تصاعد خطير في عمليات القمع والتعذيب الصهيونية بحق الأسرى الفلسطينيين والأسيرات

1

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

27 ديسمبر 2025مـ –7 رجب 1447هـ

حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني من تصاعد خطير في عمليات القمع المنظّمة التي تنفذها إدارة سجون العدو الإسرائيلي بحق الأسرى، بما يشمل الأسيرات والأطفال، في إطار سياسات ممنهجة تهدف إلى إحكام السيطرة وكسر الإرادة.

وأوضحت المؤسستان، في بيان مشترك صدر اليوم السبت، استنادًا إلى عشرات الزيارات القانونية التي نُفذت خلال شهر ديسمبر 2025، أن القمع بات إحدى أبرز الأدوات التي تعتمدها منظومة السجون، وقد شهد تصعيدًا غير مسبوق منذ بدء حرب الإبادة، حيث لم يسلم أي أسير من الاعتداءات التي خلّفت إصابات متفاوتة، غالبيتها كسور، لا سيما في الأضلاع.

وكشف البيان أن الطواقم القانونية وثّقت خلال الشهر ذاته إفادات عديدة حول عمليات اقتحام واعتداء ممنهجة، طالت الأسرى عمومًا، والأسيرات والأطفال على وجه الخصوص، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الإنسانية.

وفي سجن “الدامون”، حيث تُحتجز نحو 50 أسيرة، شهدت الأسيرات سلسلة من الاعتداءات المنظمة داخل الزنازين، إذ اقتحمت وحدات القمع، في الخامس من كانون الأول، ثلاث غرف، وأقدمت على رش الغاز المسيل للدموع، وإجبار الأسيرات على الاستلقاء أرضًا، والاعتداء عليهن بالضرب، إلى جانب إطلاق شتائم وألفاظ نابية، بذريعة العثور على عبارات وُصفت بأنها “تحريضية”. وتبع ذلك فرض عقوبات شملت إغلاق الغرف وحرمان الأسيرات من “الفورة”.

وفي حادثة أخرى، فجر الرابع عشر من الشهر ذاته، اقتحمت قوات القمع غرفتين، وقيّدت الأسيرات بالأصفاد من الخلف، وعصبت أعينهن، وأخرجتهن إلى الساحة في البرد القارس، حيث أُجبرن على الجلوس على الركبتين مع خفض الرؤوس، وسط تصوير العملية ومرافقة الكلاب البوليسية، واستخدام القنابل الصوتية، إضافة إلى تخريب واسع داخل الغرف. ووفق إفادات الأسيرات، استمرت العملية حتى ساعات الصباح.

وأكدت الأسيرات أن معاناتهن تتفاقم مع حلول فصل الشتاء، في ظل نقص الملابس والأغطية، وغياب وسائل التدفئة، إلى جانب سياسة التجويع المتواصلة، والحرمان من العلاج والرعاية الصحية، خصوصًا للأسيرات المصابات بأمراض مزمنة، بينها السرطان، فضلًا عن استخدام الاحتياجات الخاصة، وعلى رأسها الفوط الصحية، كوسيلة إذلال إضافية.

وفي سجن “جانوت” (نفحة وريمون سابقًا)، حيث يُحتجز عدد من قيادات الحركة الأسيرة في زنازين العزل الانفرادي، من بينهم القائد أحمد سعدات، تفرض إدارة السجون ظروف احتجاز قاسية، وسط مماطلة في تقديم العلاج. وذكرت الإفادات أن سعدات يعاني من مرض الجرب دون تلقي العلاج اللازم، وتعرض لاعتداء جسدي خلال نقله بين السجون، ما تسبب له بآلام حادة في الظهر.

وأشار البيان إلى أن عددًا من القيادات الأسيرة لا يزالون رهن العزل الانفرادي منذ أكثر من عامين، ويتعرضون لتعذيب واعتداءات متكررة أدت إلى إصابات جسدية متعددة.

وفي سياق متصل، سجّلت السجون، لا سيما “جانوت”، تصاعدًا ملحوظًا في عمليات القمع عقب إتمام الصفقة الأخيرة، حيث تُنفذ اقتحامات شبه يومية للأقسام والغرف، تتخللها عمليات ضرب مبرح، ورش غاز، واستخدام الرصاص المطاطي، وأجهزة الصعق الكهربائي، والكلاب البوليسية، غالبًا خلال ساعات الفجر أو منتصف الليل.

كما أفادت شهادات أسرى من سجني “جلبوع” و“شطة” بارتفاع خطير في وتيرة القمع، ترافق مع اعتداءات جسدية عنيفة، وإلقاء الغاز داخل الزنازين، في ظل أوضاع صحية متدهورة، وانتشار مرض الجرب، واستمرار سياسة التجويع والحرمان من العلاج، ما فاقم معاناة الأسرى مع اشتداد البرد وتحوله إلى أداة تعذيب إضافية.