الخبر وما وراء الخبر

بين طهران وواشنطن: جولة رابعة من المفاوضات.. إلى أين تتجه؟

1

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
11 مايو 2025مـ – 13 ذي القعدوة 1446هـ

تقريــر || محمد ناصر حتروش

في جولةٍ رابعة في مسقط، تستأنف جمهورية إيران الإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الأحد، محادثاتهما غير المباشرة بشأن ملف طهران النووي

وبالرغم من وصف الجولات الثلاث الماضية بالإيجابية والبناءة غير أن تصريحات المبعوث الأمريكي “ستيفن ويتكوف” الأخيرة بأن بلاده ستوقف المفاوضات؛ إذا لم تكن مثمرة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستتخذ مسارًا مختلفًا في حالة استمر التعنت الإيراني ولم تقبل الشروط الأمريكية، أوجد استنكارات واسعة في الأوساط الإيرانية.

ويأتي هذا التصعيد في التصريحات الأمريكية، في وقتٍ تتزايد فيه التوترات الإقليمية، وسط تحذيرات من عواقب فشل الجهود الدبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي.

وفي المقابل وصف وزير الخارجة الإيرانية عباس عراقجي، التصريحات الأمريكية بالمتناقضة والمتغيرة، مؤكدًا أن تلك التقلبات “إحدى المشاكل في المفاوضات”، لافتًا إلى أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على عكس الطرف الآخر، لديها مواقف معروفة ومبدئية”.

وشدّد عراقجي على أن البرنامج النووي الإيراني “يتمتع بأسس قانونية وتنظيمية قوية، وكانت كافة جوانبه سلمية دائمًا وستظل تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، معتبرًا ذلك أحد حقوق الشعب الإيراني التي “لا يجوز حتى التفاوض عليها أو المتاجرة بها”.

واعتبر التخصيب أحد إنجازات وافتخارات الشعب الإيراني لافتًا إلى أنه “قد تم دفع ثمن باهظ لهذا التخصيب، وكانت دماء علمائنا النوويين وراء هذا الإنجاز”، مبينًا أن إيران قدمت للأطراف الأخرى “خطة يمكنها ضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي”.

في هذا السياق أكّد مراسل “قناة المسيرة” في طهران “علي جعفر” أن الصحافة الإيرانية والشارع العام استهجن تصريحات المبعوث الأمريكي “ويتكوف” بشأن ملف المفاوضات واستخدامه لغة التهديد.

وأوضح في أن “إيران وضعت هيكل محدد للمفاوضات قائم على ثلاثة شروط أساسية لا يمكن التنازل عنها وهي رفع العقوبات المفروضة عليها وحقها في الاحتفاظ بتخصيب اليورانيوم داخل إراضيها لاستخدامه في شؤون سلمية، ورفضها القاطع لأية ضغوطات تمارس عليها أثناء المفاوضات”، مبينًا أن الوفد الإيراني يفاوض بحذر شديد بما يخدم المصالح الإيرانية، منوهًا بأن “المحاولات الأمريكية بربط ملف التفاوض بشؤون أخرى إقليمية ودولية ستواجه برفضٍ تام”.

في السياق ذاته، أكّد الباحث في شؤون العلاقات الدولية الدكتور طارق فخري، أن الجمهورية الإسلامية في إيران “تفاوض بحنكة بالغة الأمريكان حول الملف النووي”، مشيرًا إلى أن “الهدف من المفاوضات غير المباشرة مع أمريكا تهدف إلى رفع العقوبات المفروضة على إيران”.

وأوضح في تصريحٍ خاص لقناة “المسيرة” أن إيران تسعى لإنجاح المفاوضات تحاشيًا من الوقوع في شبه الحرب التي تريد دول الغرب إيقاعها فيها، لافتًا إلى أنه في حال فرضت الحرب عليها فأن الجمهورية الإسلامية قادرة في التصدي للحرب وحماية أراضيها.

وبيّن أن الجانب الأمريكي يسعى من خلال المفاوضات تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية تحسب للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، موضحًا أن الدبلوماسية الأمريكية قائمة على استخدام لغة التهديد والقوة لتحقيق مكاسب سياسية.

وأشار فخري إلى أن الجمهورية الإسلامية في إيران تسعى لامتصاص التهديدات الأمريكية خلال المفاوضات وبلورتها بما يخدم مصالحها الخاصة، مؤكدًا أن الجمهورية الإسلامية لا تسعى للحصول على القنبلة الذرية وذلك كون ذلك يتنافى مع عقيدتها الإيدلوجية.

وتطرق إلى أن إيران تستبعد الحرب المباشرة مع الولايات المتحدة الامريكية وذلك كون الحرب على إيران ستسهم في إشعال المنطقة بشكلٍ عام وبما يؤثر على الولايات المتحدة الأمريكية لسنين طويلة، موضحًا أن النظام الدولي يمر بمرحلة حساسة وتقلبات سياسية لا تخدم أمريكا في أي حرب تشنها بهذا التوقيت، مشيرًا إلى أن أمريكا تضع للتهديدات الصينية ضمن أولوياتها.