الخبر وما وراء الخبر

مظلومية الشعب اليمني هي إمتداد لمظلومية كربلاء

11

بقلم// أم وهيب المتوكل

ما حدث بالإمام الحسين وبأهل بيته في كربلاء – وهم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم – كشف الوضعية السيئة التي كانت قد وصلت إليها الأمة من الانحراف الخطير عن تعاليم الإسلام وقيمه العظيمة ، حيث أصبح السائد في الأمة هو الموروث الجاهلي الذي مرجعيته وقادته هم بنو أمية، وللأسف مازال هذا الموروث هو السائد في الأمة إلى اليوم وهاهو النظام السعودي يحمل لواءه وبالتأكيد تحت عناوين دينية مزيفة.

وها هو الموروث الجاهلي الأموي يعمل على طمس الإسلام المحمدي الأصيل الذي لاح فجره وبدأ نوره من اليمن من خلال حسين العصر وأخيه عبدالملك -رضوان الله عليهم – مستعينًا هذه المرة باليهود والنصارى ليس كمستشارين كما كان يعمل أسلافهم من بني أمية، وإنما كقادة لهذا العدوان ومشاركين فيه.

شعبنا اليمني يعيش محنة كربلاء وهو مظلوم، ومعتدًا عليه بغير حق، ذنبه: تمسكه بمبادئه تمسكه بحريته وحقه في الاستقلال ذنبة :قيمُة التي أبى إلا الثبات عليها والتي أبت له إلا أن يكون شعبًا حرًا وكريمًا وعزيزًا .

هذه الذكرى الأليمة والفاجعة الكبرى ولاستمرارها عبر الأجيال إلى يومنا هذا الذي يعيش فيه شعبنا اليمني خصوصًا ،يقتل أبناؤه رجالاً ونساءً وأطفالًا ،وهو يستهدف بكل أشكال الاستهداف ،بدون قيود ولا حدود ولا ضوابط يلتزم بها المعتدون، أو يراعيها أولئك الطغاة المجرمون حتى في زعمهم بالهدنة هم يسعون إلى ورقة الاقتصاد وخنق الشعب وحصاره من كل الاتجاهات.

وأمتنا الإسلامية -عمومًا – كل يوم عاشوراء ، لم يبقى شيء من المقدسات والحُرمات يتحاشى الطغاة والظالمون من المساس به ولذلك عمدوا على استباحة المقدسات وخير شاهد مايقوم به النظام السعودي ببيت الله الحرام ، والاحتلال الاسرائيلي بمدينة غزة.
صدق الله القائل: ثم كان عاقبة الذين أساءُوا السوأى أن كذبُوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون .

عندما ظنن العدوان أخذ علينا جحافله اشباه الرجال من جميع أقطار الأرض ، فأصبحنا تحت قصفه العشوائي وحصاره الخانق بعد تخطيط مزمن لهيكلة الدولة ، على أيادي السلطة الحاكمة ، فشمخ بأنفه ونظر الدنيا له مستوسقة والأمور متسقة ،وحين صفا له ملكنا وسلطاننا ، نسي قول الله تعالى : ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين .

اليوم شعبنا اليمني العظيم يتزود من هذه الذكرى قوة الإرادة والعزم وصلابة الموقف والثبات الدائم وجهوزية عالية والثبات المستند إلى الإيمان بحقيقتة ، شعبنا اليمني -اليوم- يعاني حقيقة ، ويعيش الواقع الكربلائي فعلاً وحالة يومية ولكن ذلك لا يزيده إلا ارتباطًا وثيقًا ،وإلا التزامًا حقيقيًا وإلا قناعة راسخة بموقفنا المبدئي الإيماني الديني ضد الظلم والظالمين في كل زمان ومكان ،وتجاه أفضع جريمة في تاريخ الأمة وداخل الأمة على أيدي محسوبين عليها، من يستسيغها يمكن أن يستسيغ ويتقبل ويُشرعن أي ظلم وأي فساد وأي ٱجرام وأن يقدسة ،فالذين يقدسون ما مضى من الظالمين هم اليوم أنصار الظلم وحملة رايته في حاضر الأمة.

# ذكرى _ عاشوراء _ 1444

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com