صالح أبو عزة: المقاومة لا تريد تكرار خطأ الاتفاق الجزئي مع كيان العدو
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
10 مايو 2025مـ – 12 ذي القعدوة 1446هـ
أوضح الكاتب والباحث الفلسطيني صالح أبو عزة، أن كيان العدوّ يريد من خلال المفاوضات مع المقاومة الفلسطينية أن يحصل على اتفاق جزئي لا يمتد إلى كامل قطاع غزة، ولا يفضي إلى انسحاب قوات العدوّ وإدخال المساعدات وإعادة إعمار القطاع.
وفي مداخلة مع قناة “المسيرة”، بيّن أبو عزة أنه في مقابل النوايا الصهيونية هناك إصرار من قبل المقاومة في غزة وعلى رأسها حركة حماس تتمسك باتفاق صفقة شاملة تنهي العدوان، وانسحاب قوات العدوّ من القطاع، وإعادة الإعمار.
وأشار إلى أنه من خلال التجربة السابقة سارت المقاومة في اتفاق جزئي عبر ثلاث مراحل يكون في نهايته الانسحاب الشامل وإعلان كيان العدوّ إنهاء الحرب على غزة.
ولفت إلى أن كيان العدوّ بعد أن استعاد جزءًا من أسراه في المرحلة الأولى، نقض الاتفاق وعاد إلى الحرب مجددًا، مبينًا أن المقاومة تخاطب الوسطاء بأنها لن تكرر خطأها السابق، كما تخاطبهم بأنهم لم يمارسوا أي دور ضاغط على الكيان لمنع إعادة الحرب مجددًا.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة تقدم الدعم الكامل لكيان العدوّ في ارتكاب مجازر، وفي نفس الوقت تقدم نفسها على أنها وسيط في المفاوضات.
ونوه إلى أن أمريكا خاضت اشتباكات واسعة مع القوات المسلحة اليمنية ووجدت نفسها فشلت في حماية كيان العدوّ وفي حماية نفسها، ولذلك عقدت اتفاق وقف إطلاق النار مع اليمن.
وقال: إن الولايات المتحدة تضغط على الوسطاء للضغط على حماس للموافقة على صفقة، وتزعم ممارسة ضغوط على الكيان، ولكن العنوان الشامل للمفاوضات هو جزئي وفقاً للرغبة الصهيونية، متسائلاً: هل تريد واشنطن إنهاء العدوان أم أنها تريد فقط تهدئة مرتبطة خلال زيارة ترامب للمنطقة؟
وبشأن الخلافات الظاهرة في الإعلام بين ترامب ونتنياهو، أكّد أبو عزة أنه في تاريخ العلاقة الأمريكية الصهيونية هناك ثوابت وهدف استراتيجي هو تعهد أمريكي بحماية والدفاع عن كيان العدوّ، وجعله المتفوق والمهيمن على المنطقة بصرف النظر عن أي إدارة أمريكية أو حكومة صهيونية.
وأشار إلى أنه في السابق كان هناك خلافات شديدة بين رؤساء أمريكا وقيادات في كيان العدوّ، لكن ذلك لم يؤثر على الهدف الاستراتيجي الأمريكي بحماية كيان العدوّ.
ورأى أبو عزة أن هناك مشكلة بين ترامب ونتنياهو، وأن ترامب يريد أن يسير نتنياهو على ما تراه أمريكا وليس العكس، كما يريد ترامب أن يرسل رسالة للعالم والمنطقة أنه هو الحاكم الأول في العالم، وأن أمريكا هي الحاكم الأساسي في العلاقة مع الكيان.
ورأى أن الخلافات بين ترامب ونتنياهو لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتوسع إلى حالة القطيعة بين أمريكا وكيان العدوّ، كما لم يستبعد أن إثارة هذه الخلافات إعلامياً يراد منه تبرئة الولايات المتحدة من الجرائم في غزة.