الخبر وما وراء الخبر

دعاة على أبواب جهنم.. مرتزِقةُ “الإصلاح” أنموذجًا [الحقيقة لا غير]

2

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
19 أبريل 2025مـ – 21 شوال 1446هـ

تقريــر || عباس القاعدي

استعرض الإعلامي حميد رزق في حلقة يوم الثلاثاء، 15 إبريل 2025م من برنامج [الحقيقة لا غير] الذي يُعرَضُ يوميًّا على شاشة قناة “المسيرة” الساعة السابعة والنصف مساءً، جرائم ومجازر العدوّ الإسرائيلي في قطاع غزة، والظروف المؤلمة التي يمر بها الشعب جراء الحصار والعدوان الصهيوني.

وتطرق إلى دعاة وعلماء السوء من المرتزِقة الذين يشكلّون خطرًا على مستقبل الأُمَّــة، وكيف يتجاهلون ما يحدث في غزة، وينشغلون بالقتال في اليمن تحت الراية الأمريكية والصهيونية. كما تطرق إلى رأي قيادات المقاومة والجهاد في فلسطين وتقييمهم للشعب اليمني الذي يريد المرتزِق صعتر وحزبُ الخيانة والعمالة “الإصلاح” أن يقاتلوا ضده.

لا تزال القنابل الأمريكية الفَتَّاكة تَسحقُ عظام الأطفال والنساء، وتحرِقُ أجسادَهم الضعيفة في قطاع غزة، التي لم تتوقفْ فيها مجازرُ الإبادة، وصُراخُ الطفولة الذي تنهدُّ له الجبال من شدة الألم الذي يقطِّعُ أجسادَهم جراء العدوان الإسرائيلي.

فمنذ قرابةِ عامَينِ، الأطفالُ والنساء في غزة يفترشون الأرضَ ويلتحفون السماء؛ فلا منازل تأويهم، ولا دواء ولا غذاء، بينما يتعرضون لكل أنواع الظلم، ولأبرز المجازر التي ليس لها مثيلٌ في التاريخ، والحصار المطبق، بينما أنظمة الخيانة تقيم جسرًا برّيًّا لكسر الحصار عن العدوّ الإسرائيلي.

ومن خلال هذا المشهد المؤلم، نلاحظ أن إخوانَنا في غزة، وبسببِ حصار العدوّ الإسرائيلي، لا يجدون حتى قطعةَ قماش يضعونها تحت الأطفال الذين ينازعون الموتَ بعدما شُلِّت أجسادهم ومُزِّقت، سوى ما على هؤلاء الأطفال من ملابس مزَّقتها قنابل دولة الإجرام والقتل، أمريكا، التي تدَّعي بالكذب مراعاة حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم.

وعلى الرغم من أن أجساد الأطفال قد قُطِّعت إلى أشلاء، والمستشفيات قد دُمّـِرت، واستشهد فيها المرضى والجرحى العاجزون عن الحركة، والأطباء، وأصبحت أكثرُ من أربعة آلاف امرأة أسيرةً في سجون العدوّ، إلا أن أنظمةَ الخيانة والعمالة العربية والإسلامية لم تحَرّك ساكنًا، سوى تقديم الدعم والمساعدة للعدو الإسرائيلي، الذي سوف تطالهم نيرانُه العدوانية عما قريب.

وعن الجيوش التي نراها في مختلف الدول العربية والإسلامية، والترسانات العسكرية والميزانيات المالية، التي إذَا تحَرّكت فسوف تقضي على العدوّ، نجدُ من خلال الواقع العربي أنها أُعدِّت لشعوبها، وهم أبطالٌ عليها، أما مع اليهود فمنذ خمسين عامًا لم تُطلق رصاصة واحدة من دولة عربية أَو إسلامية إلى قلب يهودي منذ 1973، سوى أحرار اليمن الذين أطلقوا الصواريخ والمسيّرات تجاه العدوّ، وفرضوا حصارًا خانقًا عليه وألحقوا به خسائر مادية وبشرية.

أيُّ أُمَّـة هذه التي تمتلكُ الجيوشَ والأسلحة، ولا يتحَرّك فيها شعور الحمية والإخاء والعروبة والإسلام تجاه ما يجري في غزة؟

وماذا بعد أن نجحت دولة العدوان، أمريكا، واليهود وعملاء العرب وعلى رأسهم نظام آل سعود في حرف الشعوب عن الاهتمام بالقضية المركزية، فلسطين وغزة، وإشعال الفتن الطائفية والمذهبية، وقامت بتوجيه بوُصلة العداء نحو الأحرار والشرفاء ممن حرَّكتهم الحمية والإنسانية والإيمان، لنصرة غزة وأهلها من المستضعفين والمظلومين، وجعلت جرائم الصمت والتواطؤ العربي تلتقي مع جرائم الإبادة الصهيونية في غزة واليمن ولبنان.

ولهذا فَــإنَّ الهدف الأَسَاسي من تحَرّك اليهود والأعداء الأمريكيين والإسرائيليين، ومن خلال إشعال الفتن الطائفية والمذهبية خُصُوصًا في هذه الفترة، هو حرف الأنظار عن جرائم العدوّ الصهيوني المتواصلة في غزة، وحرف بوصلة العداء نحو من تجرأ ويجرؤ على أن يقف موقف الحق إلى جانب المظلومين في غزة.

ومن نتائج إعادة إبراز خطاب الطائفية والكراهية والمذهبية -وفق المذهب الأمريكي اليهودي- نلاحظ هذه الأيّام من المحسوبين على العرب والمسلمين أنهم يتشفون في المقاومة في لبنان، التي قدمت التضحيات لأجل غزة، والأمر نفسه في تكالب العدوان الأمريكي على اليمن، والعدوان على غزة.

وبالإضافة إلى تحَرّك الخونة والعملاء من الأنظمة العربية، بمشاريع ما يسمى التسوية، التي تضمَّن في قائمة شروطها نزعُ سلاح حماس مقابل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، التي ما زالوا يعملون على صرف الأنظار عن الأوضاع الإنسانية والكارثية فيها.

في الحقيقة فَــإنَّ العدوان لن يتوقف، وأن الأنظمة العربية الخائنة، التي يحرِّكُها العدوَّان الأمريكي والإسرائيلي، تسعى بالنيابة عنهما إلى تحقيق ما فشلا في الوصول إليه من خلال الجرائم والمجازر، وذلك من خلال الضغوط التي تمارسها تلك الأنظمة على حركة المقاومة حماس في غزة؛ بهَدفِ نزع السلاح.

وفي حال سلَّمت المقاومة سلاحَها، فَــإنَّ العدوان والمجازر والاستباحة تصبح أشدَّ وأقوى وأوسعَ مما هي عليه اليوم، وهذا ما تعيه المقاومة؛ لذلك رفضت مقترحاتِ مصرَ والسعوديّة، وأوقفت النقاشاتِ وغادرت مكانَ الاجتماعات.

ولتظل الأُمَّــةُ والشعوبُ تحت أقدام الأمريكيين والإسرائيليين من جديد وإلى ما لا نهاية، جعل الأعداء من المذهبية هدفًا رئيسيًّا في تفكيك الشعوب العربية؛ وما يجري في غزة لن يظل في غزة فقط؛ لأَنَّ المخطّط يشمل كُـلَّ العرب في المنطقة، ولا مخرج ولا نجاة إلا بالتوحد والوعي، ونبذ الطائفية والمذهبية، التي يثيرها الأعداء وأدواتهم من الحكام وعلماء السوء والنفاق، بشكل مكثّـف وكبير هذه الأيّام.

ومن خلال ما يحدث في غزة واليمن ولبنان وسوريا، يجب على الشعوب العربية والإسلامية أن تعرف العدوّ الأَسَاسي لها، وهو العدوّ الأمريكي والإسرائيلي، الذي يعمل منذ القدم على تمزيق الأُمَّــة الإسلامية وتفريقها، الأُمَّــة التي مصيرها واحد، ولغتها واحدة، ودينها واحد، ونبيها واحد.

ولهذا فَــإنَّ الأُمَّــة إذَا لم تعِ الحقيقة السابقة وتعمل بموجبها سلوكًا وعملًا، وتخرج من دائرة المقت واللعن الإلهي الذي أصابها؛ بسَببِ التفريط، والطاعة لأعداء الله، ولأئمة الضلال وعلماء السوء، والدجل والنفاق، فلا أمل لها في الوجود أصلًا، والحياة بين وحوش العالم وكلابه وخنازيره، وعلى رأسهم العدوّ الأمريكي والإسرائيلي، بمشروعهم الصهيوني الذي يريد أن يلتهم نصف الأرض العربية، مثل السرطان، ويعيش ويتغذى على ثرواتها وعلى دماء الأطفال والنساء.

ولكن للأسف، كلما لاحت بوادرُ لتوحد المسلمين، وإسقاط أقنعة اليهود والأمريكيين وكشف مخطّطاتهم الخبيثة، كلما عادت أمريكا لتحريك المؤسّسات الدينية التابعة لأنظمة الخيانة والعمالة؛ بهَدفِ تمزيقِ صفوف المسلمين من جديد، وإعادتهم إلى مربعات الصراع الأهلي، والحرب المذهبية والطائفية من جديد. فأيُّ أُمَّـة هذه؟!، أُمَّـة ضحكت من جهلها الأمم.

أصبح هؤلاء المرتزِقة والخونة الذين كانوا ينشدون عن غزة الحبيبة يقفون بشراسة كأنهم الكلاب الضارية ضد جند محمد “صلى الله عليه وعلى آله وسلم”، وإلى جانب الكفار والمجرمين، وكذلك ضد الشعب اليمني؛ بسَببِ موقفه مع غزة.

لقد قام المرتزِق محمد الحزمي بكتابة وإرسال إحداثيات للعدوَّين الأمريكي والإسرائيلي داخل العاصمة صنعاء. ولأن المرتزِق الحزمي من دعاة ورجال السوء، كانت إحداثياته الدينية على طريقة جماعته التكفيرية بالمساجد في صنعاء، وذلك من خلال تقديم المعلومات عن المساجد والتحريض على قصفها بالاسم. وهذا إخلاص من المرتزِقة لأسيادهم الأمريكيين والإسرائيليين الذين يمارسون العدوان على اليمن.

هؤلاء هم دعاة وعلماء السوء من المرتزِقة الذين يشكلون خطورة على مستقبل الأُمَّــة، وهذا هو منهج وسلوك حزب “الإصلاح” ومرتزِقته وعلمائه ودعاته، الذين كانوا يعيشون على تبرعات أبناء الشعب اليمني، الذين تعاطف معهم واحتضنهم، وأحسن إليهم في الأحياء والحارات والمساجد. وهؤلاء فعلًا كما قال الرسول “صلى الله عليه وآله وسلم: “في آخر الزمان يكون دعاةٌ على أبواب جهنم، من أجابهم قذفوه فيها. هم قوم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا”.

وحول أقصى ما استطاع أن يقدِّمَه حزبُ المرتزِقة “الإصلاح” لغزة، كانت حلقة في قناة الارتزاق “سهيل”، والتي جاءت بعد تصاعد جرائم الإبادة في غزة، بعنوان “الصمت مشاركة في الجريمة”. لكن المشكلة ليست في العنوان أَو ما دار في الحلقة.

المشكلة أن علماء السوء في حزب الارتزاق “الإصلاح”، ومن خلال الحلقة، يعظون الآخرين، رغم انحرافهم وقُبحهم وفسادهم، وصمتهم عن جرائم العدوّ الإسرائيلي في غزة، وارتهانهم لمن يشارك في إبادة أطفال غزة، وهذا ما جرى في حديثِ المرتزِق صعتر.

دعاةُ وعلماءُ السوء ومرتزِقة “الإصلاح” أدواتٌ لدى مجرمي العصر وقتَلَة الأطفال، ومجندون لقتل المواطنين والمصلين في المساجد بأمانة العاصمة، هذا هو الواقع والمنهج الذي يمارسه مرتزِقة “الإصلاح” بشكل علني وأمام العالم. صعتر يعظ المسلمين بالجهاد، ويتحدث عن المتخلفين والجبناء، أن الجهاد مع غزة واجب على كُـلّ المسلمين، باستثناء نفسه وجماعته المرتزِقة؛ لأَنَّ جهادهم في اليمن فقط، ضد الشعب اليمني.

على كُـلّ حال، لا يوجد أسوأ من رجل دين يتحول إلى دجال، وهذا ما لاحظناه في المرتزِق صعتر الذي يحمل مظاهر التدين الشكلية والمخادعة، حَيثُ يأمر المسلمين بالجهاد في غزة، لكنه هو ومرتزِقته جهادهم في اليمن مع المرتزِقة والعملاء الذين جنَّدوا أنفسهم للعدو الإسرائيلي، الذي تحدث قادتُه أنهم يريدون تقديمَ الدعم للمرتزِقة في اليمن اقتصاديًّا وعسكريًّا؛ بمعنى أن صعتر يجاهد مع جيش العدوّ الإسرائيلي.

ولمعرفة الشعب اليمني وموقفه المشرِّف، والذي يريد المرتزِق صعتر ومرتزِقته أن يقاتلوا ضده، يجب الوقوفُ أمام رأي قياداتِ الجهاد في غزة والمقاومة عنه.

أخيرًا، فَــإنَّ المقدّمات السليمة دائمًا تصل إلى نتائجَ سليمةٍ، لكن إذَا كانت النتائج فيها خطأ وانحراف وتجنيد مع دولتَي العدوان: أمريكا و(إسرائيل)، فيجب أن يعرف الجميع أن هناك خللًا في المقدمات. وهذا ما يحدث مع الجماعات التكفيرية التي يكثر ضجيجها باسم الدين، وهم يُظهِرون ما لا يُبطِنون، ويتحدثون عن حرب يتحدَّثُ عنها كُـلُّ قادة العدوان والمجرمين، لمواجهة من نَصَرَ غزة، وقدّم التضحياتِ؛ مِن أجلِ غزة.