الخبر وما وراء الخبر

الصيادي: الشهيد الغماري جسّد القائد النموذجي وخلّد حضور اليمن في معادلة التحرر

25

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

20 أكتوبر 2025مـ 28 ربيع الثاني 1447هـ

رأى الدكتور عبده فازع الصيادي أن اليمن، بثورته وشعبه وقيادته، يواصل صناعة التحوّلات في معادلات الصراع مع قوى الاستكبار العالمي ممثلًا بأمريكا وإسرائيل، مشددًا على أن استشهاد القائد الميداني الجهادي الكبير الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري كشف حجم ما تملكه اليمن من إرادة ووعي واستعداد للمضي في طريق التحرر حتى النهاية.

وفي حديثه لقناة “المسيرة”، أكد الصيادي أن الشهيد الغماري قائدٌ بنى نفسه بين التراب والبارود، وتربى على الثقافة القرآنية، وخاض مع رفقاء الجهاد تفاصيل الميدان، فصنع منهم رجالًا، وصنعوا منه أسطورة، مشيرًا إلى أنه “حوّل مفاهيم المشروع القرآني الذي تحرك معه منذ الوهلة الأولى لانطلاقه في العام 2002م إلى أفعال كُتبت على أرض الواقع”.

وقال الصيادي: “إن التجربة اليمنية العسكرية والميدانية اليوم تمثل حالة فارقة في الأمة، ففي الوقت الذي تتكدّس فيه الرتب والنياشين على صدور الضباط في كثير من الجيوش العربية دون أي فعل حقيقي، نجد أن الشهيد الغماري مثّل القائد النموذجي، الذي عرفه الناس من الميدان لا من خلف المكاتب”، مضيفًا: “أن قرار اليمن التقدّم عمليًا في معركة القدس، والاصطفاف الفعلي إلى جانب الشعب الفلسطيني، ليس خطوة عاطفية أو رمزية، بل خيار استراتيجي واضح تبنّته القيادة الثورية والسياسية والعسكرية بوعي واستعداد تام، مدعوم بقرار شعبي متجذر”.

وأشار إلى أن ذروة المشهد كانت في ميدان السبعين، حيث قدّمت الجماهير اليمنية رسالة لا لبس فيها، تؤكد أن قضية فلسطين ستظل في صلب أولويات اليمن، وأن التضحيات لن تتوقف، بل ستتصاعد حتى كسر الهيمنة وطرد المحتل، لافتًا إلى أن هناك جيوشًا تملك المليارات، وأسلحة متطورة، وأسطولًا إعلاميًا عريضًا، لكنها تغيب عند أول اختبار حقيقي، كما رأينا في معركة “طوفان الأقصى”.

وفي سياق وقف إطلاق النار في غزة، قال الصيادي إن ما جرى ليس نهاية معركة، بل محطة ضمن جولات متعددة، موضحًا أن تصريحات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي وضعت النقاط على الحروف: “الجولة القادمة قادمة.. والنصر حتمي”، مشيرًا إلى أن تحركات العدو الإسرائيلي خلال وقف إطلاق النار تعكس نيّته لنقض الاتفاق مجددًا، وهو ما يُبقي خيارات المقاومة مفتوحة.

وخلُص إلى أنه عندما تتحول القيادات إلى قدوات، وتلتحم مع الميدان، يصبح النصر مسألة وقت، واليمن اليوم، بشهدائه وجيشه وقيادته، يكتب المعادلة الجديدة لصناعة المستقبل.