مبادرة مجتمعية في مزهر ريمة تعيد الحياة إلى طريق الشوقبة وتخفف معاناة الأهالي
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
3 نوفمبر 2025مـ 12 جماد الاول 1447هـ
تجسّد محافظة ريمة نموذجًا حيًّا للعمل المجتمعي اليمني في مديرية مزهر، حيث أطلق أهالي منطقة المخلاف مبادرة واسعة لرصف طريق الشوقبة وبناء الجدران الساندة بطاقاتهم الذاتية، في خطوة تعكس إرادتهم الصلبة على مواجهة الصعوبات اليومية وتسهيل حياة المواطنين في القرى النائية والجبلية.
وتأتي هذه المبادرة لتعكس روح التكافل الاجتماعي والتعاون الشعبي التي تتجذر في هوية المجتمع اليمني، والتي تعتبر العمل الجماعي وسيلة لتحقيق التنمية المحلية ومواجهة التحديات التنموية.
ويمتد المشروع على نحو 7 كيلومترات ويستفيد منه نحو 15 إلى 20 ألف نسمة، حيث كان الطريق قبل المشروع يشكل عقبة كبيرة أمام تنقل السكان ونقل المواد الأساسية، مما سبب معاناة يومية للنساء والأطفال وكبار السن في الوصول إلى الخدمات والمراكز الأساسية، وبفضل جهود الأهالي، بدأ العمل في رصف الطريق وبناء الجدران الساندة، مستخدمين مواردهم الذاتية وجهودهم الفردية والجماعية لتخفيف المعاناة وتحقيق الاستفادة القصوى للمجتمع.
وأوضح مسؤول المبادرة المجتمعية في مديرية مزهر، علي يوسف المخلافي، في حديثه لبرنامج نافذة التنمية المجتمعية على قناة المسيرة، أن العمل بدأ منذ خمسة أشهر، وتم إنجاز نحو 60% من المشروع حتى الآن.
وأضاف أن المبادرة تعتمد على التعاون بين الأهالي واللجان المجتمعية المحلية ومؤسسة بنيان التنموية، التي قدمت دعماً مادياً ولوجستياً شمل 300 لتر من مادة الديزل و270 كيسًا من الأسمنت بقيمة إجمالية تجاوزت ثلاثة ملايين ومئتين وستة وسبعين ألف ريال.
وأشار المخلافي إلى أن المشروع جاء بعد فشل الجهات الرسمية في تقديم الدعم الكافي، ما دفع السكان إلى الاعتماد على جهودهم الذاتية، مؤكدًا أن المبادرة تحولت إلى نموذج ناجح للعمل المجتمعي، حيث ألهمت القرى المجاورة للمشاركة في مبادرات مشابهة، وساهمت في تعزيز روح التعاون والتكافل بين السكان.
وأضاف: “العمل الجماعي أهل المنطقة أظهر أن الإرادة القوية والعزيمة يمكن أن تتغلب على كل العقبات، وما بدأناه بمبادرة صغيرة أصبح مشروعًا تنمويًا متكاملًا يخدم عشرات آلاف السكان ويخفف عنهم معاناتهم اليومية”.
وأكد المخلافي أن المبادرة ليست مجرد عمل إنشائي، بل تمثل فرصة حقيقية لتعزيز التنمية المحلية، وإبراز دور المجتمع في مواجهة التحديات، مشيرًا إلى أن المشاريع المجتمعية تعكس التزام الشعب اليمني بتقديم الدعم والمساعدة لأفراده، وتُجسّد قيم العطاء والعمل التطوعي التي تشكل جزءًا من هويته وثقافته. وأضاف: “هذه المبادرة هي مثال حي على قدرة المجتمع اليمني على تنظيم نفسه والعمل بروح واحدة لخدمة مصلحة الجميع، وتحويل المعاناة إلى فرصة لبناء مستقبل أفضل”.
ويعتبر هذا المشروع بمثابة نافذة مشرقة نحو الأمل والتنمية في مديرية مزهر، إذ أسهم في تسهيل حركة المواطنين، وتحسين وصولهم إلى الخدمات، وتعزيز التلاحم الاجتماعي، ليصبح الطريق الجديد مثالاً على ما يمكن أن تحققه المبادرات المجتمعية من أثر ملموس على حياة الناس اليومية في ظل ظروف صعبة ومناطق نائية، مؤكّدًا أن العمل المستمر والمبادرات الجماعية ستظل حجر الزاوية في التنمية المحلية ورفع مستوى جودة حياة المجتمع اليمني.
			
											