الأوقاف ومسؤولية الدولة: الحفاظ على الأمانة قبل المواطنين
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
4 ديسمبر 2025مـ – 13 جماد الثاني 1447هـ
بقلم// فيصل أحمد الهطفي
الأوقاف أموال أوقفها الواقفون الصالحون لله، لجعلها مصدر خير دائم للمجتمع وللأجيال القادمة، لخدمة المساجد والعلماء والمتعلمين والفقراء والمحتاجين.
هي أمانة عظيمة، وجعلها الواقفون وسيلة للتقرب إلى الله وتحقيق مصالح عامة تعود بالخير والبركة على المجتمع كله.
مرت الأوقاف بفترة ضياع وسطو وإهمال أيام النظام السابق، وكادت أن تضيع معظم أراضيها ومصادرها، وأصبحت عرضة للاستحواذ والتلاعب والمماطلة.
والآن، لا ينبغي أن يتكرر نفس المشهد ونحن في ظل دولة العدالة، خاصة وقد وجه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – في عدد من لقاءاته وكلماته، عن خطر خيانة أموال الأوقاف، مؤكداً أن الواجب على الدولة أن تكون أول المبادرين لتصحيح وضعها مع الأوقاف.
المطلوب الآن أن يتحرك الجميع بمسؤولية، ويسددوا ما عليهم من التزامات وحقوق للأوقاف، فهي حق الله وحق المستفيدين من هذه الموارد.
كما يجب على المسؤولين أن يعملوا على مساعدة موظفي الأوقاف ودعمهم، لا أن يقفوا حجر عثرة في طريق التصحيح والإصلاح.
خيانة الأوقاف أو المماطلة فيها خيانة لله ورسوله، وخيانة للواقف، وخيانة للمستفيد، ومسؤولية كل من يتقاعس عن أداء واجبه فيها مضاعفة أمام الله وأمام الناس.
الاهتمام بالأوقاف والتفاعل الجاد مع متطلباتها ليس مجرد واجب قانوني، بل هو التزام ديني وأخلاقي واجتماعي، وفرصة لتحقيق الخير العام، وتمكين الفقراء والمحتاجين، ودعم المساجد والعلماء والمتعلمين، وضمان استمرارية البركة والخير للأجيال القادمة.
