الخبر وما وراء الخبر

بإظهار موقف قوة “موقع بريطاني”: اليمن اللاعب المؤثر في المنطقة

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

13 أكتوبر 2025مـ 21 ربيع الثاني 1447هـ

أكد موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن اليمن أظهر موقف قوة من خلال اشتراطه لوقف عملياته العسكرية بالتزام العدو الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقال تحليل للموقع البريطاني، نشر مساء السبت، إن اليمنيين نفذوا هجمات بشكل متواصل تضامناً مع فلسطين دون الحاجة إلى التفاوض مع كيان العدو – بشكل مباشر أو غير مباشر – بشأن الهدنة.

وأشار الموقع إلى أن اليمنيين قدموا أداء قويًا خلال العامين الماضيين، حيث نفذوا إلى جانب فرض حصار بحري، ضربات بعيدة المدى على كيان العدو بين حين وآخر، منها ما أثر على قطاع الطيران واخترق الدفاعات الجوية “الصهيونية”.

تأثير اقتصادي قوي

وفي قراءة لتأثير الموقف اليمني من غزة، أشار أندرياس كريج، الأستاذ المساعد في قسم الدراسات الدفاعية في كلية كينجز بلندن، إلى نجاح الحصار والحظر اليمني على سفن العدو والسفن المرتبطة به في البحر الأحمر، وصولا إلى إجبار السفن الكبرى المسافرة من أوروبا إلى آسيا على اتخاذ طريق طويل ومكلف حول رأس الرجاء الصالح في الطرف الجنوبي من أفريقيا.

ورأى كريج في ضوء هذا الفعل أن اليمن انتقل ليصبح لاعبًا رئيسيًا داخل محور المقاومة – الممثل العربي الوحيد الذي ضرب بشكل روتيني داخل الكيان الإسرائيلي – مع ما منحه هذا الموقف من ثقلٍ سردي.

فك الارتباط

من زاوية أخرى، أشار المحلل الأمني علي رزق لـ “ميدل إيست آي” إلى تحقيق اليمن إنجاز آخر ضمن دائرة إسناد غزة، قائلا إن “اليمنيين أجبروا أمريكا على فك الارتباط مع العدو الإسرائيلي على الصعيد اليمني”، وهو إنجاز ليس بالهين حسب تعبيره.

وشهدت السنوات الأخيرة بحسب رزق تحولًا إقليميًا تعززت فيه النظرة إلى الكيان الإسرائيلي باعتباره العدو الرئيسي وليس إيران كما كانت تروج آلة الاعلام الصهيونية الغربية والموالية لعقود طويلة. مضيفًا: “لطالما أكد عبد الملك الحوثي أن الأمريكيين والإسرائيليين وجهان لعملة واحدة”. وتابع: “ما حدث في قطر يدعم حجج اليمنيين”، في إشارة إلى الهجوم الإسرائيلي على مسؤولي حماس في الدوحة الشهر الماضي.

قوة مؤثرة في الخطاب

وحول انتصار السردية اليمنية في الاسناد الإنساني لغزة، أكد “التحليل” أن الحرب منحت اليمنيين نصرا سرديا في الداخل والخارج.

وقالت أروى مقداد، الخبيرة في شؤون اليمن والجغرافيا السياسية، للموقع “إن تدخل صنعاء في البحر الأحمر عزز شرعيتها المحلية وجلب لها شهرة وتقديرا دوليين”.

وأضافت مقداد إن الهجمات على السفن عززت فكرة أن اليمنيين قاتلوا ضد الظلم، كما جعلت من المحرج للاعبين الإقليميين التدخل حيث سيُتهمون بـ “مهاجمة من يساعد غزة”، لافتةً إلى بروز اليمن في مواجهة “التقاعس العربي”، كقوة مؤثرة في الخيال والخطاب العربي.

أوراق فقدت أهميتها

وفي مقابل الديمومة وحضور القوة في الاسناد اليمني لغزة، مع ما يتمتع به المجلس السياسي الأعلى من سلطة على مساحات شاسعة من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، أكد تحليل الموقع على الصورة النقيضة التي ترسم ملامح مستقبل حكومة المرتزقة في عدن “التابعة للسعودية والإمارات”، جازمًا بأنها “تفقد أهميتها وأنها آخذة في التضاؤل”.

وقال كريج “إن نظام صنعاء يسيطر على الشمال المكتظ بالسكان ويتعامل الآن بشكل مباشر مع وسطاء رئيسيين وقوى كبرى بشأن الأمن والوصول، بينما يواجه المجلس الرئاسي التابع لأبوظبي والرياض التفتت”.

وأكد على أن عبارة “المعترف بها دوليًا” والتي يُشار بها لحكومة المرتزقة، لم تعد موجودة إلا على الورق.

وختم تحليل الـ “ميدل إيست آي”، إنه ليس من السهل على الكيان الصهيوني شنّ حرب شاملة على اليمن، فيما يستطيع اليمنيون مواصلة هجماتهم ضده دون دفع الثمن الباهظ.