باحث وأكاديمي يمني: الاحتلال الإماراتي ما يزال قائماً ولا يمكنه الانسحاب من جنوب اليمن إلا بطلبٍ أمريكي

63

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
31 ديسمبر 2025مـ – 11 رجب 1447هـ

أوضح الباحث والكاتب الأكاديمي الدكتور عبد الملك عيسى أن ما يُعلن عن “انسحابات” لقوات الاحتلال السعودية أو الإماراتية من المحافظات اليمنية المحتلة هو تضليل اعلامي.

وأشار الدكتور عيسى إلى أن جوهر الصراع هو وصاية أمريكية – سعودية – إماراتية وصراع موانئ وممرات بحرية، وحماية للكيان الصهيوني وملاحته البحرية، وليس صراع “شرعية” كما يُروَّج.

وفي حديثه لبرنامج [صدى الخبر] على قناة المسيرة اليوم، أكد الدكتور عيسى على أن ما يهم العدو الأمريكي وكيانه الصهيوني المدلل قبل أي شيء هو الملاحة في البحر الأحمر وبحر العرب، ولذلك لا يمكن فصل ما يجري في حضرموت والمهرة وغيرها في اليمن عمّا يحدث في الصومال والقرن الإفريقي، لافتاً إلى أن الاعتراف بما يسمى “بأرض الصومال” يأتي في السياق نفسه، بينما يجري في اليمن التلاعب لتفكيك الدولة وتمزيق الشعب عبر أدوات محلية تخدم مشروع الوصاية.

وبيّن أن ما تشهده محافظات الجنوب، من تعدد تشكيلات مسلحة كـ“النخب” وغيرها، يضع صنعاء في موقع قوة ولا ينال منها، ويفضح هدف العدوان الحقيقي المتمثل في إغراق المحافظات المحتلة في الفوضى وإظهار اليمن كدولة فاشلة تمهيداً لفرض عقوبات سياسية واقتصادية بذريعة “غياب الدولة”.

وحول التصريحات المتبادلة بين الرياض وأبو ظبي بشأن ما يسمى “الانسحاب الإماراتي”، أوضح أن الإمارات لا تواجه السعودية مباشرة، وتتحرك عبر أدواتها، وفي مقدمتها ما يسمى بـ“المجلس الانتقالي”، مؤكداً أن هذا الكيان مرتزقة صغير في لعبة كبرى تقودها الإمارات من السقف الأمريكي، وأن أي تصريحات تصدر عنه هي في حقيقتها رسائل إماراتية موجهة للسعودية لإبلاغها بعدم إمكانية تجاوز النفوذ الإماراتي في المحافظات المحتلة جنوب وشرقي الجمهورية اليمنية.

وأضاف أن السعودية، إن كانت جادة في تقليص النفوذ الإماراتي، فعليها أولاً أن تحسم وضع قوات الانتقالي في عدن وحضرموت والمهرة، غير أن ما يجري فعلياً هو توزيع أدوار تحت المظلة الأمريكية، بما يمنع قيام دولة يمنية موحدة، ويُبقي الجنوب ساحة صراع وفوضى.

وأكد أن محافظة حضرموت تمثل “كلمة السر” في هذا الصراع، مشيراً إلى أن السعودية تعتبرها خطاً أحمر وأمناً قومياً، وتسعى للسيطرة على موانئها، وفي مقدمتها ميناء المكلا، ضمن صراع الموانئ والمنافذ البحرية الممتد من البحر الأحمر إلى بحر العرب، وهو ما يكشف زيف الادعاءات عن “شرعية” أو “دعم استقرار”.

وفيما يتعلق بكيفية إعادة الإمارات تموضعها وإعادة تدوير الاحتلال في المحافظات والمناطق الخارجة عن سيطرة صنعاء، قال إن ما تعلنه أبو ظبي والرياض لا يتجاوز ذرّ الرماد في أعين اليمنيين، وإن الهدف الحقيقي من هذه الإعلانات هو التحايل على القانون الدولي والتنصل من الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني، مؤكداً أن الاحتلال الإماراتي لا يزال قائماً، بشكل مباشر أو عبر قوات غير معلنة، في عدن وعدد من القواعد، وأن ما جرى الإعلان عنه لا يتعدى الانسحاب من موقع هنا أو هناك، مع استمرار النفوذ العسكري والأمني.

وشدّد على أن الإمارات لا تنسحب إلا بطلب أمريكي؛ كونها تنفذ المشروع الأمريكي في المنطقة، تماماً كما فعلت في ساحات أخرى تخدم الكيان الصهيوني، وهو ما يجعل حديث “الانسحاب” مجرد مسرحية سياسية، معتبراً أن ما يجري اليوم يثبت صحة خطاب صنعاء وما كان يؤكد عليه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي_ يحفظه الله_ من أن مسألة العدوان على اليمن لا علاقة لها بالشرعية ولا غيرها من الأكاذيب والذرائع ، وانما استهداف للسيادة اليمنية، وإعادة للوصاية، وأن قوى التحرر الحقيقية هي في صنعاء، داعياً إلى خروج كل القوات الأجنبية من الأراضي اليمنية، ومشدداً على أن وعي الشعب اليمني كفيل بإسقاط كل الأكاذيب والمخططات الجارية، بعون الله تعالى.

ويأتي هذا التوضيح في ظل تصاعد الخلافات بين أطراف العدوان الإماراتي السعودي في المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن، وتزايد الصراع على الموانئ والمنافذ البحرية، بالتوازي مع محاولات فرض وقائع تقسيمية تخدم المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.