الخبر وما وراء الخبر

بتواطؤ ممنهج من سلطات الجولاني.. العدو الصهيوني يوسّع احتلاله في سوريا ضمن “استراتيجية التطويق”

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

8 نوفمبر 2025مـ –17 جماد الاول 1447هـ

شهدت الساعات الأخيرة تصعيداً ميدانياً واسعاً لقوات العدو الصهيوني في الجنوب السوري، مع اتساع رقعة التوغلات في أرياف القنيطرة ودرعا، في إطار مساعي كيان الإجرام لترسيخ وجود دائم في عمق سوريا، فيما تواصل سلطات الجولاني صمتها المطبق رغم تنامي الانتهاكات.

وأفادت مصادر سورية بأن قوات العدو توغلت اليوم في قرية الرفيد بريف القنيطرة الجنوبي، تزامناً مع نصب حاجز عسكري على طريق أوفانيا – جباتا ومنع مرور الأهالي، في خطوة تهدف إلى فرض عزل ميداني على القرى السورية الواقعة قرب خطوط التماس، فيما تعزز هذه الانتهاكات حقيقة سعي كيان الاحتلال لبسط السطوة والنفوذ على الأرض والإنسان في سوريا.

وفي السياق ذاته، أكدت المصادر أن قوة صهيونية مدعومة بدبابات وعربات مدرعة توغلت في قرية العجرف بريف القنيطرة الجنوبي، وداهمت خمسة منازل في المنطقة، فيما نفذت قوات أخرى توغلات متفرقة في أرياف القنيطرة الشمالية والوسطى والجنوبية، أقامت خلالها حواجز وفتشت سيارات المدنيين، وسط حالة من السخط الشديد في صفوف الأهالي جراء صمت سلطات الجولاني برغم فظاعة ما يتعرضون له.

ويرى مراقبون أن صمت سلطات الجولاني وتوقيعها اتفاقاً أمنياً مع العدو دون توقف توغلاته وانتهاكاته، وإطلاقها تصريحات متكررة عن “السعي للسلام”، لا يعدو كونه غطاءً للتمدد الصهيوني المتسارع.

وتشير المعطيات الميدانية إلى أن هذا التصعيد يأتي استكمالاً لأكثر من 60 عملية توغل نفذها العدو خلال الأسابيع الخمسة الماضية في أرياف درعا والقنيطرة، تخللتها اعتقالات ومداهمات، في إطار خطة منهجية تهدف إلى فرض احتلالٍ شامل.

وتظهر الوقائع أن الجنوب السوري يتجه بخطى متسارعة نحو مرحلة جديدة من الاحتلال الصهيوني العلني، بعد أن تجاوز العدو مرحلة “الاختراق الأمني” إلى فرض الوجود العسكري المباشر، في ظل غياب ردّة الفعل السورية بشكل كامل، ما يجعل من السلطات التكفيرية “الحاكمة” تظهر بوضوح كأداة في خدمة المشروع الصهيوأمريكي.

ويرى مراقبون أن الاحتلال يسعى من خلال هذا التوسع إلى خلق منطقة نفوذ عسكرية وأمنية وجعلها نقطة خنق استراتيجية للمقاومة اللبنانية وباقي الحركات الفلسطينية التي عادةً ما كانت تستعين بالجغرافيا السورية واللبنانية الحدودية في تعزيز قوتها وأدائها الميداني.

 

وبهذا الصدد، يجمع محللون ميدانيون على أن التصعيد الصهيوني المتسارع في الجنوب السوري لا يمكن فصله عن سياق العدوان الإقليمي على حركات محور الجهاد والمقاومة، إذ يسعى العدو إلى تثبيت حضورٍ عسكريٍّ مباشر على طول الجبهة السورية – اللبنانية – الفلسطينية، ضمن استراتيجية تطويق المحور وخنق خطوط تحركاته.

ويتجلى هذا المخطط المسنود بتواطؤ العملاء، بعد أن ذكرت وكالة رويترز أمس الخميس أن الولايات المتحدة تستعد لتأسيس وجود عسكري في قاعدة جوية في العاصمة السورية دمشق بذريعة “مراقبة اتفاق أمني بين سوريا و(الكيان الصهيوني)”، وقبل ذلك توافق المدعو الجولاني ورئيس السلطة الفلسطينية، والمتواطئين في لبنان، خلال لقاءاتٍ سابقةٍ معلنة، على منع وملاحقة أيّ أنشطةٍ تستهدف العدو أو تعزز مسارات المقاومة، لتبرز مآلات التحركات الصهيوأمريكية العسكرية في الجغرافيا السورية التي كانت قلعةً حصينةً تحتضن المقاومة والمقاومين وتتحطم عليها أوهام الأعداء والمتآمرين.