الذكاء الاصطناعي يحطم سلم التقدم.. تحول مرعب في مصير الدول النامية
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
9 ديسمبر 2025مـ – 18 جماد الثاني 1447هـ
تشهد الدول النامية اليوم تحولاً اقتصادياً غير مسبوق بفعل الذكاء الاصطناعي، الذي لم يعد مجرد أداة تقنية بل قوة تعيد رسم موازين القوى العالمية. فالسلم التقليدي الذي صعدت عليه دول مثل الصين وكوريا الجنوبية، عبر استقطاب المصانع الغربية والاستفادة من العمالة الرخيصة، لم يعد موجوداً. فالتكنولوجيا الذكية قلبت المعادلة، وأغلقت نافذة الصعود التي اعتمدت عليها الاقتصادات الناشئة لعقود.
يقول خبير الذكاء الاصطناعي عمير عبد الجبار ، في حديث على قناة “المسيرة”، إن السلم الاقتصادي التقليدي الذي صعدت عليه الصين وكوريا سابقا قد تحطم، فسابقا كانت المعادلة بسيطة، الشركات الغربية تنقل مصانعها إلى دول نامية، لأن العامل البشري هناك أرخص من العامل في الغرب، فهم يستفيدون، لكن المعادلة الآن تغيرت، إذ أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات أصبحت أذكى وأكفأ من الاثنين.
ويضيف عبد الجبار أن العالم يشهد الآن ظاهرة اقتصادية خطيرة، فالشركات الكبرى بدأت تعيد مصانعها إلى أوطانها.
ويشرح ذلك قائلا: إن تلك الشركات تقول اليوم لماذا أتحمل تكاليف شحن وجمارك؟ وإذا حصلت مشاكل سياسية في دول بعيدة كيف سأتصرف، إذا كان بإمكاني بناء مراكز ذكية في بلدي تعمل بها آلات لا تمرض، لا تأخذ إجازات، تشتغل أربعة وعشرين ساعة، فهذه تكلفة تشغيلية تقارب الصفر.
ولا يقتصر التهديد على الصناعة فقط، بل يمتد إلى أكثر القطاعات اعتمادًا على العمالة في الدول النامية، وعلى رأسها الخدمات. حيث يشير الخبير التقني إلى أن قطاع مثل الخدمات؛ الكول سنتر، الترجمة، والبرمجة البسيطة، كانت ملجأ للشباب كوظائف في الدول النامية والفقيرة للمتعلمين، لكن الذكاء الاصطناعي، اليوم، يلتهمها بالكامل.
ويحذر من أن الدول النامية أصبحت أمام “مأزق حقيقي” يتطلب اختراع نموذج جديد، مؤكداً أن الاقتصاد تغير، كما أن التعليم تغير، وأن على الدول النامية أن تتغير كي تلائم هذا الاقتصاد الجديد.
