الخبر وما وراء الخبر

الأهنومي: الخونة والعملاء عماد تمكين الاحتلال للعبث بالأرض والانسان

16

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
1 ديسمبر 2025مـ – 10 جماد الثاني 1447هـ

رأى رئيس مركز شهارة للدراسات الاستراتيجية، الدكتور حمود عبدالله الأهنومي، أن الخونة والعملاء شكّلوا ويشكّلون أخطر عامل في تمكين الاحتلال من العبث بالأرض والإنسان اليمني سواء في زمن الاستعمار البريطاني أو في المشهد الراهن الذي يصنعه العدوان الإماراتي السعودي وأدواته.

وأشار في مداخله له على قناة المسيرة إلى أن الخيانة كانت قاسماً مشتركاً بين أحداث الماضي والحاضر، موضحاً أن الاحتلال البريطاني لم يكن ليتمكن من البقاء عقوداً طويلة في جنوب اليمن لولا شبكة واسعة من الحكام والشيوخ الذين باعوا ولاءهم لبريطانيا مقابل المال والامتيازات، مستشهداً بما رواه الرحالة السوري نزيه العظم عن أحد حكام المحميات: “نحن نوالي الصاحب، لأنه يملأ جيوبنا بالقروش”.

ولفت إلى أن كثيراً من هؤلاء الحكام كانوا أُميين غير قادرين على القراءة أو الكتابة، ومع ذلك سعوا لحمل رسائل المدح إلى المندوب السامي البريطاني، مشيراً إلى أن هذه الطبقة العميلة كانت الجسر الذي عبر منه الاحتلال لارتكاب جرائمه الوحشية في قعطبة ولحج والضالع وغيرها، حيث استُخدمت الطائرات والمدفعية لسفك دماء اليمنيين بلا رحمة.

وشدد الأهنومي على أن خونة اليوم يشبهون خونة الأمس، لكن بلباس مختلف وأساليب أكثر خبثاً، إذ يسوقون لأنفسهم صورة “وطنيين” و”حماة للشرعية و”أصحاب مشروع عربي”، بينما هم في الحقيقة غطاء سياسي وإعلامي للعدوان الإماراتي السعودي وللقوى الغربية الداعمة له.

وأضاف أن هؤلاء المرتزقة يقاتلون لأجل المال والسلطة والفتات، مبيناً أن اعترافاتهم الموثقة تكشف أنهم جزء من مشروع يستهدف الهوية الجامعة للشعب اليمني، وهو المشروع ذاته الذي استغله الاحتلال البريطاني لسنوات طويلة نتيجة هشاشة الوعي وقلة تمسك بعض الفئات بالهوية الوطنية والإيمانية.

وأوضح أن الثورة المجيدة في 14 أكتوبر وعيد الجلاء 30 نوفمبر 1967 نجحت لأنها قامت على كتف أحرار يحملون قيم الهوية، ومع ذلك ظل الاحتلال البريطاني قادراً على التمدد بسبب وجود شرائح مخترقة داخل المجتمع، مؤكداً أن المشهد يتكرر اليوم، ولولا وجود الخونة والعملاء لكان الشعب اليمني قد طوى صفحة العدوان منذ سنوات.

وأفاد بأن خروج اليمنيين في الساحات اليوم امتداد طبيعي لمسيرة التحرر الوطني، رغم الظروف المعاكسة، لافتاً إلى أن العالم لم يعد متعدد الأقطاب كما في زمن ثورة أكتوبر، إذ باتت الولايات المتحدة تسعى لفرض القطب الواحد وفرض الحصار على اليمن والأمة وافتعال المعارك في أكثر من جبهة.

وبين أن اليمنيين اليوم لا يسعون فقط لإخراج الغزاة من أرضهم، بل للتحرك على أرضية حضارية راسخة نحو استعادة هويتهم الجامعة وبناء مشروع نهضوي مستقل، مشيراً إلى أن الشعب اليمني يسير بثقة نحو تحقيق إنجاز حضاري مشهود، رغم كل المؤامرات والتحديات التي تواجهه.