الخبر وما وراء الخبر

الدكتور جحاف: القيادة الثورية والسياسية وضعت مجانية العلاج هدفًا وطنيًا فوق كل الاعتبارات

3

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

16 نوفمبر 2025مـ –25 جماد الاول 1447هـ

تقرير || هاني أحمد علي

في ظل تحولات كبيرة يشهدها القطاع الصحي في اليمن، يبرز المستشفى الجمهوري التعليمي بصنعاء نموذجًا وطنيًا استثنائيًا في مجال تطوير الخدمات الطبية، رغم الحصار وشحّ الإمكانيات وصعوبة الظروف.

هذا النموذج يحظى برعاية كاملة ومباشرة من السيد القائد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي، ومن القيادة السياسية ممثلة بالرئيس مهدي المشاط، الذي يتابع تفاصيل المشروع الصحي ويدفع باتجاه ترسيخ مبدأ مجانية الخدمات للمواطن اليمني، في توجه يُعدّ الأول من نوعه منذ عقود.

وفي لقاء خاص مع قناة المسيرة، مساء اليوم الأحد، كشف رئيس هيئة المستشفى الجمهوري التعليمي بصنعاء، الدكتور محمد طاهر جحاف، أن المشروع الصحي الذي يجري تطويره داخل المستشفى ما كان ليصل إلى هذه المرحلة لولا الرعاية الحثيثة من الرئيس المشاط، الذي يتابع أدق الجوانب ويذلل التحديات التي تعترض طريق هذا التحول النوعي، مؤكداً أن الاستمرار في هذا النهج لم يكن ممكنًا دون هذا الإسناد المباشر، الذي منح الكادر الطبي والإداري ثقة كبيرة وإصرارًا على مواصلة المشروع حتى النهاية.

وشدد الدكتور جحاف على أن المستشفى الجمهوري يعد مؤسسة تعليمية كبرى تُصنع فيها الكفاءات الطبية اليمنية منذ عقود، موضحاً أن الجانب التعليمي الأكاديمي لا يزال قائمًا وفاعلًا، وأنه يشكل أولوية أساسية في الهيكل العام للمستشفى.

وقال إن الطبيب لا يصنعه الكتاب وحده، وإن التدريب العملي والتطبيق الميداني هما أساس بناء الطبيب القادر على اتخاذ القرار الصحيح وإنقاذ حياة المرضى، مشيراً إلى أن المستشفى يستقبل أطباء الدراسات العليا بمساراتها المختلفة، بما في ذلك المسار التخصصي المتقدم ومسار «MD» التابع لجامعة صنعاء، وكلهم يعملون ضمن المنظومة العلاجية اليومية، ويشكّلون جزءًا مهمًا من عصب المستشفى وكوادره.

وأضاف رئيس هيئة المستشفى الجمهوري التعليمي أن هؤلاء الأطباء، رغم كونهم في مرحلة التخصص، يعملون كأطباء أساس داخل أقسام المستشفى، مما يخلق بيئة تعليمية عملية غنية، ويعزز جودة الخدمات ويضمن استمرار رفد القطاع الصحي بكفاءات مؤهلة في التخصصات الدقيقة.

وخلال حديثه عن التحول التقني، أوضح الدكتور جحاف أن المستشفى الجمهوري استطاع أن يحقق إنجازًا رائدًا في مجال الأتمتة الطبية، حيث انتقلت معظم الخدمات إلى النظام الإلكتروني بطريقة شاملة ومنظمة، وبأقل الإمكانيات المتاحة، في حين أن دولًا أخرى تنفق ملايين الدولارات على أنظمة معلومات طبية متخصصة.

وعدّ هذا التحوّل جزءًا من إرادة وطنية صلبة، استطاعت أن تخلق نموذجًا مختلفًا في ظل ظروف العدوان والحصار، مؤكدًا أن التجربة لا تزال في حالة تطور مستمر، وأنها تحتاج إلى تعاون كل الجهات المعنية والوزارات والمؤسسات التنظيمية لضمان جودة الخدمات وديمومتها.

وأشار رئيس هيئة المستشفى الجمهوري التعليمي إلى أن الخطوة القادمة تتطلب وضع بروتوكولات دقيقة لكل خدمة تقدم داخل المستشفى، بما يعزز معايير الجودة ويرفع كفاءة العمل الطبي والتمريضي والإداري، ويفتح الباب أمام نموذج صحي وطني يمكن تعميمه على بقية المستشفيات في عموم المحافظات.

وتمنى الدكتور جحاف أن يرى اليوم الذي يستطيع فيه المستشفى، ومعه كل المستشفيات اليمنية، تقديم الخدمات الطبية لكل المواطنين مجانًا، دون تمييز، تحت مظلة رؤية القيادة الثورية والسياسية التي وضعت مجانية العلاج هدفًا وطنيًا فوق كل الاعتبارات، مبيناً أن خدمة المستضعفين والفقراء مجانًا تمثل بالنسبة له «أشرف الأعمال» التي يمكن أن يقدمها الإنسان، مشددًا على أن هذه النعمة تحتاج إلى تعاون جميع الجهات كي تستمر وتتطور وتترسخ كمنظومة عمل راسخة.

وعبر عن شكره لكل من يساهم في دعم الخدمات الطبية المجانية، وعلى رأسهم هيئة الزكاة والجهات الحكومية والمؤسسات التي تؤمن بأن الرعاية الصحية حق إنساني لا يمكن التراجع عنه، مضيفاً: “التحديات كثيرة، والعراقيل لا تتوقف، إلا أن الإرادة المتجددة لدى الكادر الطبي والإداري، إلى جانب متابعة الرئيس مهدي المشاط، تمنح هذا المشروع قوة دفع مستمرة، وتفتح آفاقًا واسعة لمستقبل طبي أكثر إشراقًا للشعب اليمني العظيم”.