الخبر وما وراء الخبر

“طوفان الأقصى” يعيد الروح القومية إلى الواجهة.. إشادة عربية واسعة بدور اليمن

4

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

10 نوفمبر 2025مـ –19 جماد الاول 1447هـ

في مشهد يعكسُ تحوُّلًا استراتيجيًّا في الوعي العربي، شكّلت عملية “طوفان الأقصى” وما تبعها من صمود أسطوري للمقاومة الفلسطينية وانخراط محور المقاومة وفي مقدمته اليمن، عاملًا رئيسيًّا في إحياء التيارات القومية العربية وإعادة حضورها الفاعل في مواجهة كَيان العدو الإسرائيلي.

وخلال المؤتمر القومي العربي في دورته الأخيرة، برز اليمن كأحد أهم رموز هذا التحول القومي، بعد أن حظي بإجماع وإشادة غير مسبوقة من المشاركين من مختلف الأقطار العربية، الذين اعتبروا ما قام به اليمن “معجزة قومية” أعادت للأُمَّـة العربية روح العزة والكرامة بعد عقود من التراجع والانقسام.

الكاتب والباحث طالب الحسني يؤكّـد أن عملية “طوفان الأقصى” وما تلاها من صمود للمقاومة الفلسطينية، وانخراط محور المقاومة بما في ذلك اليمن، كانت عاملًا رئيسيًّا في إعادة إحياء التيارات القومية العربية، وتفعيل دورها في مواجهة كيان العدوّ الإسرائيلي.

ويقول الحسني في حديثه لـ”المسيرة”، إن “البيان الختامي للمؤتمر القومي العربي الأخير والتجمعات المصاحبة له جاءت كنتيجة مباشرة لتداعيات معركة طوفان الأقصى”، مُشيرًا إلى أن المواجهة مع كيان العدوّ الإسرائيلي أعادت إلى الواجهة روح الوحدة والمقاومة التي حملتها التيارات القومية منذ مرحلة مواجهة الاستعمارين الغربي والبريطاني.

ويضيف: “التيارات القومية العربية كانت على مدى العقود الماضية مستهدفة من الداخل العربي ومن الولايات المتحدة والدول الغربية، خُصُوصًا بعد انهيار الاتّحاد السوفيتي الذي كان يلتقي معها في مواجهة الهيمنة والاستعمار الأجنبي”، داعيًا إلى استثمار هذه العودة القوية لتيارات القومية.

ويوضح الحسني أن الاستعمار الغربي، والعدوّ الإسرائيلي وداعميه أمريكا وبريطانيا، سعوا لإضعاف هذه التيارات عبر حملات التشويه والتهميش والشيطنة؛ بهَدفِ إنهاء أي تجمع عربي يرمز إلى الوحدة والمواجهة، مُشيرًا إلى أن غياب التيارات القومية والعربية في ظل معركة الأُمَّــة مع العدوّ الإسرائيلي كان سيؤثر سلبًا على المشهد العربي العام.

ويؤكّـد أن المؤتمر القومي العربي في نسخته الأخيرة يحمل طابعًا خاصًّا ومختلفًا نتيجة الظروف التي فرضتها المواجهة مع العدوّ الإسرائيلي، موضحًا أن إعادة حضور التيارات القومية والتحالفات التي أسستها تشكل خطوة مهمة نحو ترسيخ خيار المقاومة كأولوية رئيسية في مشروع الأُمَّــة العربية.

ويبين الحسني أن أهم أهداف الأعداء، “ألا يكون هناك أي تجمع عربي يرمز إلى الوحدة والمواجهة، ويضع في الاعتبار مواجهة كيان العدوّ الإسرائيلي كأولوية ومهمة رئيسية”، مُشيرًا إلى أن التيار القومي العربي والتحالفات التي أسسها كانت في مقدمة الذين واجهوا الانتكاسة التي حدثت بفعل التآمر والهجمة الأمريكية والغربية على المنطقة.

وفي السياق ذاته، يؤكّـد الكاتب والإعلامي علي المحطوري أن أعمال المؤتمر القومي العربي لهذا العام جاءت مختلفة عن الأعوام السابقة، حَيثُ اتسمت بطابع “الطوفان” وبروح قومية عربية أصيلة، مُشيرًا إلى أن اليمن كان محور الحديث، وفي صدارة الاهتمام والإشادة من قبل المشاركين من مختلف الدول العربية.

ويقول المحطوري في حديثه لـ”المسيرة”: “المؤتمرات السابقة كانت تشهد حالة ارتباك تجاه ما يجري في اليمن، لكن هذه المرة المؤتمر شهد إجماعًا عربيًّا غير مسبوق حول الدور اليمني”، مؤكّـدًا أن المشاركون اعتبروا ما أنجزه اليمن خلال العامين الماضيين “معجزة قومية” فاجأت الجميع.

ويضيف: “المشاركون في المؤتمر من مختلف الأقطار العربية، من المغرب والجزائر وليبيا وتونس وغيرها، عبّروا عن تقديرهم الكبير للشعب اليمني وقيادته”، مؤكّـدين أن ما قام به اليمن أعاد للأُمَّـة العربية ثقتها بنفسها، وروح العزة والكرامة بعد سنوات من الإحباط والانكسار.

وتساءل المحطوري عن سبب المفاجأة اليمنية للعالم، موضحًا أنه لم يكن أحد يتوقع أن يفعل اليمن ما فعل لأسباب عدة، أبرزها البعد الجغرافي، وخروج اليمن لتوه من حرب ضارية مع العدوان السعوديّ الأمريكي استمرت سنوات، بالإضافة إلى الحصار المُستمرّ والحالة الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها اليمن، المصنف كأحد البلدان الأشد فقرًا اقتصاديًّا.

ويشير إلى أن الحضور وصفوا ما فعله اليمن بأنه نابع من إيمان راسخ وعقل حكيم، وأنه استطاع أن يجمع بين القوة الإيمانية والرؤية العقلانية في مواجهة العدوّ الصهيوني، ليصبح اليوم رمزًا للصمود العربي والإرادَة الحرة.

وينقل المحطوري انطباعات المشاركين في المؤتمر، من مختلف الأقطار العربية، الذين كانوا يتحدثون بإكبار ويطلبون نقل تحياتهم إلى الشعب اليمني والقيادة، قائلين: “أنتم أيها الشعب اليمني رفعتم رأس هذه الأُمَّــة، لقد فعلتم ما لم يفعله أحد”.

ووفقًا للباحثين والإعلاميين، فإنَّ المؤتمر القومي جاء في ظل تنامي الوعي العربي بخطورة مشروع العدوّ الصهيوني والغربي على المنطقة، وتزايد الدعوات إلى توحيد الصف العربي والإسلامي تحت راية المقاومة، كخيار وحيد لاستعادة الكرامة والسيادة للأُمَّـة.