الخبر وما وراء الخبر

العدوان الصهيوني يتواصل على غزة تحت غطاء الاتفاق

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

8 نوفمبر 2025مـ –17 جماد الاول 1447هـ

يواصل العدو الصهيوني خروقاته اليومية لاتفاق وقف العدوان على غزة، متجاهلًا البنود الإنسانية التي تضمنها الاتفاق، ومكرّسًا سياسة التجويع والحصار ضد سكان القطاع الذين يعيشون أوضاعًا مأساوية بعد أكثر من سبعمئة يوم من العدوان والتدمير.

ورغم التزام المقاومة الفلسطينية الكامل ببنود الاتفاق وتسليمها الأسرى الصهاينة الأحياء على دفعات، إضافة إلى تسليم جثث القتلى الصهاينة، إلا أن الاحتلال لم يتقيد بأي من التزاماته، ولم يوقف انتهاكاته على الأرض.

ولم يتبقّ اليوم سوى خمس جثث للقتلى الصهاينة، وتواصل الجهات المختصة في غزة جهود البحث عنها وسط الركام والمناطق المدمرة.

على الجانب الميداني، لا تزال أصوات إطلاق النار تُسمع على طول الخط الشرقي للقطاع، المعروف بالخط الأصفر، حيث تواصل آليات العدو المتمركزة هناك إطلاق نيرانها باتجاه المزارعين والمدنيين، في خرقٍ واضحٍ وصريحٍ للاتفاق.

ويمتد هذا الخط من شمال القطاع حتى جنوبه، ويقتطع مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التي كانت تُعد السلة الغذائية الأساسية لأهالي غزة، قبل أن يحولها الاحتلال إلى مناطق عسكرية مغلقة بالنار والتجريف والتفجير المستمر.

في الوقت ذاته، يعاني سكان القطاع من حرمان شبه كامل من المساعدات الإنسانية الأساسية، حيث أن العدو الصهيوني لم يُدخل حتى اليوم الكميات المتفق عليها من المساعدات الإغاثية، ولم يسمح بإدخال الكرفانات والخيام اللازمة لإيواء آلاف العائلات التي فقدت منازلها بالكامل، حسب مراسلة قناة المسيرة في غزة، دعاء روقة.

وأكدت في مداخلة على قناة المسيرة، أن كثير من العائلات الفلسطينية اليوم تفترش الشوارع والساحات العامة، بلا مأوى ولا مأكل، في ظل طقس شتوي قاسٍ يفاقم معاناتهم.

وتصف المشهد الإنساني بأنه مأساوي بكل المقاييس، إذ إن الكميات التي تدخل عبر المعابر محدودة جدًا، ولا تكفي لتغطية احتياجات جزء بسيط من سكان القطاع.

أما نوعية المساعدات، فهي لا تشمل المواد الغذائية الأساسية مثل الأسماك والدواجن والألبان، بل تقتصر على مواد كمالية لا تُسمن ولا تغني عن جوع. وهكذا يواصل العدو الصهيوني تطبيق سياسة التجويع الممنهجة، التي حرم من خلالها سكان القطاع من أبسط حقوقهم في الغذاء والدواء، في محاولة لخنق إرادتهم وكسر صمودهم.

وفي الجانب الصحي، تواجه المنظومة الطبية في غزة انهيارًا شبه كامل، فالمستشفيات بالكاد تعمل، والأدوية والمستلزمات الطبية التي تدخل قليلة جدًا لا تغطي احتياجًا لمستشفى واحد مثل مستشفى ناصر في خانيونس.

ونتيجة لذلك، تسجل المستشفيات يوميًا حالات وفاة جديدة بسبب نقص الأدوية والعلاجات، فيما تتفاقم الأوضاع الصحية مع انعدام الغذاء الكافي والظروف المعيشية القاسية التي تمنع المرضى من التعافي. وتؤكد الطواقم الطبية أن الاحتلال يتعمّد خنق القطاع الصحي لمنع أي تعافٍ إنساني بعد العدوان.

أما على مستوى البنية التحتية، فقد دمّر العدو الصهيوني خلال العدوان قلب مدينة غزة بالكامل، الأبراج السكنية، المؤسسات الخدمية، محطات الكهرباء والمياه، جميعها سقطت تحت نيران العدوان، لتتحول المدينة إلى كتلة من الركام.

وتفتقر البلديات وأجهزة الدفاع المدني للمعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الأنقاض وفتح الطرقات والبحث عن جثامين الشهداء التي لا تزال تحت الأنقاض، ومع استمرار الحصار ومنع إدخال هذه المعدات، تبقى آلاف العائلات عاجزة عن العودة إلى منازلها أو حتى الوصول إلى جثامين ذويها.

ورغم الدمار الواسع والخطر الدائم قرب الخط الأصفر شرق غزة، فإن المزارعين الفلسطينيين لم يتخلوا عن أرضهم، بعد شهور من العدوان، يعودون إلى حقولهم المدمّرة حاملين بذور الأمل في مشهد يختصر إرادة الحياة والمقاومة، على بعد أمتار قليلة من مواقع الاحتلال، يقف المزارعون يحرثون الأرض ويعيدون زراعتها رغم أصوات الانفجارات التي تهزّ المكان.