هل تحرض الولايات المتحدة على حرب كبرى بين الهند وباكستان؟
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
10 مايو 2025مـ – 12 ذي القعدوة 1446هـ
رأى أستاذ العلاقات الدولية، علي بيضون، أن التوترات بين الهند وباكستان تتدحرج في سياق مدروس للقوى الكبرى لخلق حالة من الحروب بالوكالة، وخصوصًا المواجهة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.
خلفية النزاع
وقال بيضون: إن ما يجري بين الهند وباكستان يستند إلى توترات سابقة، خصوصًا في قضية جامو وكشمير والنزاع الحدودي والنزاع على المياه، وكان متوقعًا أن تنفجر الأمور عند أي توتر أو تصادم بين الطرفين.
وأضاف: أن ما نشهده هو نوع من تكنيك الحروب، ولم تصل إلى الانفجار الكبير، لكن الأمور تشير إلى أن هناك مسارًا متصاعدًا للتوتر من خلال رفع مستوى الردع، والعمليات العسكرية المتبادلة، وتوسع عمليات القصف على العمقين الهندي والباكستاني، واستخدام الطائرات والقدرات الصاروخية.
لكن بيضون أكّد في نفس الوقت أن الأمور لم تصل إلى حدّ الحرب الشاملة بين البلدين، منوها إلى أن الطرفين يتحدثان عن أنهما لا يريدان التصعيد.
وبشأن الاتصال الهاتفي الذي جرى اليوم بين إسلام آباد ودلهي، أعرب بيضون عن أمله في أن يكون مقدمة لإنهاء الأزمة وهذا الانفجار المؤقت بين الطرفين، مشيرًا إلى أن هناك وساطات من مختلف الدول للجم ما يجري وعدم الذهاب إلى الحرب الشاملة.
وأشار إلى أنه في حال اندلاع حرب كبرى فإن آثارها الاقتصادية ستتجاوز جنوب الصين ومنطقة شرق آسيا، وبالتالي سيتأثر الاقتصاد العالمي.
تشكيك في الرواية الأمريكية
وشكك أستاذ العلاقات الدولية في الرواية الرسمية الأمريكية التي تزعم أنها لا علاقة لها بهذه الحرب ولا تريد الدخول فيها، ورأى أن أمريكا تتحكم بهذه الحرب وتغذيها عن بُعد دون أن تظهر أنها هي المحرك والمحرض لها.
وأكّد أن اندلاع الحرب ليس في مصلحة إسلام آباد ودلهي؛ لأنه سيستنزف القدرات العسكرية والاقتصادية للبلدين، وكذلك ليس في مصلحة المنطقة والسلم والأمن الدوليين.
وقال: لا مصلحة لأحد بأن تستمر هذه التوترات بدون جدوى أو أي هدف سياسي، خصوصًا بين دولتين نوويتين، فإذا ما تطورت الحرب قد تذهب باتجاه ضربات نووية ستضر العالم بأسره وليس المنطقة فقط، مؤكداً أن النزاعات الموجودة بين الطرفين ممكن أن تحل بالوسائل السياسية، وليس الصدام العسكري.
ولفت إلى أن الوساطات لإنهاء التوتر تأتي من المخاوف، خصوصًا من الصين، وإيران القريبة جدًّا من باكستان، وبالتالي ستضرر بشكل كبير على المستوى الأمني والاقتصادي.
وأوضح بيضون أن الصين ستتضرر من خلال سعي أمريكا لتفجير طريق الحرير الاقتصادي، وبالتالي يتحقق الهدف الأمريكي بإشغال الصين من خلال نشوب حروب وتوترات.
وشدّد على ضرورة إنجاح الوساطات في لجم هذه التطورات العسكرية بين الهند وباكستان، وإبقائها عند النزاعات التي يمكن حلها في إطار المفاوضات، محذراً من أن سعي الولايات المتحدة لإفشال ذلك قد يزيد من اشتعال هذه الحرب.
ورأى أنه في حال اندلعت الحرب وطالت فإن الهند وباكستان ستخرجان بدون اقتصاد وقدرات عسكرية، بالإضافة إلى خسائر جسيمة في الأرواح، وبدون أية فائدة، حاثاً الهند وباكستان على استيعاب أن أي حرب لن تفضي إلا إلى دمار البلدين.
وأكّد أنه ليس هناك أحد مستفيد من هذه الحرب، باستثناء الولايات المتحدة التي سيستفيد اقتصادها، الذي يعاني حالياً من الكساد، من خلال بيع الأسلحة والتقنيات، وكذلك تحقيق هدف استراتيجي مرتبط بالمواجهة مع الصين.