الخبر وما وراء الخبر

عامر: ثورة أكتوبر مستمرة حتى هزيمة ثلاثي الشر

15

ذمــار نـيـوز || أخبار محلية ||

2 ديسمبر 2025مـ –11 جماد الثاني 1447هـ

أكد رئيس وكالة الأنباء اليمنية سبأ، الأستاذ نصر الدين عامر، أنّ ما تشهده الساحة اليمنية اليوم، ولا سيما في صنعاء وفي المحافظات الحرة، يمثل عودة واعية للهوية الجامعة وإعادة اعتبار حقيقية لثورة الرابع عشر من أكتوبر ولعيد الاستقلال، بعد عقودٍ من محاولات التشويه والتنميط التي مارسها المستعمرون ومن لحق بهم من الأنظمة التابعة.

وأشار عامر في مداخلة على قناة “المسير” أنّ تغييب هذه المناسبات الوطنية الكبرى لسنوات طويلة، عبر تغيير المناهج وتفريغها من مضمونها، كان جزءاً من حرب الوعي التي استهدفت الشعب اليمني، إذ جرى تقديم ثورة الرابع عشر من أكتوبر بوصفها حدثاً شكلياً، لا كمعركة جهادية خاضها شعب مسلم ضد محتل بريطاني كافر، اعتدى على اليمن كما اعتدى على عدد من البلدان الإسلامية والعربية.

وأوضح أنّ هذه السياسات التربوية والإعلامية لم تكن بريئة، بل كانت تمهيداً للمرحلة الراهنة التي تحاول فيها الحملات الإعلامية الممولة غربياً وخليجياً طمس التاريخ وإعادة إنتاج صورة المحتل البريطاني والأمريكي والصهيوني بوجوه جديدة، في وقتٍ ينهض فيه الشعب اليمني اليوم ليصحّح البوصلة، ويعيد تعريف العدو ويكشف مشروعه بأدواته المختلفة.

ولفت إلى أنّ خروج الملايين في صنعاء وبقية المحافظات الحرة، رغم كل الحملات الإعلامية والحصار والتضليل، يؤكد أن هوية الشعب اليمني عصية على المسخ، وأنه يتمسك بثوابته الكبرى، الهوية الإيمانية، القضية الفلسطينية، وحدة الأمة، والوقوف في مواجهة محور الشرّ الثلاثي، الأمريكي – الصهيوني – البريطاني.

وأضاف أنّ صنعاء اليوم – بفضل تضحيات الشعب وقيادته – تمثل أول عاصمة عربية تتحرر بالكامل من الهيمنة الغربية الحديثة، بعد أن تخلصت من الاحتلال الجديد المقنع، الذي جاء بديلاً للاحتلال البريطاني القديم.

وواصل، يرى اليمنيون أنفسهم جزءاً من أمة واحدة، ينظرون إلى غزة والقدس وبيروت وجنوب لبنان وكأنها امتداد طبيعي لمعركتهم، لأن العدو واحد، والمشروع العدواني واحد وإن تعددت الأقنعة.

ورأى أنّ ما تسعى إليه القوى الغربية عبر تجديد الاحتلال بأشكال مختلفة – سواء في اليمن أو في فلسطين أو في لبنان أو في سوريا – يقابله وعي شعبي متصاعد، إذ لم تعد السرديات الإعلامية قادرة على صناعة أعداء وهميين، أو تقديم العدو الحقيقي كصديق.

واستشهد بمحاولات البعض الترويج لفكرة أنّ الاحتلال البريطاني كان “أخفّ ضرراً”، مؤكداً أنّ هذه الأصوات ليست سوى امتداد لعمليات استخباراتية تهدف إلى تجميل صورة المستعمر وتشويه مراحل التحرر.

وذكر أنّ إعادة الاعتبار لثورة الرابع عشر من أكتوبر ولعيد الاستقلال اليوم تعني أن الشعب اليمني يرى معركته الحالية امتداداً لمعركة التحرر من المستعمر البريطاني، مضيفاً أنّ صنعاء بعد انتصارها على العدوان الإماراتي السعودي ومن خلفه الأمريكي والبريطاني، أسقطت الإرث السياسي الذي صنعه الاحتلال، وأسقطت معها خرائط التقسيم الاستعمارية من نوع سايكس–بيكو ومشاريع الأقاليم التي حاول العدوان فرضها.