الخبر وما وراء الخبر

باحثون عرب: العدوّ الإسرائيلي يستغل الهدوء لإعادة التسلح وتنفيذ مشاريعه بدعمٍ أمريكيaa

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

23 أكتوبر 2025مـ 1 جماد الاول 1447هـ

حذّر الكاتب والباحث “حسن عليان” من أنَّ الهدوء النسبي الذي تشهده المنطقة بعد العدوان الصهيوني على غزة، ليس سوى فترة مؤقتة يستخدمها العدوّ، لإعادة ترتيب صفوفه وتسليح نفسه وبدعمٍ أمريكي استعدادًا لمرحلة جديدة من التصعيد وتنفيذ مشاريعها التوسعية في المنطقة.

وقال “عليان” في مداخلة له مع قناة “المسيرة” اليوم الخميس: إنَّ “العدوّ الإسرائيلي يمرّ بمرحلة إعادة تموضع سياسي وعسكري، مستفيداً من الدعم الأمريكي الواسع”، مشيرًا إلى أنّ واشنطن زودت الكيان، خلال الأشهر الماضية، بصفقات أسلحة تتجاوز قيمتها 73 مليار دولار، تشمل مئات الطائرات والذخائر المتقدمة، مضيفاً أنّ هذا الدعم يعكس “شراكة أمريكية كاملة في الجرائم والانتهاكات التي تشهدها المنطقة”.

وأوضح أنَّ بعض الدول العربية ما زالت تتجه نحو مسار التطبيع رغم وضوح سياسات العدوّ الإسرائيلي التي تهدف إلى فرض واقع جديد على حساب الشعب الفلسطيني، معتبرًا أنّ “أي اندماج للكيان الإسرائيلي في المنطقة تحت عنوان السلام أو التعاون الاقتصادي؛ هو في الحقيقة جزء من مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يهدف إلى جعل إسرائيل دولة طبيعية في الإقليم”.

وأشار إلى أنَّ العدوّ الإسرائيلي يعيش أزمة داخلية حادة وانقسامًا في صفوف القيادة، لكنه في المقابل يسعى إلى استغلال الهدوء الحالي لإعادة ترتيب أوراقه سياسيًا وأمنيًا، والاستعداد لما وصفه بـ”المرحلة الثانية” من عملياته، التي تركز على نزع عناصر القوة والمقاومة في المنطقة.

ودعا الدول العربية التي ما زالت تفكر في التطبيع إلى “إعادة النظر في مواقفها قبل فوات الأوان”، محذرًا من أنّ السياسات الصهيونية لا تزال تقوم على فرض القوة والهيمنة، وأنّ أيّ تطبيع غير مشروط لن يجلب استقرارًا حقيقيًا.

وجدّد الباحث عليان التأكيد على أنَّ “(إسرائيل) لا تستطيع أنَّ تفرض ما تريد لا بالحرب ولا بالسياسة، ما لم يكن هناك غطاء أمريكي مباشر”، مشيرًا إلى أنَّ “المشهد الإقليمي معقد، لكن التوازنات الحالية لا تمنح إسرائيل تفوقًا طويل الأمد كما تتصور”.

من جانبه أكّد الكاتب والصحفي الحسن جلال، أنَّ الدعم الأمريكي اللامحدود هو العامل الرئيسي الذي مكّن الكيان الإسرائيلي من ارتكاب جرائمه في فلسطين، مشيرًا إلى أنَّ واشنطن لم تكتفِ بتقديم الغطاء السياسي والعسكري؛ بل شاركت بشكلٍ مباشر في الضغط لتحقيق الأهداف الصهيونية.

وقال جلال في حديثه لقناة “المسيرة”: إنَّ “الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها العدوّ الإسرائيلي اليوم، لم تكن ممكنة لولا الدعم الأمريكي المتواصل”، موضحاً أنّ هذا الدعم “يشمل مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية، ويمنح الاحتلال قدرة على الاستمرار في سياساته العدوانية دون محاسبة”.

وأضاف أنَّ الإدارة الأمريكية “لم تكن فقط راعية لهذه السياسات؛ بل شريكًا أساسيًا فيها”، موضحًا أنّ “واشنطن تمارس حاليًا ضغوطًا كبيرة على المقاومة في غزة بهدف تحقيق ما عجز الكيان عن تحقيقه عسكريًا خلال عامين من الحرب”.

وختم الصحفي العربي “الحسن جلال” تصريحه بالقول: إنَّ “الولايات المتحدة تنسّق بشكلٍ مباشر مع (إسرائيل) في هذه المرحلة لتحقيق أطماع سياسية واستراتيجية في المنطقة”، معتبرًا أنّ هذا التنسيق “يؤكد استمرار الانحياز الأمريكي الكامل للاحتلال، رغم الكلفة الإنسانية الكبيرة التي يدفعها الشعب الفلسطيني”.