظل انعدام الطلب.

وتخشى دوائر السياحة في كيان الاحتلال من أن تكون هذه الأزمة طويلة الأمد، حتى لو وضعت الحرب أوزارها، إذ أن استعادة ثقة السوق العالمية بكيان الاحتلال كوجهة “آمنة” قد تستغرق سنوات، خصوصًا بعد تلويح محور المقاومة – وعلى رأسه صنعاء – باستمرار التهديدات ما دام العدوان على غزة قائماً.

تآكل الصورة الدولية.. والسياحة أول الضحايا

تُعدّ السياحة أحد أهم روافد الاقتصاد “الإسرائيلي” غير المرتبطة بالتصنيع أو التصدير، وقد تأثرت بشكل مضاعف خلال هذه الحرب، لا بفعل القتال في غزة فقط، بل أيضاً بسبب التصدع العميق في صورة كيان الاحتلال دولياً، ككيان مستقر ومفتوح على العالم.. فحملات المقاطعة، والتحذيرات الحكومية، والانطباعات السلبية المتزايدة في الإعلام الغربي، كلها عوامل تُعجّل بانهيار هذا القطاع الحساس.

وفي المحصّلة، فإن استمرار الحظر الجوي المفروض من صنعاء، مقروناً بالعزلة السياسية والأمنية المتزايدة، يُنذر بمزيد من التدهور في السياحة “الإسرائيلية”، وقد يفرض تحوّلات جذرية في نظرة المستثمرين الدوليين لهذا الكيان، لا سيما مع غياب أي مؤشرات على استقرار قريب.