الشعب اليمني يجدد تأكيده على أن القرآن أصل هويته في احتفالات شعبية ورسمية واسعة بجمعة رجب
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
27 ديسمبر 2025مـ –7 رجب 1447هـ
تأكيداً على عمق الهوية الإيمانية والارتباط الروحي والتاريخي، شهدت العاصمة صنعاء، وعموم المحافظات والمناطق الحرة، فعاليات كبرى في أول جمعة من شهر رجب المبارك، ومنها ما نظمته الهيئة العامة للأوقاف، ومن أبرزها في رحاب الجامع الكبير وسوق الحلقة بصنعاء القديمة.
وجاءت الفعاليات تحت شعار “القرآن أصل هويتنا” لتحوّل إلى محطة إيمانية شاملة لليمنيين لتجديد العهد بالصمود والمضي قدماً في مسار نصرة الأمة، مؤكدين مسؤوليتهم تجاه المقدسات وقضية فلسطين.
وحضر فعالية الجامع الكبير القائم بأعمال رئيس الوزراء محمد مفتاح وجمع غفير من العلماء والمحتفلين، حيث تزامنت هذه المناسبة الدينية العظيمة مع إحياء ذكرى دخول اليمنيين في الإسلام، ما أضفى عليها طابعاً حصرياً وعيدياً لدى الشعب اليمني.
وفي مستهل الفعالية، أكد المتحدثون على المعاني العميقة لجمعة رجب، التي تعد أبرز المحطات الدينية الخاصة بالشعب اليمني، وشددوا على ضرورة استغلال هذه المناسبة العظيمة لتجديد العهد، ومهنئين أبناء الشعب اليمني العظيم بالعيد، وواصفين إياهم بـ”أحفاد الأوس والخزرج”، الذين أسلموا “رغبة لا رهبة”، ودون استسلام بالسيف، بل أسلموا إسلاماً بكل معناه وتوصيفه.
وفي هذا السياق، أشار مفتاح إلى أن الأجداد ناصروا الرسالة وقدموا التضحيات الجسيمة في فجر الإسلام، ونحن اليوم، في ظل الظروف الراهنة، يبرز دور الشعب اليمني العظيم وقيادته الحكيمة في مسار النصرة والتضحية.
وذكرت فقرات الفعاليات أن النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم نسب الإيمان والحكمة إلى أهل اليمن، تأكيداً على قوة إيمانهم وانتمائهم إلى هذا الإرث العظيم، وهو ما يجسده اليمنيون اليوم بثباتهم بهويتهم الإيمانية وارتباطهم بالله سبحانه وتعالى ورسوله والقرآن المبين.
مسؤولية الدفاع عن المقدسات ومواجهة العدو الصهيوني
وفي كلمة القائم بأعمال رئيس الوزراء المحورية، شدد على مسؤولية المسلمين الجامعة في الدفاع عن المقدسات الإسلامية، ومواصلة الشعب اليمني لنهجه في مواجهة العدو الإسرائيلي.
وفي سياق التعرض للإساءات المتكررة، أكد المتحدث أن مناسبة جمعة رجب هي مناسبة لكل المسلمين، وعلى الأمة الإسلامية جمعاء أن تتحمل مسؤوليتها تجاه أي إساءة، خصوصاً ما يتعلق بالإساءة للقرآن الكريم من قبل “المسيء الصهيوني”.
وفي رسالة واضحة، أكد أن تجرؤ الصهاينة على هذه الأفعال ما كان ليحدث لو أن المسلمين قاموا بواجبهم، مشيراً إلى الاستعداد المتواصل والتأهب لـ”الجولة القادمة التي سيتورط فيها الأعداء”، ومؤكداً أن الاستعداد الإيماني والثبات والصبر يقابله البشرى بالنصر والتهيؤ للتضحية، مستشهداً بتهديدات مجرم الحرب الصهيوني نتنياهو والمعتوه الأمريكي ترامب، التي تزيد اليمنيين إيماناً وثباتاً.
وحول مكانة الشعب اليمني ودوره في نصرة الإسلام، أوضحت الفعاليات المكانة الرفيعة التي يحظى بها الشعب اليمني في نصرة الإسلام والمستضعفين.
بدورهم أكد العلماء على ضرورة الاستفادة القصوى من هذه المحطة الإيمانية والتربوية، بهدف تعزيز قيم الهوية الإيمانية في أوساط المجتمع، والارتباط الوثيق بالدين المبارك والنبي المصطفى والقرآن المبين، مشددين على أن هذا الباب سيظل مفتوحاً لليمنيين حتى قيام الساعة.
وفي سياق التمجيد للهوية الإيمانية، أشار العلماء إلى الفضل العظيم الذي مُنح لليمنيين، مستذكرين قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: “الإيمان يماني والحكمة يمانية”، وهذا ما يضاعف استشعار المسؤولية من قبل اليمنيين تجاه قضايا الأمة الكبرى.
قصائد شعرية تستلهم طوفان الأقصى ونصرة القرآن الكريم
وشهدت التغطية مداخلة شعرية مميزة للشاعر الكبير حمزة المغربي، الذي أتحف المشاهدين بقصائد تلامس جوهر الهوية الإيمانية والوضع الراهن للأمة، مستلهماً عظمة جمعة رجب ودور اليمنيين في نصرة قضيتي الأقصى والانتصار لكتاب الله القرآن الكريم.
افتتح المغربي بـ”قصيدة أنوار الهوية”، مؤكداً على السير على خطى الرسالة الخاتمة منذ فجر الإسلام. وتضمنت القصيدة إشارة مباشرة إلى الأحداث الراهنة، وانفجار طوفان الأقصى والموقف اليمني المساند، وكيف هزمت أمريكا في المعركة البحرية.
وتناول الشاعر مقطعاً آخر يؤكد الثبات التام مع فلسطين، وفي قصيدة ثانية تناول المغربي جريمة الإساءة للمصحف الكريم، واصفاً صمت الأمة تجاه هذه الجريمة، وانتقد حالة التخاذل في الأمة، مشدداً على أن صمت ملياري مسلم “يطعن جوفها” ويدعوها للتحرك، مؤكداً أن المسلم يجب أن يقف “موقف شرف” ولا يبرر “حالته وظروفه”.
وفي حضرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، في قصيدة ثالثة، استدعى الشاعر حضرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، معبراً عن الأسى لحال الأمة التي “تخضع للكافر وتتحرك بحسب عمره”، في حين أشاد بدور اليمنيين، واختتم بدعوة للنصر، مشيراً إلى أن النصر سيكون “بساحة البيت الأبيض”، مؤكداً أن الهوية الإيمانية اليمنية هي التي قادت هذا التميز.
هوية إيمانية يمانية مستمرة
وتُعد جمعة رجب في شعبنا اليمني احتفالاً بذكرى وصول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام إلى اليمن حاملاً رسالة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، حيث أسلم اليمنيون طواعية واختياراً. وهذا الحدث التاريخي هو ما يمنح اليمنيين هذا العيد “الحصري”، ويجدد فيهم الإحساس بالمسؤولية الإيمانية والتحرك لنصرة الحق، كما ناصر أجدادهم الرسالة في فجر الإسلام.
وبناءً على ذلك، يرتبط اليمنيون اليوم بالقيادة الربانية المتمثلة في علم الهدى السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي_ يحفظه الله_ كامتداد واضح لهذا المسار الذي بدأه الإمام علي “عليه السلام”.
في المحصلة، مثلت فعاليات جمعة رجب في صنعاء محطة جامعة لإعادة التأكيد على أن الهوية اليمنية لا تنفصل عن الموقف القوي تجاه قضايا الأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين والدفاع عن القرآن الكريم. فقد جدد أبناء اليمن، على مختلف المستويات، العهد بالبذل والتضحية، مؤكدين أنهم يمثلون اليوم رأس حربة في مواجهة قوى الاستكبار والعدوان الصهيوني، استلهاماً لفضل أجدادهم الذي أورثهم الإيمان والحكمة.
