الخبر وما وراء الخبر

الجاسوس مجاهد محمد علي.. أداة للمخابرات السعودية في رصد الأهداف العسكرية للقوات المسلحة اليمنية

45

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

13 نوفمبر 2025مـ –22 جماد الاول 1447هـ

يبرز الدور السعودي بكل جلاء في عملية استقطاب الجواسيس والخونة وتدريبهم للإضرار بالأمن الوطني اليمني سواء خلال العدوان على اليمن في 2015م، أو بعد معركة طوفان الأقصى ومشاركة اليمن المتميزة في إسناد غزة.

ويقدم تسجيل جديد لوزارة الداخلية جزءًا من تفاصيل الاعترافات لإحدى خلايا شبكة التجسس التابعة لغرفة الاستخبارات المشتركة للعدو وتورط عناصرها في الرصد وجمع المعلومات وسحب الشبكات وإرسالها إلى الضباط المشغلين في غرفة الاستخبارات المشتركة، بعد أن تم استقطابها من قبل المطلوب للعدالة، علي قاسم البكالي، الذي يعمل مستشارًا في وزارة الثقافة التابعة لحكومة الخونة ويقيم في المملكة العربية السعودية.

وتمكن الخائن البكالي من استدراج الجاسوس مجاهد محمد علي في مارس 2024م، والذي كان يعمل في مكتب الصحة بمحافظة عمران، ومديرًا عامًا لبرنامج داء الكلب، وبدأت قصة انخراطه في هذا العمل بعد أن تلقى اتصالًا من الخائن البكالي في رمضان 1445هـ، وعُرض عليه العمل لصالح الاستخبارات السعودية، وطلب منهم البحث عن شخصين أو ثلاثة لتشكيل فريق، وسيكون له راتب ألفي ريال سعودي، والآخرين ألف ريال سعودي.

ويقول الجاسوس مجاهد محمد علي: “بعد رمضان بأسبوعين اتصل بي البكالي، وإلى جواره أبو خالد أحد أعضاء الاستخبارات السعودية، وتم الاتصال بي من رقم البكالي، وتم التعارف مع الاستخبارات السعودية”، مشيرًا إلى أنه وبعد يومين من هذه المحادثة اتصل به أبو خالد، وبدأوا يناقشون معًا تفاصيل العمل، مبينًا أنه تم تدريبه على الرصد واستخدام تطبيقات مخصصة لوضع الإحداثيات وأخرى للتواصل ورفع المعلومات.

وتضم شبكة التجسس التابعة لغرفة العمليات المشتركة للعدو الضباط المشغلين بالتناوب وهم: أبو عبد الله ضابط استخبارات سعودي، وأبو خالد ضابط استخبارات سعودي، ومهمتهم التواصل مع الجواسيس اليمنيين، وتدريبهم وتأهيلهم، وتزويدهم بكل المعطيات.

ويوضح الجاسوس مجاهد أنه انخرط في هذا العمل، وكُلِّف بممارسة العديد من الأنشطة العدائية، ومنها الرصد وجمع المعلومات ووضع الإحداثيات، واستقطاب جواسيس آخرين، حيث تمكن من استقطاب الجاسوس علي بن علي حمود واثنين آخرين، وقد تم تكليفه من قبل الاستخبارات السعودية برصد الأهداف الخاصة بالقوات المسلحة اليمنية من أماكن إطلاق الصواريخ وجمع المعلومات عن معسكرات القوات المسلحة وتخزين الأسلحة ومخازن الطيران المسيّر، وأي معلومات صغيرة أو كبيرة فعليه رفعها إلى مخابرات العدو.

وبدأ الجاسوس مجاهد في ممارسة مهامه، راصدًا أماكن إطلاق الصواريخ التي تستهدف كيان العدو الإسرائيلي، ورافعًا المعلومات عنها للضباط المشغلين في غرفة الاستخبارات المشتركة للعدو، كما نفذ أوامر الضابط المشتغل في غرفة الاستخبارات المشتركة للعدو بتجنيد عناصر يمتلكون وسائل نقل (سيارات- دراجات نارية) من المحافظات بهدف توسيع أنشطة الرصد وجمع المعلومات.

ويشير الجاسوس مجاهد إلى أنه وبعد استقطاب الجاسوس علي بن علي حمود قرروا النزول إلى الحديدة لاستقطاب الجاسوس حمود حسن حمود، وتم الالتقاء به في اليوم التالي، منوهًا إلى أنه أعطى حمود هاتفًا، قائلاً له: “نريد معلومات حول ما يحدث في ميناء الصليف بالكامل”، مبينًا أن المخابرات السعودية طلبت منه تجنيد عناصر أخرى تكون قادرة على الحركة في معظم أماكن سيطرة أنصار الله.

[
🔴 من اعترافات الجاسوس مجاهد محمد علي:
تجنيد للتخابر مع الاستخبارات السعودية مقابل راتب شهري… وجنّد عناصر لرصد مواقع إطلاق الصواريخ ومخازن الطيران المسيّر التابع للقوات المسلحة اليمنية#ومكر_أولئك_هو_يبور pic.twitter.com/fSV9ZeHvhh

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) November 13, 2025
]

ويواصل: “عندما كنا نتحدث مع الجاسوس علي حول هذا الموضوع قال لي علي إن لديهم الكثير من الذين يمكنهم العمل في هذا التجسس في عدة محافظات”، وقد تم ترشيح خمسة أشخاص، وتم رفع أسماءهم مباشرةً إلى أبو عبد الله والاستخبارات السعودية، وقد تم تدريب جميع الجواسيس على العمل الاستخباراتي، وخضعت الخلية لعدة تدريبات منها: كيفية الرصد وكتابة التقارير واستخدام تطبيقات معينة لرفع المعلومات، كما تلقى الجاسوس علي بن علي حمود تدريبات في الرياض خلال سفريتين إلى السعودية، منها السفرة الأولى في أغسطس 2024م لتلقي تدريبات على كيفية استخدام أجهزة تجسسية للتصوير، وسحب الشبكات، ورفع الملفات مباشرةً لغرفة الاستخبارات المشتركة للعدو، بينما كانت السفرة الثانية في مارس 2025م لتركيب أجهزة تجسس على سيارته وتدريبه على استخدامها في سحب الشبكات بما يتيح لغرفة الاستخبارات المشتركة للعدو الوصول بشكل مباشر للمعلومات.

ويوضح الجاسوس مجاهد أنه أوكلت إليه في شهر أبريل عام 2025م مهمة البحث عن أية أهداف عسكرية، أو مبانٍ للطيران المسيّر، أو مواقع إطلاق الصواريخ الفرط صوتية، مؤكّدًا أنه رفع بعض الأماكن إلى المخابرات السعودية، وأنه كان يستفيد من الاجتماعات الشبابية لأنصار الله حيث يجلس معهم وينقل كل ما يدور في تلك المجالس.

وتم إلقاء القبض على الجاسوس مجاهد محمد علي في 20 يوليو 2025م، بسبب انخراطه في العمل لصالح الاستخبارات السعودية وتجنيد بعض العناصر للتخابر مع المخابرات السعودية ورصد الأهداف العسكرية والمباني التابعة للقوات المسلحة اليمنية وبعض المعلومات الأخرى.