الخبر وما وراء الخبر

الباحث مراد : الأمم المتحدة متورطة في التجسس في عدة دول واليمن الوحيد الذي تجرأ على كشفها

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

19 أكتوبر 2025مـ 27 ربيع الثاني 1447هـ

أوضح الكاتب والباحث السياسي علي مراد أن الأجهزة الاستخباراتية الغربية جعلت من العمل الإنساني غطاءً لتوسيع نفوذها داخل الدول، من خلال توظيف بعض موظفي وكالات الأمم المتحدة في مهام تجسسية، مؤكدًا أن ذلك يمثل جزءًا من منظومة الهيمنة الناعمة التي تمارسها الولايات المتحدة وحلفاؤها باسم المجتمع الدولي.

وتحدث مراد في حديثه لقناة “المسيرة” عن تورط بعض الخلايا التابعة للأمم المتحدة في التجسس لصالح العدو الإسرائيلي، لافتاً إلى أن ذلك لا يمثل حدثًا معزولًا، بل يعيد تسليط الضوء على سلسلة من الوقائع الدولية التي تثبت استغلال هذه الوكالات في خدمة أجهزة المخابرات الغربية، وعلى رأسها الأمريكية، مؤكداً ان الولايات المتحدة الأمريكية تهيمن على الكثير من القرارات والتوجهات التابعة لوكالات الأمم المتحدة، وتوظف بعض المؤسسات كأدوات لجمع المعلومات وتنفيذ أجندات استخباراتية”.

وأضاف أن “لدينا شواهد كثيرة على هذا النمط من العمل، لكن الفرق الجوهري أن الدول التي تملك قرارها، كاليمن، هي الوحيدة التي تتجرأ على كشف هذه الأنشطة للعالم”، مشيراً إلى أن العديد من الدول تدرك تمامًا وجود نشاط استخباراتي تمارسه منظمات ووكالات أممية داخل أراضيها، لكنها لا تملك الجرأة أو الاستقلال السياسي للكشف عنه أو مواجهته.

وقال إن”اليمن كدولة حرة وسيدة لم تتردد في كشف وفضح هذه الانتهاكات، بعكس دول أخرى تلتزم الصمت خشية الضغط أو الابتزاز الدولي”، منوهاً إلى أنه “عادةً ما تلجأ الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية والأوروبية، وحتى الصهيونية، إلى وكالات الأمم المتحدة عندما تُغلق الأبواب أمام المنظمات غير الحكومية الأخرى التي تعمل بغطاء إنساني، لأن وجود هذه الوكالات في معظم دول العالم يمنحها غطاءً مثاليًا للتغلغل الأمني”.

وأعطى مثالاً علىقضية العراق التي تُعد من أبرز النماذج، حيث تم توجيه اتهامات موثقة باستخدام موظفي الأمم المتحدة في أنشطة استخباراتية أثناء الاحتلال الأمريكي، الأمر الذي تسبب حينها في أزمة كبيرة واجهها الأمين العام الأسبق كوفي عنان، لافتاً إلى حادثة سابقة تتعلق باليمن، حيث قامت الأمم المتحدة بحذف السعودية من “قائمة العار” الخاصة بقتل الأطفال في اليمن، بعد أن أدرجت فيها بضغط من اليمن نفسه.

وأشار إلى أنالرضوخ للضغوط الأمريكية والسعودية كشف بوضوح أن الأمم المتحدة ليست مستقلة، بل أداة تخدم من يملك القرار والمال، وعلى رأسهم واشنطن، مؤكداً بأن ما تقوم به صنعاء اليوم من كشف للحقائق هي خطوة ضرورية ومشروعة لحماية السيادة الوطنية وتكشف زيف الشعارات الإنسانية التي تُستخدم كحصان طروادة للتجسس والإخضاع”.