غزة تحتفي ببدء تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى وسط فرحة جماهيرية عارمة
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
13 أكتوبر 2025مـ 21 ربيع الثاني 1447هـ
انطلقت صباح اليوم في قطاع غزة مرحلة تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وكيان العدو الصهيوني، بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ، وسط احتفالات شعبية عارمة ومشاهد إنسانية مؤثرة في ساحات ومراكز الاستقبال.
تأتي هذه التطورات بينما يزور المجرم ترامب الكيان، في توقيت اعتبره المراقبون محاولة لتجميل صورة الاحتلال، فيما يواجه المجرم نتنياهو ضغوطاً داخلية وخارجية بعد عامين من الحرب الدامية وفشل سياساته العسكرية.
وفي مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، نقلت مراسلة قناة المسيرة دعاء روقة أن الصليب الأحمر الدولي استلم دفعة من الرهائن الصهاينة الذين أفرجت عنهم المقاومة الفلسطينية، بعد أن أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام أسماء عشرين أسيراً صهيونياً أحياء جرى تسليمهم اليوم.
وأكدت المراسلة أن التحضيرات مستمرة لاستكمال تسليم ثلاثة عشر أسيراً آخرين، بالإضافة إلى الإشارة إلى ثمانية وعشرين حالة بين قتيل ومفقود.
وبموجب الاتفاق، من المتوقع أن يفرج كيان العدو الصهيوني خلال الساعات القادمة عن أكثر من ألفَي معتقل فلسطيني، بما في ذلك أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات، في عملية مُنَظَّمة تجري بإشراف الصليب الأحمر ومرحلية واضحة تشمل مناطق شمال وجنوب القطاع.
الجماهير في ميدان مستشفى ناصر جسدت لوحة وطنية تنبض بالعزة: أعلام فلسطينية تُلوَّح، زغاريد تصدح، ووجوه مشوبة بالدموع والابتسامات في آن معاً.
رصدت كاميرات المسيرة لحظات العناق الأول بين الأهالي وأبنائهم المحرَّرين، وكانت كلمات الأمهات تختصر سنوات الألم والامتنان.
تقول إحدى الأمهات وهي تلوّح بصورة ابنها: اليوم هو عيدنا الحقيقي، صبرنا طويل والمقاومة وفِّيَت بوعدها، الحمد لله الذي أعاد لنا فلذات أكبادنا.
وفي مشهد مؤثر آخر، انهارت إحدى الأخوات بالبكاء وهي تنتظر وصول شقيقها بعد سنوات من الاعتقال، تقول: خرج من بين أنياب السجان، رغم الجراح ودمار المنازل نحن صامدون، يد الشعب والمقاومة واحدة، ولن نركع.
ووجّهت أخرى تحية خاصة إلى اليمن الشقيق، مشيدة بتضامن شعوب امتدت قلوبها مع غزة، وقالت: تحية لليمن الذي وقف معنا منذ اليوم الأول، هذا النصر هو فوز لكل من لم يخذل غزة.
المعارك السياسية بلغت ذروتها على مستوى الخطاب؛ فقد أصدرت كتائب القسام بياناً اعتبرت فيه أن الاتفاق ثمرة صمود الشعب وثبات المقاتلين، مؤكدة التزامها ببنود الصفقة والجداول الزمنية، ومجددة العهد بأن قضية الأسرى ستبقى على رأس أولويات المقاومة حتى تحرير الجميع.
وأضافت أن كيان العدو الصهيوني فشل في استعادة أسرته بالقوة، واضطر في النهاية للقبول بصفقة تُجبره على التراجع عن كثير من شروطه، ما اعتبرته المقاومة انتصاراً سياسياً وميدانياً.
وتعليقاً على المشهد الإقليمي والدولي، وصف محللون سياسيون زيارة المجرم ترامب للكيان بأنها محاولة لتلميع صورة الاحتلال في عيون جمهورٍ دولي متقسم، بينما يواجه المجرم نتنياهو أزمة شرعية داخلية نتيجة إخفاقاته العسكرية وسياساته الدامية على مدار العامين الماضيين.
ورأى خبراء أن قبول الاحتلال بهذه الصفقة يعكس حصيلة حسابات الخسارة والربح بعد فشل استراتيجي واجهته المؤسسة السياسية والعسكرية الصهيونية.
رغم آثار العدوان والدمار الذي خلفه العدو في منازل وشوارع القطاع، فإن فرحة الأهالي غطّت على الجراح، وأظهرت مدى ارتباط الشعب الفلسطيني بأسرته الأسيرة وبقضيته الوطنية.
تُرجِمَت هذه الفرحة بصورٍ لا تُنسى: أمهات يرفعن صور أبنائهن المحررين، شباب يقبلون الأرض فرحاً، وعائلات تتبادل الذكريات والدموع والحكايا عن سنوات الحرمان.
في ختام تغطيتها، أكدت مراسلة المسيرة أن غزة تعيش اليوم لحظات وطنية استثنائية، وأن مشهد استقبال الأسرى هو فصل جديد في مسيرة الصمود والتحرر، رسالة إلى العالم بأن الشعب الفلسطيني لا ينسى أسراه ولا يتخلى عن حقوقه، وأن قضية الأسرى تبقى رمزاً للوفاء والمقاومة حتى تحقق حريتها الكاملة.