العميد عمر معربوني: اليمن أصبح صانع قرار في المنطقة وعملياته تظهر تفوقاً شاملاً تعقّد حسابات العدو
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
1 أكتوبر 2025مـ 9 ربيع الثاني 1447هـ
استعرض الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، العميد عمر معربوني، أهمية العملية البحرية اليمنية الأخيرة في المُجريات السياسية الراهنة، مؤكِّداً أن اليمن صارت “جزءًا فاعلاً من صناعة القرار على مستوى الجغرافيا السياسية” وأن “نيران اليمن” باتت تصل حيث يجب أن تصل آثارها.
وفي مداخلة خاصة، تعقيبًا على العملية البحرية الأخيرة في خليج عدن، قال العميد معربوني: إنّ “اليمن الآن بات من صناع القرار على مستوى الجغرافيا السياسية”، وأنّ مدى تأثير العمليات اليمنية “ليس مجرد فعلٍ عسكري بحد ذاته، بل ينعكس على الخريطة السياسية والجغرافيا الاستراتيجية”.
وبعبارة أخرى، يرى معربوني أن قدرة اليمن على استهداف خطوط الملاحة الصهيونية تترجَم إلى تأثير سياسي ودبلوماسي ملموس يربك المشهد أمام الحسابات الأمريكية والصهيونية.
وتطرّق إلى نقطة محورية عن متطلبات العمليات البحرية، مؤكِّداً أنها ليست “ضربة عشوائية” بل تنفيذ معقَّد يتطلَّب معلومات استخباراتية عالية الدقة، ثم أسلحة دقيقة.
وتابع حديثه قائلاً: إن استهداف سفينة معينة في الممرات البحرية — سواء في البحر العربي أو خليج عدن أو البحر الأحمر — يحتاج إلى استخبارات دقيقة جدًا، وهذه الدقة هي ما يجعل استهداف سفينة لا علاقة لها بالملاحة الإسرائيلية أمرًا مستحيلاً.
وأوضح أن هناك “حاجة لربط معلومات المسار والمالك والحمولة بعوامل الأمن البحري، وبالقدرة الفنية على توجيه ذخائر دقيقة (صواريخ مجنحة، طائرات مسيرة بحرية، إلخ) لتحقيق إصابة مباشرة ومحددة”.
وبيّن أن “اليمن يمتلك قوّة استقبال عالية من حيث الوسائط القتالية: الصواريخ المجنحة والبالستية، والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى القدرات البحرية”.
ولفت إلى أن “القوات المسلحة اليمنية أثبتت على مدى فترة طويلة مستوى عالٍ ومتقدِّمًا من التنسيق والقيادة والسيطرة” في العمليات.
وأضاف أن “العمليات من هذا النوع تترجَم المستوى العالي من التنسيق”، موضحًا أن اليمن تمكنت من خلق تكاملٍ لكل متطلبات الردع البحري بكل قوة ودقّة واقتدار.
وتطرّق معربوني إلى سلوك كثير من الشركات العالمية في استمرار عبور ممرّات تطالها القوات المسلحة اليمنية، نَظَرًا ليقينها أن العمليات اليمنية لا تستهدف سوى السفن المحددة في قرار الحظر اليمني.
وأشار إلى أن معادلات الربح والخسارة الاقتصادية تُجبر الشركات على موازنة المخاطر، وأنَّ ابتعاد بعضها عن الممرّات قد يكون غير عملي من ناحية التكلفة.
وردًّا على الاتهامات المتداولة بشأن مصدر التسليح أو الدعم، قال معربوني إنّ “القاعدة الأساسية للتصنيع العسكري في اليمن قطعت أشواطًا كبيرة”، معتبِرًا أن الحديث عن تورط إيران بالتسليح مجرد دعايات للتغطية على فشل الأعداء في كبح جماح التطور اليمني، خصوصًا في ظل القيود والحصار البحري المفروض على اليمن.
وضمن تطمينه حول أداء القوات المسلحة، قدّر العميد معربوني وتيرة العمليات البحرية والبحرية–الباليستية بأنها قد تصل في حسابه إلى “بين 50 إلى 70 عملية” خلال فترة زمنية محدَّدة (شهر)، معتبِرًا أن هذا رقم كبير ومؤشِّر على مستوى الاستمرارية في الضغط العملي.
ونوَّه إلى أن اليمن قادر على رفع وتيرة العمليات أكثر من ذلك، لكنه يراعي مبدأ “التدرُّج” في إدارة المعركة، لأن كل ضربة حتى لو كانت واحدة قد تُحدث حالة من الاستنزاف والرعب لدى العدو.
وأوضح أن سياسة القتال اليمنية تعتمد على تقدير التأثير وليس مجرد الكمّية، وهو ما يعني استخدام ضربة واحدة محكمة لتحقيق حالة نفسية واستنزافية كبيرة في صفوف الكيان الصهيوني.
وقال: “طالما أن صاروخًا واحدًا أو مسيّرة واحدة تؤدي إلى حصول حالة استنزاف وحالة رعب وذعر، فذلك أمر مهم جدًا”، مضيفًا: “هذه الاستراتيجية تُظهر فهمًا للتكلفة السياسية والعسكرية، وتجعل الضربات مدروسة وفعالة”.
وبيّن أن اليمن أظهر قدرة على تنفيذ “مستوى عالٍ من التنسيق والقيادة والسيطرة” في العمليات المشتركة، ووصف أن تحقيق هذا المستوى أمرٌ تقلّ عنه حتى دول كبرى، ما يعكس ثقة في البُنى الإدارية والقيادية والتكتيكية المتاحة لدى القوات المسلحة اليمنية.