الخبر وما وراء الخبر

الجاسوس علي علي أحمد يكشف تفاصيل التجنيد والتدريب ورصد المواقع الحيوية في اليمن

46

ذمــار نـيـوز || أخبار محلية ||

13 نوفمبر 2025مـ –22 جماد الاول 1447هـ

كشفت وزارة الداخلية، عصر اليوم الخميس، عن تفاصيل جديدة تتمثل في هيكلية وأدوار عناصر خلية التجسس التابعة لـ “غرفة العمليات الاستخباراتية المشتركة للعدوّ”، وتضمنت المعلومات المفرج عنها تسلسلاً قياديًا يضم ضباط استخبارات أجانب وعرب، بالإضافة إلى مهام محدّدة لجواسيس ومجندين محليين.

وأظهر المخطط الهيكلي للخلية تسلسلاً قياديًا يبدأ من قمة غرفة العمليات المشتركة التابعة لأجهزة استخباراتية “أمريكية، وإسرائيلية، وسعودية”، منها شخصيات أجنبية كـ “مايكل” و “جون” بوصفهما ضابطي استخبارات ومشغلين، وثلاثة ضباط ارتباط سعوديين يتولون التواصل مع الجواسيس والمجندين، وهم: “أبو سيف، وأبو خالد، وأبو عبد الله”.

وأوضحت المعلومات المفرج عنها المهام المحددة الموكلة للعنصر الرئيسي في الخلية والمتمثلة بالجاسوس “علي قاسم أحمد البكالي”، المطلوب للعدالة والذي يعمل حاليًّا “مستشار ما يسمى بوزارة الثقافة لدى المرتزقة”، وكانت مهامه الموكلة إليه من غرفة العمليات الاستخباراتية المشتركة هي: “الاستقطاب والتجنيد للجواسيس، وتشغيل الجواسيس في الرصد وجمع المعلومات.

وبيَّنت أنّ من ضمن من قام بتجنيدهم الجاسوس “البكالي”، في هذه الخلية تحديدًا هو الجاسوس “مجاهد محمد علي”، والذي بدوره جنّد الجاسوس “علي علي أحمد” والذي تضمنت أدواره في الخلية: “المشاركة في استقطاب وتجنيد جواسيس للعمل لصالح غرفة العمليات المشتركة، والرصد، والتصوير، وجمع المعلومات عن عددٍ من المباني السكنية والمنشآت المدنية، وسحب الشبكات من المواقع المستهدفة.

وفي الإطار، كشفت اعترافات الجاسوس “علي علي أحمد” 40 عامًا، وحامل على شهادة البكالوريوس في المختبرات الطبية، عن تفاصيل دقيقة لعملية استقطابه وتدريبه وتنفيذ مهام تجسسية لصالح “غرفة العمليات المشتركة للعدوّ الأمريكي الصهيوني السعودي”.

وأكّد الجاسوس “علي” أنَّ عملية استقطابه بدأت منذُ أنّ كان يعمل بائعًا للقات “مقوّت” في سوق “السنينة” أمانة العاصمة، في إبريل عام 2024م، بواسطة شخص يدعى “مجاهد محمد”، الذي أفهمه بوجود “عمل مع السعوديين” مقابل “مبالغ مالية”، ووصف له العمل في البداية بأنّه “بسيط” ويقتصر على “كتابة معلومة” وإرسالها إلى السعودية.

وأشار إلى أن الجاسوس “مجاهد” قام بإعطاء رقمه لضابط مخابرات سعودي يدعى “أبو عبد الله”، الذي بدأ بالتواصل المباشر معه وترتيب المهام.

 

التدريب التجسسي على ثلاث مراحل:

وتلقى الجاسوس “علي علي أحمد” تدريبًا على ثلاث مراحل، كانت المرحلة الثانية والثالثة داخل الأراضي السعودية؛ ففي المرحلة الأولى “داخل اليمن” تم تدريبه على رصد المعلومات وكتابة التقارير التي وصفها بأنّها “عبارة عن تقرير مع التاريخ والموقع”، وإرسالها إلى ضابط المخابرات السعودي المتواصل معه.

وأوضح أنَّ المرحلة الثانية من التدريب التجسسي كان في الرياض، حيث دخل السعودية في شهر أغسطس 2024م، وخضع لتدريب على يد “ضباط سعوديين” استمر حوالي أربعة عشر يومًا، وتعلم كيفية رفع الملفات مباشرة لغرفة الاستخبارات المشتركة للعدوّ.

أمّا عن المعدات التدريبية؛ فقد تم تسلّم هاتفًا وكاميرا على شكّل “ريمونت سيارة” وخازن، ولفت إلى أنّ محتوى التدريب، كان على تطبيقات معينة في الهاتف، إضافة إلى التدريب على استخدام الكاميرا “ريمونت السيارة” للتصوير عند استطلاع المنازل والمواقع المطلوبة، وتم تعليمه كيفية ضبط الكاميرا “تصوير طولي أو عرضي، فيديو أو ثابت”.

وكشف الجاسوس عن خضوعه للتدريب المكثف على كتابة التقارير، والتي تضمنت، “وصف المكان المستطلع، عدد المباني والأدوار، مواقف ونوع السيارات، نوع البناء، وجود الحراسة والأمن والكاميرات، ونشاط المكان، تجاري أو سكني”.

أمّا عن المرحلة الثالثة من التدريب والتي كانت في الرياض، في شهر مارس 2025م، وتحديدًا في 10 رمضان الفائت، حيث التقى بضابطي المخابرات “أبو عبد الله وأبو عامر”، مؤكّدًا قيام الضابطان السعوديان بأخذ سيارته، وبعد أربعة أيام، أخبروه بأنّهم ركّبوا فيها جهاز بث مباشر.

وبيَّن الجاسوس “علي علي أحمد” أنَّ جهاز البث المباشر كان يعمل بمجرد شبكه بـ”جهاز مودم”، ويقوم ببث مباشر وسحب “الشبكات” وإرسالها مباشرةً إلى “غرفة العمليات المشتركة في الرياض” تنقل التفاصيل إليهم أثناء سيره في شوارع صنعاء؛ وبما يتيح للعدوّ الوصول بشكّلٍ مباشر للمعلومات أثناء تحرك الجاسوس في مناطق العمليات.

 

المهام التجسسية المنفذة:

وكشفت اعترافات الجاسوس “علي علي أحمد” في البداية، كان التواصل عبر الجاسوس “مجاهد”، ثم انتقل للتواصل مع الضابط السعودي “أبو خالد” لرفع المعلومات والتقارير.

وعن مرحلة ما بعد التدريب وفي مدينة عمران تحديدًا، أوضح الجاسوس أنَّ الضابط “أبو عبد الله” طلب منه تصوير مواقع حيوية في ميدان “القشلة” بعمران وكتابة تقرير مفصل عنها، وشملت: “مبنى إدارة الأمن، ومبنى المجلس المحلي، والمباني المجاورة مثل بوابة المعسكر، ومبنى الاتصالات، ومبنى البريد”.

ولفت إلى أنَّ التقارير شملت أيضًا تصوير المباني بالكامل، وكتابة تقرير عن المباني، ووصف حركة الناس في المكان، وسحب الشبكات وإرسال الملفات والصور.

كما كشف الجاسوس عن مهمات لاحقة في أمانة العاصمة صنعاء، تمثلت في: “تصوير مبنى سكني مكون من عدة أدوار نهاية شهر ديسمبر”، وتواصل لاحقًا مع الضابط “أبو عامر” الذي أرسله لمهام أخرى في صنعاء، منها: “استطلاع وتصوير برج سكني في شارع الخمسين وكتابة تقرير مفصل عنه، ومهمة بخصوص أحد المساجد، حيث طلب منه الصلاة فيه ظهرًا، ووصف المسجد والمصلين وتصويره وكتابة تقرير عنه”.

وتم ضبط الجاسوس “علي علي أحمد” بتاريخ 20 يونيو 2025م، لتورطه في العمل مع غرفة الاستخبارات الأمريكية الصهيونية السعودية، عبر “استطلاع عدد من المنازل وتصويرها وسحب الشبكة منها وإرسالها” إلى الجهات المعنية، والتي أقر بكل التفاصيل التي رافقت عمله كجاسوس وخائن لوطنه وشعبه.